محا ضرة لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله
رابط المحاضرة
المحاضرة مفرغة للقراءة
أصول أهل السنة والجماعة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسناومن وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أله وسلم
اما بعد
فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلا لة فى النار
أما بعد
فقد اخبر الرسول صلى الله عليه وعلى أله وسلم أن الافتراق سيقع فى الامة وبين النبى صلى الله عليه وأله وسلم على كم من الفرق تفترق الامة فبين صلى الله عليه وعلى أله وسلم ان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار إلا واحدة وهذه الفرقة الناجية سئل الصحابة رضى الله عنهم عنها واخبر النبى صلى الله عليه وعلى أله وسلم ان هذه الفرقة الناجية من كان على مثل ما كان عليه النبى صلى الله عليه وأله وسلم وأصحابه رضى الله عنهم وهذه الفرقة الناجية هى الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة وهى أهل السنة والجماعة ولها أصول 0
أصول ثابتة واضحة فى الإعتقاد والعمل والسلوك وهذه الاصول العظيمة لأهل السنة والجماعة مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وأله وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمه من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان وهم إنما يسيرون على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين 0
فما هى اصول اهل السنة والجماعة ؟
الإنسان ينبغى عليه أن يكون حريصاعلى صالحه وعلى ما ينفعه فى الدنيا وفى الاخرة وأهم ذلك وأولاه وأوله أن يحرص على نجاته من النار أن يحرص على تحصيل رضا ربنا تبارك وتعالى عنه أن يحرص على أن يكون متسننا متبعا لسنة النبى صلى الله عليه وأله وسلم وأن يكون من هذه الفرقة الناجية من أهل السنة والجماعة من الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة ولا يستطيع أن يبلغ من ذلك شيئا إلا إذا كان واعيا علما عارفا بأصول هذه الفرقة الناجية بأصول أهل السنة والجماعة فما هى أصول أهل السنة والجماعة ؟
هذه الأصول تتلخص فيما يالى
الأصل الأول 0
الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره
الإيمان بالله تبارك وتعالى هو الإعتقاد الجازم الذى لا يلحقه ريب ولا يدركه شوب بوجود الله تبارك وتعالى وبروبوبيته وبألوهيته وبأسمائه وصفاته بربوبيته تبارك وتعالى بأنه هو الخالق العظيم والرزاق الكريم والمحى المميت ومن يدبر الأمر ومن بيده مقاليد كل شيىء وبإلاهيته يعنى بالإقراربأنه وحده المعبود بحق وأنه لا ينبغى أن تصرف العبادة لأحد سواه أن يأتى الإنسان بانواع التوحيد الثلاثة وأن يعتقد ذلك عامل به وهى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الاسماء والصفات كثير من الناس يفرط فى تحصيل هذا الأصل العظيم وهو أصل الأصول 0
ويكون داعيا إلى الله تبارك وتعالى ومنتشرا فى الدعوة وهو لا يعرف هذا الاصل العظيم 0
توحيد الربوبية معناه توحيد ربنا تبارك وتعالى بافعاله توحيد الله تبارك وتعالى بأفعاله من الخلق والرزق والإحياء والإماتة وأنه رب كل شيىء ومليكه 0
أما توحيد الألوهية فهو توحيد الله تبارك وتعالى بافعال العبد فتوحيد الربوبية هو توحيد الله تبارك وتعالى بافعال الله رب العلمين وأما توحيد الألوهية فهو توحيد الله تبارك وتعالى بافعال العبد بان يكون أمره لله تبارك وتعالى خالصا لوجهه الكريم بعبوديته لله تبارك وتعالى فلا يصرف شيئا من انواع العبادة الظاهرة والباطنة لغير الله رب العالمين 0
توحيد الألوهية إفراد الله تبارك وتعالى بأفعال العباد التى يتقربون بها إلى الله رب العالمين مما شرعه الله كالدعاء والخوف والرجاء والمحبة والذبح والنذر والتوكل الإستعانة والإستعاذة والإستغاثة والصلاة والصوم والحج والإنفاق فى سبيل الله رب العالمين أن يصرف كل ما شرعه الله تبارك وتعالى من تلك العبادات وأمر به لله رب العالمين وحده لا يشرك به سواه لا ملك ولا وملك ولا نبى ولا ولى ولا غيرهم
أما توحيد الاسماء والصفات فمعناه إثبات ما أثبته الله تبارك وتعالى لنفسه أو أثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات وتنزيه الله تبارك وتعالى عن ما نزه عنه نفسه أو نزهه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من العيوب والنقائص من غير تمثيل ولا تشبيه ومن غير تحريف ولا تعطيل ولا تأويل كما قال جل وعلا (ليس كمثله شيىء وهو السميع البصير)وكما قال جل وعلا (ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ) هذا الاصل الأول من أصول الإيمان
والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره أول أصول عقيدة أهل السنة والجماعة أول أصول أهل السنة والجماعة بأن يأتى الإنسان بهذا الأمر الكبير ومنه يكون مؤمنا بالله 0
كثير من الدعاة لا يحرر ذلك ولايعرفه ويخلط فيه خلطا شائنا معيبا وكثير منهم يتوقف عند حدود توحيد الربوبية إعتقادا ودعوة فيصب همه كله ويصرف جهده جله فى الدعوة إلى توحيد الربوبية ووكده ووفره أن يثبت للناس أن الله خالق الخلق ورازقهم ومدبر أمرهم هذا ليس فيه خلاف فى الحقيقة بل إن الكفار والمشركين لم ينازعوا فى هذا الأمر وهل انكر ابو جهل أن الله تبارك وتعالى هو خالق الخلق وهو رازقهم وهو مالكهم وهو مدبر أمورهم لم ينكر حتى هذا الجاهل الكافر لم ينكر هذا الأمر والقرأن مشحون ببيان أن هذا لم يكن فيه نزاع ومع ذلك تجد كثير من الدعاة لا يتحولون ولا ينصرفون عن هذا الأمر وكأنه هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وعلى أله وسلم ولم يأتى بسواه مع أنه مقرر مكشوف ويغفلون إغفالا شائنا معيبا 0
الدعوة إلى توحيد الألوهية وإفراد الله تبارك وتعالى بالعبادة
وكثير من الدعاة لا يحرر عقيدة أهل السنة والجماعة فى الأسماء والصفات فكثير منهم تجده على أصول الجهمية أوعلى أصول الأشعرية أوعلى أصول المعتزلة أوعلى أصول الكلابية إلى غير ذلك من تلك الأصول الفاسدة علم ذلك أم لم يعلمه لأنه لايعرف عقيدة أهل السنة والجماعة فى باب الإيمان بالأسماء والصفات فإلى أى شىء يدعوا وهو لم يعتقد بعد إعتقادا صحيحا ينبغى على الإ نسان ان يحررعقيدة أهل السنة والجماعة تحريرا مستقيما 0
الأصل الاول من أصول أهل السنة والجماعة الإيمان بالله وملا ئكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره الإيمان بالله بوجوده بربوبيته بألوهيته بأسمائه وصفاته 0
الإيمان بالملائكة نصدق بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله خلقهم من نور خلقهم لعبادته وتنفيذ أوامره فى الكون كما قال تعالى ( بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) وقال جل وعلا ( جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد فى الخلق ما يشاء ) وهم خلق مكرمون وهم معنا منهم من لا يفارقنا إلا عن الحاجة و الجماع ومع ذلك إيماننا بوجودهم إيماننا بهم ضعيف لاننا لو كنا مؤمنين حقا بالملائكة وأن معنا من لا يفارقنا إلا عند الحاجة وقضاء الوتر من الأهل ما وقعنا فيما نقع فيه ولاستحيينا كما أمرنا النبى صلى الله عليه وعلى أله وسلم ان نستحيى منهم فإن معنا من لا يفارقنا إلا عند قضاء الحاجة وقضاء الوتر من الأهل 0
الإيمان بالله وملائكته وكتبه نصدق بها وبما فيها من الهدى والنور وأن الله أنزل تلك الكتب على رسله لهداية البشر وإلى الدعوة إلى توحيد الله جل وعلا وأعظم تلك الكتب الكتب الثلاثة التوراة والإنجيل والقرأن وأعظم الثلاثة القرأن الكريم وهو المعجزة العظمى قال جل وعلا ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على ان يأتوابمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)
أهل السنة يؤمنون بأن القرأن كلام الله منزل غير مخلوق حروفه ومعانيه من الله تبارك وتعالى نزل به الأمين جبريل على نبينا الأمين صلى الله عليه وعلى أله وسلم من الله بدا وإليه يعود خلافا للجهمية والمعتزلة القائلين بأن القران مخلوق
مخلوق كله عندهم حروفه ومعانيه وخلافا للأشاعرة ومن شابههم الذين يقولون إن كلام الله هو المعانى وأما الحروف فهى مخلوقة وإنما هى تعبير عن الكلام النفسى إلى غير ذلك من خزعبلاتهم 0
كلا القولين باطل قال تعالى ( وإن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) وقال جل وعلا (يريدون أن يبدلوا كلام الله ) هو كلام الله ليس بكلام غيره منه بدا وإليه يعود منزل غير مخلوق وهو معجزة النبى صلى الله عليه وسلم الكبرى وأتاه الله تبارك وتعالى من المعجزات ما قال أهل العلم إنه تجاوز الألف من المعجزات أعظم ذلك وأجله كتاب الله هو أعظم فى الإعجاز وفى الدلالة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم من إحياء الموتى لعيسى وأعظم فى الدلالة على صدق النبى صلى الله عليه وسلم وأعجز إعجازا من شق البحر لموسى أعظم من كل معجزة أتى بها نبى ورسول ومع ذلك فقل فى المسلمين من يجد ذلك فى نفسه محققا قائما بيقين وإنما هو كلام الله بل أكثرهم يجدونه مفككا ممزقا مع أن القران من أوله إلى اخره كالكلمة الواحدة سوره يمسك بعضها ببعض وأياته متلاحمات بل حروفه يؤدى كل إلى ما بعده بلا تنافر ولا إختلاف وتناسب السور فى هذا الترتيب التوقيفى مما كتب فيه أهل العلم فأية تفضى إلى أية وسورة تنتهى إلى سورة كالكلمة الواحدة ومع ذلك فأكثر المسلمين لايولون القرأن العظيم ما يستحقه من العناية والإقبال عليه نؤمن بالله وملا ئكته وكتبه ورسله ونصدق بهم جميعا من سمى الله منهم ومن لم يسمى من أولهم إلى أخرهم أخرهم وخاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وعليهم وسلم 0
الإيمان بالرسل إيمان مجمل فإنما نؤمن بمن ذكر الله تبارك وتعالى منهم على سبيل التفصيل والتعين ونؤمن بمن من ورائهم ممن لم يخص ربنا تبارك وتعالى على نبينا صلى الله عليه وعلى أله وسلم وإيماننا بالنبى صلى الله عليه وسلم إيمان مفصل وإعتقاد بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين فلا نبى بعده من لم يعتقد ذلك فهو كافر الإيمان بالرسل يعنى أيضا عدم الإفراط والتفريط فى حقهم خلافا لليهود والنصارى الذين غلو وأفرطوا فى بعض الرسل حتى جعلوا هؤلاء الرسل عليهم الصلاة والسلام أبناء الله (وقالت اليهود عزير إبن الله وقالت النصارى المسيح إبن الله ) تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا والصوفية والفلاسفة فرطوا فى حق الرسل وتنقصوهم وفضلوا أئمتهم عليهم والوثنيون والملاحدة كفروا بجميع الأنبياء والمرسلين واليهود كفروا بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام والنصارى كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ومن أمن ببعضهم وكفر ببعضهم فهو كافر بالجميع قال تعالى (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذو بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا ) وقال تعالى (لا نفرق بين احد من رسله )
الإيمان باليوم الاخر يعنى التصديق بكل ما يكون بعد الموت مما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم من عذاب القبر ونعيمه والبعث من القبور والحشر والحساب ووزن الأعمال وإعطاء الصحف باليمين أوالشمال ومن الإيمان بالصراط والجنة والنار مع الاستعداد لذلك بالأعمال الصالحات وترك السيئات والتوبة منها وقد كفر باليوم الاخر الدهريون والمشركون واليهود والنصارى لم يؤمنوا به الإيمان الصحيح المطلوب وإن أمنوا بوقوعه (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ) ( وقالو لن تمسنا النارإلا اياما معدودة ) وليس هذا من حق الإيمان باليوم الأخر
نؤمن بالقدر نؤمن بأن الله علم كل شيىء ما كان وما يكون وما هو كائن وما لم يكن لو كان كيف كان يكون وقدر ذلك وكتبه فى اللوح المحفوظ وأن كل ما يجرى من خير وشر وكفر وإيمان وطاعة ومعصية قد شاءه الله وقدره وخلقه وأنه يحب الطاعة ويكره المعصية وللعباد قدرة على افعالهم واختيار وإرادة ومشيئة تحت مشيئة الله جل وعلا خلافا للجبرية الذين يقولون أن العبد مجبر على أفعاله ليس له إختيار وخلافا للقدرية الذين يقولون أن العبد له إرادة مستقلة وأنه يخلق فعله بنفسه دون إرادة الله ومشيئته وغالى بعضهم فقال ان الله لا يعلم اعمال العباد حتى يعملوها و قد رد الله تبارك وتعالى على الطائفتين فى قوله تعالى( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) فأثبت للعبد مشيئة ردا على الجبرية الغلاة وجعلها تابعة لمشيئة الله ردا على القدرية النفاة واليمان بالقدر يكسب العبد صبرا على المصائب وابتعادا عن الذنوب والمعائب كما يدفعه إلى العمل ويبعد عنه العجز والخوف والكسل فهذا هو الأصل الأول من أصول أهل السنة والجماعة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره
والأصل الثانى من أصول أهل السنة والجماعة
أن الإيمان قول وعمل وإعتقاد
الأصل الثانى من أصول اهل السنة والجماعة أن الإيمان قول وعمل وإعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويتفاضل أهله فيه وليس الإيمان قول وعمل دون إعتقاد لأن هذا هو إيمان المنافقين وليس الإيمان مجرد المعرفة بدون قول وعمل هذا إيمان الكافرين الجاحدين قال تعالى ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا و قال جل وعلا فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين يأيات الله يجحدون ) وقال جل وعلا (وعادا وثمودا وقد تبن لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين )
ليس الإيمان إعتقادا فقط ليس قول وإعتقاد دون عمل لأن هذا هوإيمان المرجئة والله تعالى كثيرا ما يسمى الأعمال إيمان قال جل وعلا (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم أياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقنهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا ) وقال تعالى ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) أى صلاتكم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة فسمى الصلاة إيمانا 0
فالأصل الثانى من أصول أهل السنة والجماعة أنهم يؤمنون أن الإيمان قول وعمل وإعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويتفاضل أهله فيه إذا لم تؤمن بهذا الأصل على هذا النحو وقع الابعد فى خلل عظيم يصير مرجئيا او يتطرف على الجانب المقابل لكى يصير معتزليا او خارجيا 0
وأما أهل السنة والجماعة فهذا الأصل من أصولهم الإيمان قول وعمل وإعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويتفاضل أهله فيه 0
الاصل الثالث
من اصول أهل السنة والجماعة أنهم لايكفرون أحدا من المسلمين إلا إذا إرتكب ناقضا من نواقض الإسلام العظيم أما ما كان من الكبائر التى هى دون الشرك ولم يدل دليل على كفر مرتكبه كترك الصلاة تكاسلا فإنهم لا يحكمون على مرتكبها أى الكبائر بالكفر وإنما يحكمون عليه بالفسق ونقص الإيمان وإذا لم يتب منها فإنه تحت المشيئة إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه لكن لا يخلد فى النار قال تعالى(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)
مذهب أهل السنة فى هذا الامر الكبير وسط بين الخوارج الذين يكفرون مرتكب الكبيرة وإن كانت دون الشرك وبين المرجئة الذين يقولون هومؤمن كامل الإيمان مرتكب الكبيرة عند المرجئة مؤمن كامل الإيمان لأن الإيمان عندهم إنما هو حقيقة لا تزيد ولا تنقص وإيمان أفسق الفاسقين عندهم كإيمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كإيمان جبريل 0
يقولون لايضر مع الإيمان معصية كما لاينفع مع الكفر طاعة
مذهب أهل السنة وسط بين الخوارج الذين يكفرون مرتكب الكبيرة وإن كانت دون الشرك وبين المرجئة الذين يقولون هو مؤمن كامل الإيمان فأهل السنة أسعدهم الله تبارك وتعالى بأن جعلهم وسطا بين هذه الفرق التى انشعبت عن الجادة العظمى جادة أهل السنة والجماعة فصارة شازة فاذة إلى النار والعياذ بالله العزيز الغفار 0
فالأصل الثالث من أصول أهل السنة والجماعة أنهم لايكفرون أحدا من المسلمين إلا إذا ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام العظيم وما كان من الكبائر دون الشرك ولم يدل دليل على كفر مرتكبه فإنهم يحكمون على فاعله بالفسق ونقص الإيمان ولكن لا يخرجونه من مطلق الإيمان
الاصل الرابع من أصول اهل السنة والجماعة
وجوب طاعة ولاة أمور المسلمين مالم يأمروا بمعصية كثير من الناس يتعجب أن يكون هذا مما قرره علماء أهل السنة فى كتب الإعتقاد وذلك من قصور البحث أو من الجهل ولكن لو نظر ناظر فى أى كتاب من كتب المعتقد عند السلف رحمة الله عليم لوجد ذلك ظاهرا باديا ولائحا ولكن أكثرالناس لا يعلمون 0
لما عكفو على كتب المتاخرين فى الإعتقاد ولم يحرروا عقيدة أهل السنة والجماعة غابت عنهم أصول ومنها هذا الأصل العظيم ودخل الناس فى صراعات لا معنى لها وتمزقت الأمة مزقا وتفرقت بددا وصارا بأسها بينها واقعا وقائما وفرح أعداء الله بهذا الذى وقع بين أبناء الامة المرحومة ولا حول ولا قوة إلا بالله 0
فمن أصول أهل السنة والجماعة وجوب طاعة ولا ةالأمور من المسلمين ما لم يأمرو بمعصية فاذا امروا بمعصية فلا تجوز طاعتهم فيها وتبقى طاعتهم بالمعروف فى غيرها عملا بقوله تعالى (ياأيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) فلم يثبت لهم طاعة مستقلة فأتى بالأمر بالطاعة فى حق الله جل وعلا وفى حق الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يذكر ذلك فى حق ولاة الأمور وإنما جعل الطاعة لهم تبعا ( ياأيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم)قال النبى صلى الله عليه وسلم (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد )
يرى أهل السنة أن معصية الأمير المسلم معصية للرسول صلى الله عليه وسلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم (من يطع الامير فقد أطاعنى ومن يعصى الأمير فقد عصانى ) يرون الصلاة خلفهم والجهاد معهم والدعاء لهم بالصلاح والإستقامة ويرون مناصحتهم بالطرق الشرعية التى حددها خير البرية صلى الله عليه وعلى أله وسلم وقرره العلماء من السلف رحمة الله عليهم 0
هذا أصل ضائع غائب وسبب ضياعه الجهل به وشىء أخر هو أكبر من ذلك وهو تضيع الأصل الذى قبله عندما صار كثير من المسلمين إلى مذهب الخوارج فكفروا بالكبيرة وغالوا فى ذلك ورتبو عليه أنه لا طاعة لكافر وقد سقطت ولايته وحين إذا كأنما شغر الزمان منه بل شغر لأنه قد كفر وحين إذا فلا طاعة له فهى حلقات يمسك بعضها ببعض إن فقد أولها فلن تصل إلى منتهاها عليك أن تتعلم عقيدة أهل السنة وأن تعرف أصولهم لتنجو أنت أولا ولينجى الله تبارك وتعالى بك من يشاء من خلقه ومن عباده الذين كتب لهم السعادة فى الدنيا والاخرة إذ تبين للناس دين الله كما جاء به رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ولن تكون من الفرقة الناجية حتى تتبع أصولها حتى تكون على تلك الأصول قائما تحوطها بالرعاية تحققها فى نفسك تدعوا إليها تثبت عليها والله المستعان
من أصول أهل السنة تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين إذا ارتكبوا مخالفة دون الكفر لأمره صلى الله عليه وسلم بطاعتهم فى غير معصية مالم يحصل منهم كفر بواح حتى لو وقع فانه لا يجوز الخروج حين إذ إلا مع توفر العدة وإلا فهو إلقاء باليد إلى التهلكة وقد نهى عن ذلك رسول الله بل نهى عنه الله تبارك وتعالى فى كتابه المجيد ولذلك لما أمر الولاة على عهد الإمام أحمد والسلف المتقدمين
لما أمروا بمعتقد الجهمية وهو كفر كانوا يدعون إليه دعوة ظاهرة بحد السيف ووقع السوط ويقررون ذلك فى المجامع والمساجد وعلى رؤس المنابر وفى المكاتب ولا يولون فى منصب من مناصب الدين ولا يجعلون أحدا من أهل الولاية على المسلمين من قاضى أو مقتى أو خطيب أو إمام إلا إذا كان معتقدا لهذا المعتقد الخبيث وقد كفر الأئمة على عهد الإمام أحمد وعلى عهد الأئمة من السلف الجهميه الأول لأنهم كانوا غلاة ينكرون حتى أسماء الله عز وجل فكفروهم ومع ذلك لم يكفر الإمام أحمد المأمون ولا المعتصم ولا الواثق مع أنه دعى إلى هذا المعتقد الخبيث دعوة ظاهرة وفرضه فرضا على أهل العلم وامتحن به وصارت فتنة ومحنة عظيمة من لم يقل إن القرأن مخلوق من لم يكذب بصفات الله تبارك وتعالى على مذهب الجهمية فليس له فى الخير من نصيب حملوا الناس على ذلك بحد السيف وقتل الواثق بيده احمد ابن نصر الخزاعى رحمه الله رحمة واسعة وسجن البويطى حتى مات فى سجنه رحمه الله رحمة واسعة وضرب الإمام أحمد وديس عليه بالاقدام جيئة وذهاب رحمه الله رحمة وسعة ولم يكفرهم الإمام قال هؤلاء جهال وإنما غرهم من كان حولهم من علماء السوء غروهم وخدعوهم ولم ينزع يدا من طاعة رحمه الله رحمة واسعة 0
من أصول أهل السنة والجماعة تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين إذا إرتكبوا مخالفة دون الكفر لأمره صلى الله عليه وسلم بطاعتهم فى غير معصية ما لم يحصل منهم كفر بواح بخلاف المعتزلة الذين يجيبون الخروج على الأئمة إذا ارتكبوا شيئا من الكبائر ولو لم يكن كفرا وأصل من أصول المعتزلة الخمسة ما يطلقون عليه الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وهو عندهم محض الخروج على الولاة إذا جاروا ولم يعدلوا اذا ارتكبوا كبيرة خرجوا عليهم واستحلو الخروج كما عليه المعتزلة وما عليه الخوارج الذين يكفرون بالكبيرة فهؤلا يكفرون بالكبيرة ويخلدون بها فى النارأهل السنة جعلهم الله تبارك وتعالى وسطا بين أولئك الضالين وجعلهم على الحق قائمين عمل المعتزلة هو من أعظم المنكر وإن سموه النهى عن المنكر مما يترتب عليه من مخاطرعظيمة من الفوضى وفساد الأمر واختلاف الكلمة وتسلط الاعداء وكذلك ما يفعله الخوارج فهم يكفرون فإن كفروا إستحلوا الخروج ثم سلكوا إليه كل سبيل و تدب الفوضى بين جموع المسلمين ليتمكن منهم أعدائهم وكما قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى ومن نظر فيما وقع على أهل الإسلام من الخطوب الجسام وما أصاب ديار المسلمين من الخطب العظيم لم يجد سببا يؤدى إلى ذلك كالخروج على ذى سلطان وما خرج قوم قط على ذى سلطان إلا كان حالهم بعد الخروج أسوء من حالهم قبل الخروج ولذالك لما حمل الواثق الناس على ما حملهم عيه وكان شديدا فى الدعوة إلى مذهب الجهمية الغلاة جاء الفقهاء إلى الإمام أحمد يشاورونه ويأمرونه فى الخروج وعلى الخروج عليه وأخذ يخفض من ثائرتهم وهم يقولون ألا ترى ما يفعل ألا ترى ما صار إليه الامر وهو يقول إنها فتنة اتقوا الفتنة يقولون وأى فتنة هى أكبر مما نحن فيه يقول إنما أريد الفتنة العامة ألا تذكرون تقطع السبل يفزع الناس تنتهك الأعراض تستباح الأرواح والأمول والثروات لا يأمن الناس على أعراضهم ولا على أبشارهم ولا يأمن الناس على أموالهم ولا على دورهم إذا دبت الفوضى بين ديار المسلمين فهذه قرة عين الكافرين الملحدين بل إنهم ليخططون لهذا الأمر تخطيطا ويبث الشيطان نافثا سمومه فى عقول أقوام لم يحكموا عقيدة أهل السنة ولا أصول أهل السنة والجماعة فيدعون الناس إلى هذا الامر الذى يصيرهم إلى امر مريج 0
فوضى وفساد الأمر واختلاف الكلمة وتسلط الاعداء على المسلمين و ديار المسلمين
الأصل السادس من اصول أهل السنة والجماعة
سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه و أله وسلم كما وصفهم الله تبارك وتعالى فى قوله لما ذكر المهاجرين والأنصار وأثنى عليهم ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) وعملا بقول النبى صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا أصحابى فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه )خلافا للمبتدعة من الرافضة والخوارج الذي يسبون الصحابة بل ويكفرونهم ويجحدون فضائلهم أهل السنة يرون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على رضى الله عنهم أجمعين فمن طعن فى خلافة واحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله بمخالفته النص والإجماع على خلافة هؤلاء على هذا الترتيب وهو يستخف بإجماع الأصحاب رضى الله عنهم لأنهم ارتضوا هذا الترتيب وبايعوا عليه فالخليفة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم أبو بكر وبعده عمر ثم عثمان ثم على على هذا الترتيب قال الإمام احمد من أسقط خلافة عثمان فهوا أضل من حمار أهله وذكر ذلك شيخ الإسلام فى العقيدة الواسطية 0
الذى لا يحكم عقيدة أهل السنة يهون عليه أن يشتم الأصحاب وأن يعتدى على عرضهم وأن يتكلم فى أخلاقهم لا يهتز فى مفرقه شعرة وكأن شىء ما لا يقال يهون عليه أن يسمع أن هند قد جاءت وهى أم معاوية قد جاءت مجىء غير حسن يوصف بلون من ألوان السباب وانتهاك العرض فيقول ومعاوية بعد هو ابن هند هكذا هو ابن هند التى جاءت لما قتل حمزة كاللبؤة تلغ فى دم الحمزة هكذا يسب الأصحاب رضوان الله عليهم بل يسب الأنبياء ويتعصب الناس للساب كما يتعصبون لسيد قطب فقد سب الأنبياء سب داود وسليمان سبا قبيحا فى كتاب التصوير الفنى فى القرأن سبا يكاد يكون سبا علنيا بل هو كذلك وطعن فى أخلاقهما عليهما الصلاة والسلام .وسليمان بعد هو ابن داود الذى كانت فتنته فى امراءة كذا قال نصا وسليمان بعد هو بن داود لما بهر المراءة كما قال هو لما اتخذ لها الصرح الممرد من قوارير قال أراد ليبهرها لأنه استيقظ فيه الرجل كمااستيقظت فيها المرأة أى فى الملكة فأراد أن يبهرها فعل المحب مع من يحب فاتخذ لها صرحا ممردا من قوارير فيقول كانه يصرف عنا العجب وسليمان بعد هو ابن داود الذى كانت فتنته فى امرأة ويذكر فى حاشية الكتاب قصة إختلقها أهل الكتاب فى كتابهم المدنس فيها طعن فى العرض ورمى بالفحش لأنبياء الله الصالحين يسمع المرء هذا ولا تهتز فيه شعرة فإذا حمل على قائله قف شعر رأسه أى ضلال هذا 0
هذا ضلال هذا بعد عن منهج أهل السنة والجماعة وتجد الرجل من الدعاة يمدح قطبا هذا وقد سب الأنبياء ولو أنه سب أباه للعنه ولكن لأنه يسب أنبياء الله لا حرج 0
يسب موسى ويشتمه فى مواضع كلما ذكر إلا قليلا فى الظلال وتتبعه أنت بنفسك كلما ذكر حمل عليه غير حمله عليه فى التصوير الفنى حملا أعشى بل حملا أعمى كأنه يتلكم عن رجل من سقاط الناس لاوزن له لايتكلم عن الكليم ولم يكن كلامه عنه قبل أن يرسل قال لا ولكن هو الأن رسول وإنه لنبى ثم يقول فلعله ترك العصبية التى كان عليها ولكن لا لم يدعها يتكلم كلاما كأنما يشرح رجل من عامة الناس إلى الله المشتكى وحده 0
وإذا ما قيل هذا خطأ بل هذا ضلال هذه بدعة قيل تتكلمون فى العلماء أى علماء أى علماء تتكلمون فى الشهداء أى شهداء 0
من أصول أهل السنة والجماعة لا نشهد لأحد بجنة ولا نار إلا من شهد له النبى المختار صلى الله عليه وسلم من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وسلامة ألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم
من أصول أهل السنة والجماعة محبة أل بيت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم وتوليهم عملا بوصية النبى صلى الله عليه وسلم (أذكركم الله فى أهل بيتى ) ومن أهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم أزواجه أمهات المؤمنين رضى الله عنهن وأرضاهن قال تعالى بعدما خاطبهن بقوله (يا نساء النبى ) ووجه إليهن نصائح ووعدهن بالأجر العظيم قال جل وعلا (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ويأتى من يقول لسن من أهل البيت كأنما يكذب القران العظيم والأصل فى أهل البيت قرابة النبى صلى الله عليه وسلم والمراد بهم هنا الصالحون الصالحون منهم خاصة أما قرابته الذين ليسوا بصالحين فليس لهم حق كعمه أبى لهب ومن شابهه قال تعالى ( تبت يدا ابى لهب وتب ) فمجرد القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم والإنتساب إليه من غير صلاح فى الدين لا يغنى عن صاحبه من الله شيئا قال النبى صلى الله عليه وأله وسلم ( يامعشر قريش إشتروا أنفسكم لا أغنى عنكم من الله شيئا يا عباس إبن عبد المطلب لا أغنى عنك من الله شيئا يا صفية عمة رسول الله لا أغنى عنكى من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد سلينى من مالى ما شئتى لا أغنى عنكى من الله شيئا قرابة الرسول الصالحون لهم علينا حق الإكرام والمحبة الإحترام لا يجوز لنا أن نغلوا فيهم ونتقرب إليهم بشيىء من العبادة أونعتقد فيهم أنهم ينفعون أو يضرون من دون الله رب العالمين لأن الله سبحانه يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم ( قل إنى لا أملك لكم ضرا ولا رشدا )فكيف بمن دونه صلى الله عليه وسلم ( قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ماشاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء ) فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك فكيف بغيره ممن هو دونه بيقين صلى الله عليه وأله وسلم 0
هذه الأصول تنجيك من إعتقاد الروافض وإعتقاد النواصب الذين يبغضون أصحاب الرسول صلى الله عليه وأله وسلم من إعتقاد الخوارج الذين يكفرون كفرو أصحاب النبى صلى الله عليه وأله وسلم كعلى ومعاوية وعمرو ومن معهم ومن إعتقاد الروافض الذين كفروا امهات المؤمنين وكفروا الشيخين ومن دونهما من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وحكموا عليهم جميعا بالردة إلا مالا يتجاوز أصابع اليدين
اعتقاد اهل السنة الاخذ بأصولهم رضوان الله عليهم ينجيك من الضلال فى هذا الباب فلا تجد حينئذا وزن لكلام من يقول وإن كان قد أشير إليه بالبنان لا تجد لكلامه وزن إذا قال .., إخواننا الشيعة إخواننا ؟ اخواننا الشيعة بيننا وبينهم خلاف يسير هم يقولون أن القران الذى بين أيدينا وقع فيه نقص وقع فيه نقص هذا خلاف يسير هذا كفر لأن الرجل لم يحكم عقيدة أهل السنة والجماعة لم يدرى أصول أهل السنة والجماعة طوق النجاة لابد من أجل أن تكون ناجيا أن تكون على أصول أهل السنة والجماعة
بيننا وبين إخواننا من الشيعة خلاف يسير يقولون أن القران الذى بين أيدينا وقع فيه بعض نقص خلاف يسر من قال إنه نقص حرفا واحدا فقد كفر لم ينقص ولم يزد فيه شىء بل هو محفوظ بحفظ الله رب العالمين هؤلاء الذين يكفرون الأصحاب ويرمون أمهات المؤمنين بالخنا ويرمون فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدنس هؤلاء بيننا وبينهم خلاف يسير إلى الله المشتكى 0
عقيدة أهل السنة والجماعة أحكمها لتنجو أولينجى الله تبارك وتعالى بك من يشاء من عباده الصالحين وإلا فإنك لن تزيد بدعوتك إلى الله عن الله إلا بعدا لأنك تدعوا بخلاف ما أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وعلى أله وسلم إذا كان الرجل غير داع إلى مذهب أهل السنة والجماعة غير داع إلى ماجاء به النبى صلى الله عليه وسلم فهو ساع فى هلاك نفسه وكلما جد واجتهد فى الدعوة إلى الله وتبعه الناس زاد من الله تبارك وتعالى بعدا 0
أحكم هذا الأصل أولا قدر لرجلك قبل الخطو موضعها ينبغى أن تكون على رأس طريقك وأن تكون عالما بالمسالك والدروب
الاصل الثامن من أصول أهل السنة والجماعة
التصديق بكرامات الاولياء وهى ما قد يجريه الله تعالى على أيدى بعضهم من خوارق العادات إكراما لهم وهو فى النهاية إنماهو إكرام لرسول الله صلى الله عليه وسلم دل على تلك الكرامات الكتاب والسنة وأنكر وقوع الكرامات فى الأمة المعتزلة والجهمية
هوإنكار لأمر واقع معلوم ذكره الله رب العالمين فى القرأن المجيد ولكن يجب أن نعلم أن من الناس فى وقتنا من ضل فى موضوع الكرامات وغالى فيها حتى أدخل فيها ما ليس فيها من الشعوذة وأعمال السحر وحيل الشياطين والدجالين 0
الفرق واضح بين الكرامة والشعوذة الكرامة ما يجريه الله تعالى على أيدى عباد الله الصالحين والشعوذة ما يجرى على ايدى السحرة والكفرة والملاحدة الضالين بقصد إضلال الخلق وابتزاز أموالهم الكرامة سببها الطاعة الشعوذة سببها الكفر والمعصية الكرامة سببها الطاعة وأعظم كرامة لزوم الإستقامة أعظم كرامة لزوم الإستقامة وأولياء الله تبارك وتعالى هم المؤمنون المتقون كما ذكرذلك ربنا تبارك وتعالى فى كتابه العظيم (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون ) فكل مؤمن تقى هو لله ولى كل مؤمن تقى هو لله ولى وليس من شرط أولياء الله تبارك وتعالى أن يجرى الله تعالى على أيديهم كرامات ظاهرة بل إن أولياء الله ممن أجرى الله تعالى على ايديهم الكرامات الظاهرة كانوا يستحيون من تلك الكرامات كما تستحى العزراء من حيضتها ولهم مع الله تبارك وتعالى أحوال لا يحبون لأحد من الخلق أن يطلع عليها
الاصل التاسع من أصول أهل السنة والجماعة
فى الإستدلال فى اتباع الكتاب والسنة ظاهرا وباطنا واتباع ما كان عليه الصحابة من المهاجرين والأنصار عموما واتباع الخلفاء الراشدين خصوصا حيث أوصى النبى صلى الله عليه وسلم بذلك فى قوله (عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين ) لا يقدم أهل السنة والجماعة على كلام الله وكلام رسول الله كلا م أحد من الناس ولهذا سموا بأهل الكتاب والسنة لأنهم يتمسكون بالكتاب والسنة لا يقدمون على الكتاب ولا على السنة قول أحد من الخلق كائن من كان
وبعد اخذهم بالكتاب والسنة يأخذون بما أجمع عليه علماء الأمة وهذا هو الاصل الثالث الذى يعتمدون عليه بعد الأصلين الأولين بعد الكتاب والسنة يأخذون بالإجماع وما اختلف فيه الناس وردوه إلى الكتاب والسنة عملا بقوله تعالى ( فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تاويلا فهم لا يعتقدون العصمة لأحد سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتعصبون لرأى أحد حتى يكون موافقا للكتاب والسنة فيكون التعصب للكتاب والسنة يعتقدون أن المجتهد كائن من كان يخطىء ويصيب ولا يسمحون بالإجتهاد إلا لمن توفرت فيه شروطه المعروفة عند أهل العلم ولا إنكار عندهم فى مسائل الإجتهاد السائغ والإختلاف عندهم فى المسائل الإجتهادية لا يوجب العداوة والتهاجر بينهم كما يفعله المتعصبة وأهل البدع بل يحب بعضهم بعضا ويوالى بعضهم بعضا ويصلى بعضهم خلف بعض مع اختلافهم فى بعض المسائل الفروعية بخلاف أهل البدع فإنهم يعادون ويضللون ويكفرون كل من خالفهم ولا كذلك أهل السنة والجماعة أسأل الله أن يجعلنا منهم أجمعين 0
هذه أهم أصول أهل السنة والجماعة ووراء هذه الأصول أصول وأهل السنة مع هذه الأصول تمسكا بها وقياما عليها ودعوة لها يتحلون بصفات عظيمة من مكملات العقيدة من أعظم هذه الصفات التى يتحلى بها أهل السنة والجماعة أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ماتوجبه الشريعة وعلى القانون والنظام الذى وضعه الشرع الأغر بالكتاب والسنة (كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) وقال النبى صلى الله عليه وسلم
من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان يأمرون وينهون على مقتضى الشريعة لأن المعتزلة لا يأمرون ولا ينهون على مقتضى الشريعة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أصل من أصولهم الخمسة ولكن على غير ما تو جبه الشريعة يخرجون على ولاة أمر المسلمين إذا ارتكبوا معصية وإن كانت دون الكفر وإن جارو و لم يكفروا يرون الخروج على الولاة واجبا فليس بأمر بالمعروف وليس بنهى عن المنكر بل هذا عين المنكر هذا هو النهى عن المعروف 0
أهل السنة يرون مناصحة ولاة الأمور إذا جاروا إذا ما وقع منهم شيىء من المعاصى دون الخروج عليهم وذلك لأجل جمع الكلمة كلمة المسلمين من أجل الإبتعاد عن الفرقة والإختلاف قال شيخ الإسلام رحمه الله 0
ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذى سلطان إلا وكان فى خروجها من الفساد أكثر من الذى فى عدم إزالته 0
فهذا مما يتحلى به أهل السنة والجماعة ومن متممات أصولهم أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على مقتضى الشريعة من الكتاب والسنة وعمل السلف الصالحين 0
ومن صفاتهم أنهم يحافظون على إقامة شعائر الإسلام من إقامة صلاة الجمعة والجماعة خلافا للمبتدعة والمنافقين الذين لا يقيمون الجمعة والجماعة يقولون الدار ليست بدار إسلام فلا جمعة ولا جماعة والمساجد مساجد ضرار وإذا فلا يصلى فيها ولا يلبى النداء إلى غير ذلك من أباطيلهم وإلى الله المشتكى
أما أهل السنة فإنهم يشهدون الجمعة والجماعات خلافا للمبتدعة والمنافقين الذين لا يقيمون الجمعة والجماعة
من صفات أهل السنة قيامهم بالنصيحة لكل مسلم والتعاون على البر والتقوى عملا بقوله صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) ولقوله صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) يحبون إخوانهم من المسلمين يحرصون على صالحهم ويسعون فى مصالحهم حتى لربما ضر الواحد منهم بدنياه من أجل تحصيل دنيا أخيه فى غير معصية ولا خروج عن الجادة فيأتون أحيانا فى ذلك بشىء من المبالغة فى مثل هذا الاصل الكبير حتى إن بعضهم لما سرق نعله من المسجد كان يسير بعد ذلك حافيا ولم ينتعل بعد وكان ذا ثراء فقيل له لما لا تتخذ لما لا تتخذ نعلين قال حتى لا يسرقهما أحد من المسلمين فيأثم ولا يخفى أنه يمكن أن يسامحه ولكن ربما كان هذا الأمر على هذا النحو حرصا على المسلمين ولذلك كان الواحد منهم يسئل هل بلغت بينكم الإخوة فى الله أن يدخل أحدكم يده فى كيس أخيه أو قال فى كمه كانو يجعلون المال كذلك أن يدخل أحدكم يده فى كيس أخيه فيأخذ منه حاجته من غير أن يستاذنه علما منه ويقين برضا أخيه عن ذلك وطيب نفسه ببذله فإن قال لا قال لستم بإخوان فى الله0
إذا وحتى تبلغو ذلك الله المستعان لأن المحبة فى الله ضابطها أن الحب فى الله لايزيد على العطاء ولا ينقص على الجفاء لأنه حب فى الله حب لله ليس بحب مع الله ضابطه أنه لا يزيد على العطاء ولا ينقص على الجفاء لا يزيد على العطاء ولا ينقص على الجفاء
من أصول أهل السنة المرعية أنهم يعتزلون أهل البدع وينفرون منهم ويحذرون من مسالكهم يحذرون من البدع وأهلها يعادونهم لا يسلكون طرقهم ولا يكونون فى سبلهم ويحذرون منهم ومن مجامعهم ويفضحون مسالكهم ويشهرون بهم فى المجامع وعلى رؤس المنابر تحذيرا للمسلمين من بدعهم لأن هؤلاء المبتدعة أشد ضررا على الإسلام وأهله من العدو الظاهر لأن العدو الظاهر مكشوف حاله يحذره المسلمون ولا يخفى عليهم أمره وأما هؤلاء هم ينخرون فى جسد الأمة ويحرفونها عن الصراط المستقيم كذلك كان العلماء من سلفنا من الصحابة ومن بعدهم ممن تبعهم بالإحسان يتبرءون منهم وينفرون منهم ويحذرون من مسالكهم قال عبد الله إبن عمر لمن أخبره بظهور القدرية ناحيته قال إذا لقت هؤلاء فأخبرهم أنى برىء منهم وأنهم برءاء منى ) لابد من التبرى من أصحاب البدع ومن أهلها ولابد من التحذير منهم 0
هذا أصل من أصول أهل السنة والجماعة إذا لم يحكمه الرجل صار مبتدعا من حيث لا يشعر لأنه ربما قارب أهل البدع فصار مبتدعا وهو لا يدرى يسمع كلامهم ويخدع بهم وبمعسول قولهم لأنك إذا سمعت الرجل يثنى على سيد قطب مثلا ويقول هذا رجل أديب وكأن الأدباء صار لهم الحق فى أن يتكلمو بما يشاءون من غير مراجعة يخطئون فى الدين ويسبون الانبياء والمرسلين ويعتدون على الصحابة والتابعين ويتكلمون فى العقيدة بأقوال المبتدعة الخالفين المتخلفين ولا يجوز لأحد أن يتكلم فى أخطائهم ولا فى بدعهم لأنهم أدباء مع أن النبى صلى الله عليه وسلم راجع الشعراء راجع النبى صلى الله عليه وسلم الشعراء فلما سمع قول لبيد رضى الله عنه ألا كل شيىء ما خلا الله باطل قال أصدق بيت قاله شاعر بيت لبيد ألا كل شىء ما خلا الله باطل و أما قوله وكل نعيم وأما قوله وكل نعيم لا محالة زائل قال فى الجنة نعيم لا يزول فكل نعيم لا محالة زائل لا فى الجنة نعيم لا يزول إلى غير ذلك من هذه الأمور لما سمع الشاعر ينشد شعره قال النبى صلى الله عليه وسلم خذوا الشيطان خذوا الشيطان لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلىء شعرا الشعراء يراجعون وقد حبس أمير المؤمنين عمر الحطيئة لانه هجى الزبرقان إبن بدر قال دع المكارم لا طرحا لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسى فلما جاء يشكوا الخطيئة إليه رضى الله عنه قال ما هجاك فاحتكموا إلى الشعراء فقالوا هذا من أشد الهجاء لقد سلح عليه فحبسه وظل فى محبسه حتى إستشفع عند أمير المؤمنين عمر بصبيته حتى استشفع عنده بصبيته الصغار فأطلقه عمر رضوان الله عليه أخذا عليه العهد والميثق ألا يعود فى الولوغ فى أعراض المسلمين
من قال إن للشعراء المجال يتكلموا كما يشاءون من قال إن للأدباء أن يطلقوا أقلامهم خابطة فى القراطيس تقع فى سواء العقيدة وفى أعراض السالفين من الصالحين من الأنبياء والمرسلين ومن صحابة النبى الأمين من قال إنهم لهم ذلك الحق من غير مراجعة الم يقتل بشار على الزندقه ألم يرمى المعرى بها ألم يقتل إبن المقفع على الزندقه وهل عدى على أن يكون كاتبا وأن يكون ناكرا كل مؤاخذ ولا بد أن يؤاخذ بقانون الشرع وبحياطة الدين من الكتاب والسنة فتجد الرجل يدعوا إلى الله ويزين للشبيبة المسلمة بل ولعوام المسلمين وكلمة العامى مشتقة من العمى فالعامى مشتق لقبه من العمى يكون أحيانا كالبهيمة إنما يقوده أو يسحبه سائقه أوقائده فحيثما وجه توجه لا يدرى شيئا فيسمع من هذا الداعية ثناءا على الرجل يتعصب له إذا بين أهل الحق عوار قوله وسوء منطقه حورب أهل الحق ويزين ذلك للشبيبة المسلمة ممن هداهم الله إلى الحق وإلى إلتزام منهج الصدق فيقال خذوا ما عنده من الحق وكيف يعرفونه ودعوا ما عنده من الباطل ولم يبينه إن كنت صادقا بين ما عنده قل كفر المجتمعات كفر أهل الارض إلا من قال بقوله وجعل أول الكافرين من يصيح على المنائر بلا إله إلا الله قال لأنهم خالفوها
الكلام صريح لايتأول بحال فى مواضع إلى غيرذلك من تلك الأمور
القول بقول الجهمية فى تأويل الصفات وإنكار الميزان إلى غير ذلك من تلك الأمور مع ما وقع فيه من سب الصحابة وما وقع فيه من السب لبعض الانبياء كسليمان وداود وموسى عليهم الصلاة والسلام فلما لا تبين هذا بين هذا قل إجتنبوا هذه الأمور وفى صفحة كذا فى جزء كذا ستجدون هذا القول إحذروه إن دل على ذلك وقال خذوا ما عنده من الخير لقال سامعه وأى خير بعد هذا الذى تقول هم يلبسون ويدلسون يقول قائلهم أتقرب إلى الله بحبه 0
أفضى الرجل إلى ما قدم نحن لا نتكلم فى مصيره عند الله لا شأن لنا بهذاولا شأن لأحد من الخلق بهذا المصير قد يكون حط رحله فى الجنة منذ مات لا علا قة لنا بهذا الأن لا نتكلم فى مصائر الخلق عند الحق والعلماء لم يكفروا الرجل إذا لا نتكلم فى مصيره عند الله ولكن هذا التراث الذى تركه هذا الكلام الذى خلفه ينبغى أن ينظر فيه لابد أن يغربل وأن يحذر منه أما أن يترك هكذا فقد صار الأمر إلى ماتعلمون وإلى الله المشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل 0
كل ذلك لعدم إحكام منهج أهل السنة والجماعة وللتعصب الأعمى وخزعبلات وخرافات ما أنزل الله بها من سلطان أقوام تسنموا ذرا بغير إستحقاق ولا يغرنك شقشقة لسان من شقشق ولا عذوبة بيان من بين فكل ذلك هراء وغثاء إذا لم يكن قائما على الأصل المكين من إحكام أصول أهل السنة والجماعة فإذا جمع الله ذلك إلى ذلك فبها ونعمة عين وإلا فألقى بها وبه إلى حيث ألقت رحلها أم قشعمى تعرفون أم قشعم
من صفات أهل السنة والجماعة ثباتهم فى مواقف الإمتحان بالصبرعند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء من صفاتهم أنهم يتحلون بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار وينهون عن الفخر والخيلاء والبغى والظلم والترفع على الناس عملا بقوله تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركو به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم ) أية الحقوق العشرة فيؤدون إلى ذوى الحقوق حقوقهم قد بين ذلك شيخ الإسلا م رحمه الله تعالى فى الواسطية وذكر فى أخرها رحمه الله ما يتحلى به أهل السنة والجماعة من مكارم الأخلاق وعظيم الصفات وحسن الشيات لا يكون الرجل سنيا من أهل السنة والجماعة وهو منفلت من أصل الاخلاق الفاضلة يخبط حيث شاء هواه وإنما ينبغ أن يكون أهل السنة والجماعة كما كان أصحاب رسول الله فهم الأسوة والقدوة بعد النبى المختار صلى الله عليه وأله وسلم (إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ) وقال النبى صلى الله عليه وأله وسلم ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ألا فاعلموا هدانى الله وإياكم أن علامة أهل السنة والجماعة انهم يد واحدة وإنهم إخوة لا يكفر بعضهم بعضا ولا يفسق بعضهم بعضا فهذه من سمات الفرق الضالة
يعملون بوصية النبى صلى الله عليه وأله وسلم ( من يعش منكم بعدى فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنتة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور 0
هم على هذا المنهاج النبوى والمنهج الربانى هم متمسكون بسنة النبى صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين ومنهج السلف الصالحين ولا يزالون كذلك ولله الحمد والمنة وإن كانوا قلة وهم وإن كانوا قلة ففيهم البركة وفيهم الخير والكثرة فى كتاب الله مذمومة والقلة فى الكتاب المجيد ممدوحة ( فقلت لها إن الكرام قليل تعيرنا أنا قليل عديدنا فقلت لها إن الكرام قليل وكذلك أهل الحق دائما وأبدا وصفهم الله رب العالمين بقوله جل وعلا ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصاروالذين اتبعوهم باحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) هم متبعون لمنهج المهاجرين والأنصار بإحسان هم متمسكون بذلك هم عاملون به يعملون بقول ربنا جل وعلا ( والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم فهذه أيها الاحبة فى دين الله جل وعلا لمحة عابرة مما ينبغى أن يكون علية الداعية إلى الله جل وعلا متحليا بالعلم والبصيرة متمسكا بأصول أهل السنة والجماعة ويؤسس ذلك كله ويأتى بهذا جميعه على الأصل الاصيل من الإخلاص لله رب العالمين يكون مخلصا لله فى دعوته ويكون على بصيرة من أمره وهى سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن يكون ذلك كذلك حتى يكون متقنا لأصول أهل السنة والجماعة وإلا فأنه داعى إلى ضلالة فكل من لم يدعوا إلى أصول أهل السنة والجماعة باصول أهل السنة والجماعة فهو داعى إلى ضلالة داعى إلى بدعة وقد شذ ومن شذ شذ فى النار لا لأنه من أهل النار فلا يحكم بذلك إلا العزيز الغفار ولكن كما قال النبى صلى الله عليه وسلم ( كلها فى النار إلا واحدة ) كلها فى النار إلا واحدة هذه الواحدة هى أهل السنة والجماعة فمن سواهم أهل البدعة والفرقة لا محالة لا خلاف على هذا من خالف أهل السنة والجماعة فهو من أهل البدعة والفرقة فماذا يكون
يقول النبى صلى الله عليه وأله وسلم (كلها فى النارإلا واحدة ) فمن لم يكن من الواحدة يكون من الفرقة الناجية وهو مخالف كيف يكون علينا أن نجتهد فى تحصيل هذا الأمر وقد أقام الله تبارك وتعالى منا من أقام فى الدعوة إلى دينه والإرشاد إلى سبيله فأحسن إليه وأنعم عليه وأكرمه ونعمه وأقر عينه بالهداية إلى دين ربه تبارك وتعالى فأقامه فى هذا المقام العظيم وأكرمه بهذه الكرامة الشاملة ينبغى أن يراعى حق الله فيما أتاه الله كما ينبغى أن يشكر الله والشكرلا يكون شكرا لله حتى يعترف بذلك بالقلب باطنا ويلهج بالثناء على المنعم عليه به ظاهرا وأن يصرفه فى مرضاة الذى أنعم عليه به وأسداه إليه من هذا الخير العظيم والفضل العميم فلا بد من الدعوة إلى دين الله على بصيرة على منهاج النبوة وإذا لم تكن عارفا بحدود منهاج النبوة وبدعائمه فأنت داعى إلى غيره سائر على غيرسبيل ألا أبعدك الله عد فالعود أحمد والعود قريب والله المستعان وعليه التكلان وصلى الله على نبيه محمد وعلى أله واصحابه أجمعين
أصول أهل السنة والجماعة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسناومن وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أله وسلم
اما بعد
فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلا لة فى النار
أما بعد
فقد اخبر الرسول صلى الله عليه وعلى أله وسلم أن الافتراق سيقع فى الامة وبين النبى صلى الله عليه وأله وسلم على كم من الفرق تفترق الامة فبين صلى الله عليه وعلى أله وسلم ان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار إلا واحدة وهذه الفرقة الناجية سئل الصحابة رضى الله عنهم عنها واخبر النبى صلى الله عليه وعلى أله وسلم ان هذه الفرقة الناجية من كان على مثل ما كان عليه النبى صلى الله عليه وأله وسلم وأصحابه رضى الله عنهم وهذه الفرقة الناجية هى الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة وهى أهل السنة والجماعة ولها أصول 0
أصول ثابتة واضحة فى الإعتقاد والعمل والسلوك وهذه الاصول العظيمة لأهل السنة والجماعة مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وأله وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمه من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان وهم إنما يسيرون على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين 0
فما هى اصول اهل السنة والجماعة ؟
الإنسان ينبغى عليه أن يكون حريصاعلى صالحه وعلى ما ينفعه فى الدنيا وفى الاخرة وأهم ذلك وأولاه وأوله أن يحرص على نجاته من النار أن يحرص على تحصيل رضا ربنا تبارك وتعالى عنه أن يحرص على أن يكون متسننا متبعا لسنة النبى صلى الله عليه وأله وسلم وأن يكون من هذه الفرقة الناجية من أهل السنة والجماعة من الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة ولا يستطيع أن يبلغ من ذلك شيئا إلا إذا كان واعيا علما عارفا بأصول هذه الفرقة الناجية بأصول أهل السنة والجماعة فما هى أصول أهل السنة والجماعة ؟
هذه الأصول تتلخص فيما يالى
الأصل الأول 0
الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره
الإيمان بالله تبارك وتعالى هو الإعتقاد الجازم الذى لا يلحقه ريب ولا يدركه شوب بوجود الله تبارك وتعالى وبروبوبيته وبألوهيته وبأسمائه وصفاته بربوبيته تبارك وتعالى بأنه هو الخالق العظيم والرزاق الكريم والمحى المميت ومن يدبر الأمر ومن بيده مقاليد كل شيىء وبإلاهيته يعنى بالإقراربأنه وحده المعبود بحق وأنه لا ينبغى أن تصرف العبادة لأحد سواه أن يأتى الإنسان بانواع التوحيد الثلاثة وأن يعتقد ذلك عامل به وهى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الاسماء والصفات كثير من الناس يفرط فى تحصيل هذا الأصل العظيم وهو أصل الأصول 0
ويكون داعيا إلى الله تبارك وتعالى ومنتشرا فى الدعوة وهو لا يعرف هذا الاصل العظيم 0
توحيد الربوبية معناه توحيد ربنا تبارك وتعالى بافعاله توحيد الله تبارك وتعالى بأفعاله من الخلق والرزق والإحياء والإماتة وأنه رب كل شيىء ومليكه 0
أما توحيد الألوهية فهو توحيد الله تبارك وتعالى بافعال العبد فتوحيد الربوبية هو توحيد الله تبارك وتعالى بافعال الله رب العلمين وأما توحيد الألوهية فهو توحيد الله تبارك وتعالى بافعال العبد بان يكون أمره لله تبارك وتعالى خالصا لوجهه الكريم بعبوديته لله تبارك وتعالى فلا يصرف شيئا من انواع العبادة الظاهرة والباطنة لغير الله رب العالمين 0
توحيد الألوهية إفراد الله تبارك وتعالى بأفعال العباد التى يتقربون بها إلى الله رب العالمين مما شرعه الله كالدعاء والخوف والرجاء والمحبة والذبح والنذر والتوكل الإستعانة والإستعاذة والإستغاثة والصلاة والصوم والحج والإنفاق فى سبيل الله رب العالمين أن يصرف كل ما شرعه الله تبارك وتعالى من تلك العبادات وأمر به لله رب العالمين وحده لا يشرك به سواه لا ملك ولا وملك ولا نبى ولا ولى ولا غيرهم
أما توحيد الاسماء والصفات فمعناه إثبات ما أثبته الله تبارك وتعالى لنفسه أو أثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات وتنزيه الله تبارك وتعالى عن ما نزه عنه نفسه أو نزهه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من العيوب والنقائص من غير تمثيل ولا تشبيه ومن غير تحريف ولا تعطيل ولا تأويل كما قال جل وعلا (ليس كمثله شيىء وهو السميع البصير)وكما قال جل وعلا (ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ) هذا الاصل الأول من أصول الإيمان
والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره أول أصول عقيدة أهل السنة والجماعة أول أصول أهل السنة والجماعة بأن يأتى الإنسان بهذا الأمر الكبير ومنه يكون مؤمنا بالله 0
كثير من الدعاة لا يحرر ذلك ولايعرفه ويخلط فيه خلطا شائنا معيبا وكثير منهم يتوقف عند حدود توحيد الربوبية إعتقادا ودعوة فيصب همه كله ويصرف جهده جله فى الدعوة إلى توحيد الربوبية ووكده ووفره أن يثبت للناس أن الله خالق الخلق ورازقهم ومدبر أمرهم هذا ليس فيه خلاف فى الحقيقة بل إن الكفار والمشركين لم ينازعوا فى هذا الأمر وهل انكر ابو جهل أن الله تبارك وتعالى هو خالق الخلق وهو رازقهم وهو مالكهم وهو مدبر أمورهم لم ينكر حتى هذا الجاهل الكافر لم ينكر هذا الأمر والقرأن مشحون ببيان أن هذا لم يكن فيه نزاع ومع ذلك تجد كثير من الدعاة لا يتحولون ولا ينصرفون عن هذا الأمر وكأنه هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وعلى أله وسلم ولم يأتى بسواه مع أنه مقرر مكشوف ويغفلون إغفالا شائنا معيبا 0
الدعوة إلى توحيد الألوهية وإفراد الله تبارك وتعالى بالعبادة
وكثير من الدعاة لا يحرر عقيدة أهل السنة والجماعة فى الأسماء والصفات فكثير منهم تجده على أصول الجهمية أوعلى أصول الأشعرية أوعلى أصول المعتزلة أوعلى أصول الكلابية إلى غير ذلك من تلك الأصول الفاسدة علم ذلك أم لم يعلمه لأنه لايعرف عقيدة أهل السنة والجماعة فى باب الإيمان بالأسماء والصفات فإلى أى شىء يدعوا وهو لم يعتقد بعد إعتقادا صحيحا ينبغى على الإ نسان ان يحررعقيدة أهل السنة والجماعة تحريرا مستقيما 0
الأصل الاول من أصول أهل السنة والجماعة الإيمان بالله وملا ئكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره الإيمان بالله بوجوده بربوبيته بألوهيته بأسمائه وصفاته 0
الإيمان بالملائكة نصدق بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله خلقهم من نور خلقهم لعبادته وتنفيذ أوامره فى الكون كما قال تعالى ( بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) وقال جل وعلا ( جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد فى الخلق ما يشاء ) وهم خلق مكرمون وهم معنا منهم من لا يفارقنا إلا عن الحاجة و الجماع ومع ذلك إيماننا بوجودهم إيماننا بهم ضعيف لاننا لو كنا مؤمنين حقا بالملائكة وأن معنا من لا يفارقنا إلا عند الحاجة وقضاء الوتر من الأهل ما وقعنا فيما نقع فيه ولاستحيينا كما أمرنا النبى صلى الله عليه وعلى أله وسلم ان نستحيى منهم فإن معنا من لا يفارقنا إلا عند قضاء الحاجة وقضاء الوتر من الأهل 0
الإيمان بالله وملائكته وكتبه نصدق بها وبما فيها من الهدى والنور وأن الله أنزل تلك الكتب على رسله لهداية البشر وإلى الدعوة إلى توحيد الله جل وعلا وأعظم تلك الكتب الكتب الثلاثة التوراة والإنجيل والقرأن وأعظم الثلاثة القرأن الكريم وهو المعجزة العظمى قال جل وعلا ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على ان يأتوابمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)
أهل السنة يؤمنون بأن القرأن كلام الله منزل غير مخلوق حروفه ومعانيه من الله تبارك وتعالى نزل به الأمين جبريل على نبينا الأمين صلى الله عليه وعلى أله وسلم من الله بدا وإليه يعود خلافا للجهمية والمعتزلة القائلين بأن القران مخلوق
مخلوق كله عندهم حروفه ومعانيه وخلافا للأشاعرة ومن شابههم الذين يقولون إن كلام الله هو المعانى وأما الحروف فهى مخلوقة وإنما هى تعبير عن الكلام النفسى إلى غير ذلك من خزعبلاتهم 0
كلا القولين باطل قال تعالى ( وإن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) وقال جل وعلا (يريدون أن يبدلوا كلام الله ) هو كلام الله ليس بكلام غيره منه بدا وإليه يعود منزل غير مخلوق وهو معجزة النبى صلى الله عليه وسلم الكبرى وأتاه الله تبارك وتعالى من المعجزات ما قال أهل العلم إنه تجاوز الألف من المعجزات أعظم ذلك وأجله كتاب الله هو أعظم فى الإعجاز وفى الدلالة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم من إحياء الموتى لعيسى وأعظم فى الدلالة على صدق النبى صلى الله عليه وسلم وأعجز إعجازا من شق البحر لموسى أعظم من كل معجزة أتى بها نبى ورسول ومع ذلك فقل فى المسلمين من يجد ذلك فى نفسه محققا قائما بيقين وإنما هو كلام الله بل أكثرهم يجدونه مفككا ممزقا مع أن القران من أوله إلى اخره كالكلمة الواحدة سوره يمسك بعضها ببعض وأياته متلاحمات بل حروفه يؤدى كل إلى ما بعده بلا تنافر ولا إختلاف وتناسب السور فى هذا الترتيب التوقيفى مما كتب فيه أهل العلم فأية تفضى إلى أية وسورة تنتهى إلى سورة كالكلمة الواحدة ومع ذلك فأكثر المسلمين لايولون القرأن العظيم ما يستحقه من العناية والإقبال عليه نؤمن بالله وملا ئكته وكتبه ورسله ونصدق بهم جميعا من سمى الله منهم ومن لم يسمى من أولهم إلى أخرهم أخرهم وخاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وعليهم وسلم 0
الإيمان بالرسل إيمان مجمل فإنما نؤمن بمن ذكر الله تبارك وتعالى منهم على سبيل التفصيل والتعين ونؤمن بمن من ورائهم ممن لم يخص ربنا تبارك وتعالى على نبينا صلى الله عليه وعلى أله وسلم وإيماننا بالنبى صلى الله عليه وسلم إيمان مفصل وإعتقاد بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين فلا نبى بعده من لم يعتقد ذلك فهو كافر الإيمان بالرسل يعنى أيضا عدم الإفراط والتفريط فى حقهم خلافا لليهود والنصارى الذين غلو وأفرطوا فى بعض الرسل حتى جعلوا هؤلاء الرسل عليهم الصلاة والسلام أبناء الله (وقالت اليهود عزير إبن الله وقالت النصارى المسيح إبن الله ) تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا والصوفية والفلاسفة فرطوا فى حق الرسل وتنقصوهم وفضلوا أئمتهم عليهم والوثنيون والملاحدة كفروا بجميع الأنبياء والمرسلين واليهود كفروا بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام والنصارى كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ومن أمن ببعضهم وكفر ببعضهم فهو كافر بالجميع قال تعالى (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذو بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا ) وقال تعالى (لا نفرق بين احد من رسله )
الإيمان باليوم الاخر يعنى التصديق بكل ما يكون بعد الموت مما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم من عذاب القبر ونعيمه والبعث من القبور والحشر والحساب ووزن الأعمال وإعطاء الصحف باليمين أوالشمال ومن الإيمان بالصراط والجنة والنار مع الاستعداد لذلك بالأعمال الصالحات وترك السيئات والتوبة منها وقد كفر باليوم الاخر الدهريون والمشركون واليهود والنصارى لم يؤمنوا به الإيمان الصحيح المطلوب وإن أمنوا بوقوعه (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ) ( وقالو لن تمسنا النارإلا اياما معدودة ) وليس هذا من حق الإيمان باليوم الأخر
نؤمن بالقدر نؤمن بأن الله علم كل شيىء ما كان وما يكون وما هو كائن وما لم يكن لو كان كيف كان يكون وقدر ذلك وكتبه فى اللوح المحفوظ وأن كل ما يجرى من خير وشر وكفر وإيمان وطاعة ومعصية قد شاءه الله وقدره وخلقه وأنه يحب الطاعة ويكره المعصية وللعباد قدرة على افعالهم واختيار وإرادة ومشيئة تحت مشيئة الله جل وعلا خلافا للجبرية الذين يقولون أن العبد مجبر على أفعاله ليس له إختيار وخلافا للقدرية الذين يقولون أن العبد له إرادة مستقلة وأنه يخلق فعله بنفسه دون إرادة الله ومشيئته وغالى بعضهم فقال ان الله لا يعلم اعمال العباد حتى يعملوها و قد رد الله تبارك وتعالى على الطائفتين فى قوله تعالى( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) فأثبت للعبد مشيئة ردا على الجبرية الغلاة وجعلها تابعة لمشيئة الله ردا على القدرية النفاة واليمان بالقدر يكسب العبد صبرا على المصائب وابتعادا عن الذنوب والمعائب كما يدفعه إلى العمل ويبعد عنه العجز والخوف والكسل فهذا هو الأصل الأول من أصول أهل السنة والجماعة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره
والأصل الثانى من أصول أهل السنة والجماعة
أن الإيمان قول وعمل وإعتقاد
الأصل الثانى من أصول اهل السنة والجماعة أن الإيمان قول وعمل وإعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويتفاضل أهله فيه وليس الإيمان قول وعمل دون إعتقاد لأن هذا هو إيمان المنافقين وليس الإيمان مجرد المعرفة بدون قول وعمل هذا إيمان الكافرين الجاحدين قال تعالى ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا و قال جل وعلا فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين يأيات الله يجحدون ) وقال جل وعلا (وعادا وثمودا وقد تبن لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين )
ليس الإيمان إعتقادا فقط ليس قول وإعتقاد دون عمل لأن هذا هوإيمان المرجئة والله تعالى كثيرا ما يسمى الأعمال إيمان قال جل وعلا (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم أياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقنهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا ) وقال تعالى ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) أى صلاتكم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة فسمى الصلاة إيمانا 0
فالأصل الثانى من أصول أهل السنة والجماعة أنهم يؤمنون أن الإيمان قول وعمل وإعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويتفاضل أهله فيه إذا لم تؤمن بهذا الأصل على هذا النحو وقع الابعد فى خلل عظيم يصير مرجئيا او يتطرف على الجانب المقابل لكى يصير معتزليا او خارجيا 0
وأما أهل السنة والجماعة فهذا الأصل من أصولهم الإيمان قول وعمل وإعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويتفاضل أهله فيه 0
الاصل الثالث
من اصول أهل السنة والجماعة أنهم لايكفرون أحدا من المسلمين إلا إذا إرتكب ناقضا من نواقض الإسلام العظيم أما ما كان من الكبائر التى هى دون الشرك ولم يدل دليل على كفر مرتكبه كترك الصلاة تكاسلا فإنهم لا يحكمون على مرتكبها أى الكبائر بالكفر وإنما يحكمون عليه بالفسق ونقص الإيمان وإذا لم يتب منها فإنه تحت المشيئة إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه لكن لا يخلد فى النار قال تعالى(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)
مذهب أهل السنة فى هذا الامر الكبير وسط بين الخوارج الذين يكفرون مرتكب الكبيرة وإن كانت دون الشرك وبين المرجئة الذين يقولون هومؤمن كامل الإيمان مرتكب الكبيرة عند المرجئة مؤمن كامل الإيمان لأن الإيمان عندهم إنما هو حقيقة لا تزيد ولا تنقص وإيمان أفسق الفاسقين عندهم كإيمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كإيمان جبريل 0
يقولون لايضر مع الإيمان معصية كما لاينفع مع الكفر طاعة
مذهب أهل السنة وسط بين الخوارج الذين يكفرون مرتكب الكبيرة وإن كانت دون الشرك وبين المرجئة الذين يقولون هو مؤمن كامل الإيمان فأهل السنة أسعدهم الله تبارك وتعالى بأن جعلهم وسطا بين هذه الفرق التى انشعبت عن الجادة العظمى جادة أهل السنة والجماعة فصارة شازة فاذة إلى النار والعياذ بالله العزيز الغفار 0
فالأصل الثالث من أصول أهل السنة والجماعة أنهم لايكفرون أحدا من المسلمين إلا إذا ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام العظيم وما كان من الكبائر دون الشرك ولم يدل دليل على كفر مرتكبه فإنهم يحكمون على فاعله بالفسق ونقص الإيمان ولكن لا يخرجونه من مطلق الإيمان
الاصل الرابع من أصول اهل السنة والجماعة
وجوب طاعة ولاة أمور المسلمين مالم يأمروا بمعصية كثير من الناس يتعجب أن يكون هذا مما قرره علماء أهل السنة فى كتب الإعتقاد وذلك من قصور البحث أو من الجهل ولكن لو نظر ناظر فى أى كتاب من كتب المعتقد عند السلف رحمة الله عليم لوجد ذلك ظاهرا باديا ولائحا ولكن أكثرالناس لا يعلمون 0
لما عكفو على كتب المتاخرين فى الإعتقاد ولم يحرروا عقيدة أهل السنة والجماعة غابت عنهم أصول ومنها هذا الأصل العظيم ودخل الناس فى صراعات لا معنى لها وتمزقت الأمة مزقا وتفرقت بددا وصارا بأسها بينها واقعا وقائما وفرح أعداء الله بهذا الذى وقع بين أبناء الامة المرحومة ولا حول ولا قوة إلا بالله 0
فمن أصول أهل السنة والجماعة وجوب طاعة ولا ةالأمور من المسلمين ما لم يأمرو بمعصية فاذا امروا بمعصية فلا تجوز طاعتهم فيها وتبقى طاعتهم بالمعروف فى غيرها عملا بقوله تعالى (ياأيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) فلم يثبت لهم طاعة مستقلة فأتى بالأمر بالطاعة فى حق الله جل وعلا وفى حق الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يذكر ذلك فى حق ولاة الأمور وإنما جعل الطاعة لهم تبعا ( ياأيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم)قال النبى صلى الله عليه وسلم (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد )
يرى أهل السنة أن معصية الأمير المسلم معصية للرسول صلى الله عليه وسلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم (من يطع الامير فقد أطاعنى ومن يعصى الأمير فقد عصانى ) يرون الصلاة خلفهم والجهاد معهم والدعاء لهم بالصلاح والإستقامة ويرون مناصحتهم بالطرق الشرعية التى حددها خير البرية صلى الله عليه وعلى أله وسلم وقرره العلماء من السلف رحمة الله عليهم 0
هذا أصل ضائع غائب وسبب ضياعه الجهل به وشىء أخر هو أكبر من ذلك وهو تضيع الأصل الذى قبله عندما صار كثير من المسلمين إلى مذهب الخوارج فكفروا بالكبيرة وغالوا فى ذلك ورتبو عليه أنه لا طاعة لكافر وقد سقطت ولايته وحين إذا كأنما شغر الزمان منه بل شغر لأنه قد كفر وحين إذا فلا طاعة له فهى حلقات يمسك بعضها ببعض إن فقد أولها فلن تصل إلى منتهاها عليك أن تتعلم عقيدة أهل السنة وأن تعرف أصولهم لتنجو أنت أولا ولينجى الله تبارك وتعالى بك من يشاء من خلقه ومن عباده الذين كتب لهم السعادة فى الدنيا والاخرة إذ تبين للناس دين الله كما جاء به رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ولن تكون من الفرقة الناجية حتى تتبع أصولها حتى تكون على تلك الأصول قائما تحوطها بالرعاية تحققها فى نفسك تدعوا إليها تثبت عليها والله المستعان
من أصول أهل السنة تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين إذا ارتكبوا مخالفة دون الكفر لأمره صلى الله عليه وسلم بطاعتهم فى غير معصية مالم يحصل منهم كفر بواح حتى لو وقع فانه لا يجوز الخروج حين إذ إلا مع توفر العدة وإلا فهو إلقاء باليد إلى التهلكة وقد نهى عن ذلك رسول الله بل نهى عنه الله تبارك وتعالى فى كتابه المجيد ولذلك لما أمر الولاة على عهد الإمام أحمد والسلف المتقدمين
لما أمروا بمعتقد الجهمية وهو كفر كانوا يدعون إليه دعوة ظاهرة بحد السيف ووقع السوط ويقررون ذلك فى المجامع والمساجد وعلى رؤس المنابر وفى المكاتب ولا يولون فى منصب من مناصب الدين ولا يجعلون أحدا من أهل الولاية على المسلمين من قاضى أو مقتى أو خطيب أو إمام إلا إذا كان معتقدا لهذا المعتقد الخبيث وقد كفر الأئمة على عهد الإمام أحمد وعلى عهد الأئمة من السلف الجهميه الأول لأنهم كانوا غلاة ينكرون حتى أسماء الله عز وجل فكفروهم ومع ذلك لم يكفر الإمام أحمد المأمون ولا المعتصم ولا الواثق مع أنه دعى إلى هذا المعتقد الخبيث دعوة ظاهرة وفرضه فرضا على أهل العلم وامتحن به وصارت فتنة ومحنة عظيمة من لم يقل إن القرأن مخلوق من لم يكذب بصفات الله تبارك وتعالى على مذهب الجهمية فليس له فى الخير من نصيب حملوا الناس على ذلك بحد السيف وقتل الواثق بيده احمد ابن نصر الخزاعى رحمه الله رحمة واسعة وسجن البويطى حتى مات فى سجنه رحمه الله رحمة واسعة وضرب الإمام أحمد وديس عليه بالاقدام جيئة وذهاب رحمه الله رحمة وسعة ولم يكفرهم الإمام قال هؤلاء جهال وإنما غرهم من كان حولهم من علماء السوء غروهم وخدعوهم ولم ينزع يدا من طاعة رحمه الله رحمة واسعة 0
من أصول أهل السنة والجماعة تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين إذا إرتكبوا مخالفة دون الكفر لأمره صلى الله عليه وسلم بطاعتهم فى غير معصية ما لم يحصل منهم كفر بواح بخلاف المعتزلة الذين يجيبون الخروج على الأئمة إذا ارتكبوا شيئا من الكبائر ولو لم يكن كفرا وأصل من أصول المعتزلة الخمسة ما يطلقون عليه الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وهو عندهم محض الخروج على الولاة إذا جاروا ولم يعدلوا اذا ارتكبوا كبيرة خرجوا عليهم واستحلو الخروج كما عليه المعتزلة وما عليه الخوارج الذين يكفرون بالكبيرة فهؤلا يكفرون بالكبيرة ويخلدون بها فى النارأهل السنة جعلهم الله تبارك وتعالى وسطا بين أولئك الضالين وجعلهم على الحق قائمين عمل المعتزلة هو من أعظم المنكر وإن سموه النهى عن المنكر مما يترتب عليه من مخاطرعظيمة من الفوضى وفساد الأمر واختلاف الكلمة وتسلط الاعداء وكذلك ما يفعله الخوارج فهم يكفرون فإن كفروا إستحلوا الخروج ثم سلكوا إليه كل سبيل و تدب الفوضى بين جموع المسلمين ليتمكن منهم أعدائهم وكما قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى ومن نظر فيما وقع على أهل الإسلام من الخطوب الجسام وما أصاب ديار المسلمين من الخطب العظيم لم يجد سببا يؤدى إلى ذلك كالخروج على ذى سلطان وما خرج قوم قط على ذى سلطان إلا كان حالهم بعد الخروج أسوء من حالهم قبل الخروج ولذالك لما حمل الواثق الناس على ما حملهم عيه وكان شديدا فى الدعوة إلى مذهب الجهمية الغلاة جاء الفقهاء إلى الإمام أحمد يشاورونه ويأمرونه فى الخروج وعلى الخروج عليه وأخذ يخفض من ثائرتهم وهم يقولون ألا ترى ما يفعل ألا ترى ما صار إليه الامر وهو يقول إنها فتنة اتقوا الفتنة يقولون وأى فتنة هى أكبر مما نحن فيه يقول إنما أريد الفتنة العامة ألا تذكرون تقطع السبل يفزع الناس تنتهك الأعراض تستباح الأرواح والأمول والثروات لا يأمن الناس على أعراضهم ولا على أبشارهم ولا يأمن الناس على أموالهم ولا على دورهم إذا دبت الفوضى بين ديار المسلمين فهذه قرة عين الكافرين الملحدين بل إنهم ليخططون لهذا الأمر تخطيطا ويبث الشيطان نافثا سمومه فى عقول أقوام لم يحكموا عقيدة أهل السنة ولا أصول أهل السنة والجماعة فيدعون الناس إلى هذا الامر الذى يصيرهم إلى امر مريج 0
فوضى وفساد الأمر واختلاف الكلمة وتسلط الاعداء على المسلمين و ديار المسلمين
الأصل السادس من اصول أهل السنة والجماعة
سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه و أله وسلم كما وصفهم الله تبارك وتعالى فى قوله لما ذكر المهاجرين والأنصار وأثنى عليهم ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) وعملا بقول النبى صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا أصحابى فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه )خلافا للمبتدعة من الرافضة والخوارج الذي يسبون الصحابة بل ويكفرونهم ويجحدون فضائلهم أهل السنة يرون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على رضى الله عنهم أجمعين فمن طعن فى خلافة واحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله بمخالفته النص والإجماع على خلافة هؤلاء على هذا الترتيب وهو يستخف بإجماع الأصحاب رضى الله عنهم لأنهم ارتضوا هذا الترتيب وبايعوا عليه فالخليفة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم أبو بكر وبعده عمر ثم عثمان ثم على على هذا الترتيب قال الإمام احمد من أسقط خلافة عثمان فهوا أضل من حمار أهله وذكر ذلك شيخ الإسلام فى العقيدة الواسطية 0
الذى لا يحكم عقيدة أهل السنة يهون عليه أن يشتم الأصحاب وأن يعتدى على عرضهم وأن يتكلم فى أخلاقهم لا يهتز فى مفرقه شعرة وكأن شىء ما لا يقال يهون عليه أن يسمع أن هند قد جاءت وهى أم معاوية قد جاءت مجىء غير حسن يوصف بلون من ألوان السباب وانتهاك العرض فيقول ومعاوية بعد هو ابن هند هكذا هو ابن هند التى جاءت لما قتل حمزة كاللبؤة تلغ فى دم الحمزة هكذا يسب الأصحاب رضوان الله عليهم بل يسب الأنبياء ويتعصب الناس للساب كما يتعصبون لسيد قطب فقد سب الأنبياء سب داود وسليمان سبا قبيحا فى كتاب التصوير الفنى فى القرأن سبا يكاد يكون سبا علنيا بل هو كذلك وطعن فى أخلاقهما عليهما الصلاة والسلام .وسليمان بعد هو ابن داود الذى كانت فتنته فى امراءة كذا قال نصا وسليمان بعد هو بن داود لما بهر المراءة كما قال هو لما اتخذ لها الصرح الممرد من قوارير قال أراد ليبهرها لأنه استيقظ فيه الرجل كمااستيقظت فيها المرأة أى فى الملكة فأراد أن يبهرها فعل المحب مع من يحب فاتخذ لها صرحا ممردا من قوارير فيقول كانه يصرف عنا العجب وسليمان بعد هو ابن داود الذى كانت فتنته فى امرأة ويذكر فى حاشية الكتاب قصة إختلقها أهل الكتاب فى كتابهم المدنس فيها طعن فى العرض ورمى بالفحش لأنبياء الله الصالحين يسمع المرء هذا ولا تهتز فيه شعرة فإذا حمل على قائله قف شعر رأسه أى ضلال هذا 0
هذا ضلال هذا بعد عن منهج أهل السنة والجماعة وتجد الرجل من الدعاة يمدح قطبا هذا وقد سب الأنبياء ولو أنه سب أباه للعنه ولكن لأنه يسب أنبياء الله لا حرج 0
يسب موسى ويشتمه فى مواضع كلما ذكر إلا قليلا فى الظلال وتتبعه أنت بنفسك كلما ذكر حمل عليه غير حمله عليه فى التصوير الفنى حملا أعشى بل حملا أعمى كأنه يتلكم عن رجل من سقاط الناس لاوزن له لايتكلم عن الكليم ولم يكن كلامه عنه قبل أن يرسل قال لا ولكن هو الأن رسول وإنه لنبى ثم يقول فلعله ترك العصبية التى كان عليها ولكن لا لم يدعها يتكلم كلاما كأنما يشرح رجل من عامة الناس إلى الله المشتكى وحده 0
وإذا ما قيل هذا خطأ بل هذا ضلال هذه بدعة قيل تتكلمون فى العلماء أى علماء أى علماء تتكلمون فى الشهداء أى شهداء 0
من أصول أهل السنة والجماعة لا نشهد لأحد بجنة ولا نار إلا من شهد له النبى المختار صلى الله عليه وسلم من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وسلامة ألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم
من أصول أهل السنة والجماعة محبة أل بيت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم وتوليهم عملا بوصية النبى صلى الله عليه وسلم (أذكركم الله فى أهل بيتى ) ومن أهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم أزواجه أمهات المؤمنين رضى الله عنهن وأرضاهن قال تعالى بعدما خاطبهن بقوله (يا نساء النبى ) ووجه إليهن نصائح ووعدهن بالأجر العظيم قال جل وعلا (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ويأتى من يقول لسن من أهل البيت كأنما يكذب القران العظيم والأصل فى أهل البيت قرابة النبى صلى الله عليه وسلم والمراد بهم هنا الصالحون الصالحون منهم خاصة أما قرابته الذين ليسوا بصالحين فليس لهم حق كعمه أبى لهب ومن شابهه قال تعالى ( تبت يدا ابى لهب وتب ) فمجرد القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم والإنتساب إليه من غير صلاح فى الدين لا يغنى عن صاحبه من الله شيئا قال النبى صلى الله عليه وأله وسلم ( يامعشر قريش إشتروا أنفسكم لا أغنى عنكم من الله شيئا يا عباس إبن عبد المطلب لا أغنى عنك من الله شيئا يا صفية عمة رسول الله لا أغنى عنكى من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد سلينى من مالى ما شئتى لا أغنى عنكى من الله شيئا قرابة الرسول الصالحون لهم علينا حق الإكرام والمحبة الإحترام لا يجوز لنا أن نغلوا فيهم ونتقرب إليهم بشيىء من العبادة أونعتقد فيهم أنهم ينفعون أو يضرون من دون الله رب العالمين لأن الله سبحانه يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم ( قل إنى لا أملك لكم ضرا ولا رشدا )فكيف بمن دونه صلى الله عليه وسلم ( قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ماشاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء ) فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك فكيف بغيره ممن هو دونه بيقين صلى الله عليه وأله وسلم 0
هذه الأصول تنجيك من إعتقاد الروافض وإعتقاد النواصب الذين يبغضون أصحاب الرسول صلى الله عليه وأله وسلم من إعتقاد الخوارج الذين يكفرون كفرو أصحاب النبى صلى الله عليه وأله وسلم كعلى ومعاوية وعمرو ومن معهم ومن إعتقاد الروافض الذين كفروا امهات المؤمنين وكفروا الشيخين ومن دونهما من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وحكموا عليهم جميعا بالردة إلا مالا يتجاوز أصابع اليدين
اعتقاد اهل السنة الاخذ بأصولهم رضوان الله عليهم ينجيك من الضلال فى هذا الباب فلا تجد حينئذا وزن لكلام من يقول وإن كان قد أشير إليه بالبنان لا تجد لكلامه وزن إذا قال .., إخواننا الشيعة إخواننا ؟ اخواننا الشيعة بيننا وبينهم خلاف يسير هم يقولون أن القران الذى بين أيدينا وقع فيه نقص وقع فيه نقص هذا خلاف يسير هذا كفر لأن الرجل لم يحكم عقيدة أهل السنة والجماعة لم يدرى أصول أهل السنة والجماعة طوق النجاة لابد من أجل أن تكون ناجيا أن تكون على أصول أهل السنة والجماعة
بيننا وبين إخواننا من الشيعة خلاف يسير يقولون أن القران الذى بين أيدينا وقع فيه بعض نقص خلاف يسر من قال إنه نقص حرفا واحدا فقد كفر لم ينقص ولم يزد فيه شىء بل هو محفوظ بحفظ الله رب العالمين هؤلاء الذين يكفرون الأصحاب ويرمون أمهات المؤمنين بالخنا ويرمون فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدنس هؤلاء بيننا وبينهم خلاف يسير إلى الله المشتكى 0
عقيدة أهل السنة والجماعة أحكمها لتنجو أولينجى الله تبارك وتعالى بك من يشاء من عباده الصالحين وإلا فإنك لن تزيد بدعوتك إلى الله عن الله إلا بعدا لأنك تدعوا بخلاف ما أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وعلى أله وسلم إذا كان الرجل غير داع إلى مذهب أهل السنة والجماعة غير داع إلى ماجاء به النبى صلى الله عليه وسلم فهو ساع فى هلاك نفسه وكلما جد واجتهد فى الدعوة إلى الله وتبعه الناس زاد من الله تبارك وتعالى بعدا 0
أحكم هذا الأصل أولا قدر لرجلك قبل الخطو موضعها ينبغى أن تكون على رأس طريقك وأن تكون عالما بالمسالك والدروب
الاصل الثامن من أصول أهل السنة والجماعة
التصديق بكرامات الاولياء وهى ما قد يجريه الله تعالى على أيدى بعضهم من خوارق العادات إكراما لهم وهو فى النهاية إنماهو إكرام لرسول الله صلى الله عليه وسلم دل على تلك الكرامات الكتاب والسنة وأنكر وقوع الكرامات فى الأمة المعتزلة والجهمية
هوإنكار لأمر واقع معلوم ذكره الله رب العالمين فى القرأن المجيد ولكن يجب أن نعلم أن من الناس فى وقتنا من ضل فى موضوع الكرامات وغالى فيها حتى أدخل فيها ما ليس فيها من الشعوذة وأعمال السحر وحيل الشياطين والدجالين 0
الفرق واضح بين الكرامة والشعوذة الكرامة ما يجريه الله تعالى على أيدى عباد الله الصالحين والشعوذة ما يجرى على ايدى السحرة والكفرة والملاحدة الضالين بقصد إضلال الخلق وابتزاز أموالهم الكرامة سببها الطاعة الشعوذة سببها الكفر والمعصية الكرامة سببها الطاعة وأعظم كرامة لزوم الإستقامة أعظم كرامة لزوم الإستقامة وأولياء الله تبارك وتعالى هم المؤمنون المتقون كما ذكرذلك ربنا تبارك وتعالى فى كتابه العظيم (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون ) فكل مؤمن تقى هو لله ولى كل مؤمن تقى هو لله ولى وليس من شرط أولياء الله تبارك وتعالى أن يجرى الله تعالى على أيديهم كرامات ظاهرة بل إن أولياء الله ممن أجرى الله تعالى على ايديهم الكرامات الظاهرة كانوا يستحيون من تلك الكرامات كما تستحى العزراء من حيضتها ولهم مع الله تبارك وتعالى أحوال لا يحبون لأحد من الخلق أن يطلع عليها
الاصل التاسع من أصول أهل السنة والجماعة
فى الإستدلال فى اتباع الكتاب والسنة ظاهرا وباطنا واتباع ما كان عليه الصحابة من المهاجرين والأنصار عموما واتباع الخلفاء الراشدين خصوصا حيث أوصى النبى صلى الله عليه وسلم بذلك فى قوله (عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين ) لا يقدم أهل السنة والجماعة على كلام الله وكلام رسول الله كلا م أحد من الناس ولهذا سموا بأهل الكتاب والسنة لأنهم يتمسكون بالكتاب والسنة لا يقدمون على الكتاب ولا على السنة قول أحد من الخلق كائن من كان
وبعد اخذهم بالكتاب والسنة يأخذون بما أجمع عليه علماء الأمة وهذا هو الاصل الثالث الذى يعتمدون عليه بعد الأصلين الأولين بعد الكتاب والسنة يأخذون بالإجماع وما اختلف فيه الناس وردوه إلى الكتاب والسنة عملا بقوله تعالى ( فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تاويلا فهم لا يعتقدون العصمة لأحد سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتعصبون لرأى أحد حتى يكون موافقا للكتاب والسنة فيكون التعصب للكتاب والسنة يعتقدون أن المجتهد كائن من كان يخطىء ويصيب ولا يسمحون بالإجتهاد إلا لمن توفرت فيه شروطه المعروفة عند أهل العلم ولا إنكار عندهم فى مسائل الإجتهاد السائغ والإختلاف عندهم فى المسائل الإجتهادية لا يوجب العداوة والتهاجر بينهم كما يفعله المتعصبة وأهل البدع بل يحب بعضهم بعضا ويوالى بعضهم بعضا ويصلى بعضهم خلف بعض مع اختلافهم فى بعض المسائل الفروعية بخلاف أهل البدع فإنهم يعادون ويضللون ويكفرون كل من خالفهم ولا كذلك أهل السنة والجماعة أسأل الله أن يجعلنا منهم أجمعين 0
هذه أهم أصول أهل السنة والجماعة ووراء هذه الأصول أصول وأهل السنة مع هذه الأصول تمسكا بها وقياما عليها ودعوة لها يتحلون بصفات عظيمة من مكملات العقيدة من أعظم هذه الصفات التى يتحلى بها أهل السنة والجماعة أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ماتوجبه الشريعة وعلى القانون والنظام الذى وضعه الشرع الأغر بالكتاب والسنة (كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) وقال النبى صلى الله عليه وسلم
من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان يأمرون وينهون على مقتضى الشريعة لأن المعتزلة لا يأمرون ولا ينهون على مقتضى الشريعة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أصل من أصولهم الخمسة ولكن على غير ما تو جبه الشريعة يخرجون على ولاة أمر المسلمين إذا ارتكبوا معصية وإن كانت دون الكفر وإن جارو و لم يكفروا يرون الخروج على الولاة واجبا فليس بأمر بالمعروف وليس بنهى عن المنكر بل هذا عين المنكر هذا هو النهى عن المعروف 0
أهل السنة يرون مناصحة ولاة الأمور إذا جاروا إذا ما وقع منهم شيىء من المعاصى دون الخروج عليهم وذلك لأجل جمع الكلمة كلمة المسلمين من أجل الإبتعاد عن الفرقة والإختلاف قال شيخ الإسلام رحمه الله 0
ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذى سلطان إلا وكان فى خروجها من الفساد أكثر من الذى فى عدم إزالته 0
فهذا مما يتحلى به أهل السنة والجماعة ومن متممات أصولهم أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على مقتضى الشريعة من الكتاب والسنة وعمل السلف الصالحين 0
ومن صفاتهم أنهم يحافظون على إقامة شعائر الإسلام من إقامة صلاة الجمعة والجماعة خلافا للمبتدعة والمنافقين الذين لا يقيمون الجمعة والجماعة يقولون الدار ليست بدار إسلام فلا جمعة ولا جماعة والمساجد مساجد ضرار وإذا فلا يصلى فيها ولا يلبى النداء إلى غير ذلك من أباطيلهم وإلى الله المشتكى
أما أهل السنة فإنهم يشهدون الجمعة والجماعات خلافا للمبتدعة والمنافقين الذين لا يقيمون الجمعة والجماعة
من صفات أهل السنة قيامهم بالنصيحة لكل مسلم والتعاون على البر والتقوى عملا بقوله صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) ولقوله صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) يحبون إخوانهم من المسلمين يحرصون على صالحهم ويسعون فى مصالحهم حتى لربما ضر الواحد منهم بدنياه من أجل تحصيل دنيا أخيه فى غير معصية ولا خروج عن الجادة فيأتون أحيانا فى ذلك بشىء من المبالغة فى مثل هذا الاصل الكبير حتى إن بعضهم لما سرق نعله من المسجد كان يسير بعد ذلك حافيا ولم ينتعل بعد وكان ذا ثراء فقيل له لما لا تتخذ لما لا تتخذ نعلين قال حتى لا يسرقهما أحد من المسلمين فيأثم ولا يخفى أنه يمكن أن يسامحه ولكن ربما كان هذا الأمر على هذا النحو حرصا على المسلمين ولذلك كان الواحد منهم يسئل هل بلغت بينكم الإخوة فى الله أن يدخل أحدكم يده فى كيس أخيه أو قال فى كمه كانو يجعلون المال كذلك أن يدخل أحدكم يده فى كيس أخيه فيأخذ منه حاجته من غير أن يستاذنه علما منه ويقين برضا أخيه عن ذلك وطيب نفسه ببذله فإن قال لا قال لستم بإخوان فى الله0
إذا وحتى تبلغو ذلك الله المستعان لأن المحبة فى الله ضابطها أن الحب فى الله لايزيد على العطاء ولا ينقص على الجفاء لأنه حب فى الله حب لله ليس بحب مع الله ضابطه أنه لا يزيد على العطاء ولا ينقص على الجفاء لا يزيد على العطاء ولا ينقص على الجفاء
من أصول أهل السنة المرعية أنهم يعتزلون أهل البدع وينفرون منهم ويحذرون من مسالكهم يحذرون من البدع وأهلها يعادونهم لا يسلكون طرقهم ولا يكونون فى سبلهم ويحذرون منهم ومن مجامعهم ويفضحون مسالكهم ويشهرون بهم فى المجامع وعلى رؤس المنابر تحذيرا للمسلمين من بدعهم لأن هؤلاء المبتدعة أشد ضررا على الإسلام وأهله من العدو الظاهر لأن العدو الظاهر مكشوف حاله يحذره المسلمون ولا يخفى عليهم أمره وأما هؤلاء هم ينخرون فى جسد الأمة ويحرفونها عن الصراط المستقيم كذلك كان العلماء من سلفنا من الصحابة ومن بعدهم ممن تبعهم بالإحسان يتبرءون منهم وينفرون منهم ويحذرون من مسالكهم قال عبد الله إبن عمر لمن أخبره بظهور القدرية ناحيته قال إذا لقت هؤلاء فأخبرهم أنى برىء منهم وأنهم برءاء منى ) لابد من التبرى من أصحاب البدع ومن أهلها ولابد من التحذير منهم 0
هذا أصل من أصول أهل السنة والجماعة إذا لم يحكمه الرجل صار مبتدعا من حيث لا يشعر لأنه ربما قارب أهل البدع فصار مبتدعا وهو لا يدرى يسمع كلامهم ويخدع بهم وبمعسول قولهم لأنك إذا سمعت الرجل يثنى على سيد قطب مثلا ويقول هذا رجل أديب وكأن الأدباء صار لهم الحق فى أن يتكلمو بما يشاءون من غير مراجعة يخطئون فى الدين ويسبون الانبياء والمرسلين ويعتدون على الصحابة والتابعين ويتكلمون فى العقيدة بأقوال المبتدعة الخالفين المتخلفين ولا يجوز لأحد أن يتكلم فى أخطائهم ولا فى بدعهم لأنهم أدباء مع أن النبى صلى الله عليه وسلم راجع الشعراء راجع النبى صلى الله عليه وسلم الشعراء فلما سمع قول لبيد رضى الله عنه ألا كل شيىء ما خلا الله باطل قال أصدق بيت قاله شاعر بيت لبيد ألا كل شىء ما خلا الله باطل و أما قوله وكل نعيم وأما قوله وكل نعيم لا محالة زائل قال فى الجنة نعيم لا يزول فكل نعيم لا محالة زائل لا فى الجنة نعيم لا يزول إلى غير ذلك من هذه الأمور لما سمع الشاعر ينشد شعره قال النبى صلى الله عليه وسلم خذوا الشيطان خذوا الشيطان لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلىء شعرا الشعراء يراجعون وقد حبس أمير المؤمنين عمر الحطيئة لانه هجى الزبرقان إبن بدر قال دع المكارم لا طرحا لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسى فلما جاء يشكوا الخطيئة إليه رضى الله عنه قال ما هجاك فاحتكموا إلى الشعراء فقالوا هذا من أشد الهجاء لقد سلح عليه فحبسه وظل فى محبسه حتى إستشفع عند أمير المؤمنين عمر بصبيته حتى استشفع عنده بصبيته الصغار فأطلقه عمر رضوان الله عليه أخذا عليه العهد والميثق ألا يعود فى الولوغ فى أعراض المسلمين
من قال إن للشعراء المجال يتكلموا كما يشاءون من قال إن للأدباء أن يطلقوا أقلامهم خابطة فى القراطيس تقع فى سواء العقيدة وفى أعراض السالفين من الصالحين من الأنبياء والمرسلين ومن صحابة النبى الأمين من قال إنهم لهم ذلك الحق من غير مراجعة الم يقتل بشار على الزندقه ألم يرمى المعرى بها ألم يقتل إبن المقفع على الزندقه وهل عدى على أن يكون كاتبا وأن يكون ناكرا كل مؤاخذ ولا بد أن يؤاخذ بقانون الشرع وبحياطة الدين من الكتاب والسنة فتجد الرجل يدعوا إلى الله ويزين للشبيبة المسلمة بل ولعوام المسلمين وكلمة العامى مشتقة من العمى فالعامى مشتق لقبه من العمى يكون أحيانا كالبهيمة إنما يقوده أو يسحبه سائقه أوقائده فحيثما وجه توجه لا يدرى شيئا فيسمع من هذا الداعية ثناءا على الرجل يتعصب له إذا بين أهل الحق عوار قوله وسوء منطقه حورب أهل الحق ويزين ذلك للشبيبة المسلمة ممن هداهم الله إلى الحق وإلى إلتزام منهج الصدق فيقال خذوا ما عنده من الحق وكيف يعرفونه ودعوا ما عنده من الباطل ولم يبينه إن كنت صادقا بين ما عنده قل كفر المجتمعات كفر أهل الارض إلا من قال بقوله وجعل أول الكافرين من يصيح على المنائر بلا إله إلا الله قال لأنهم خالفوها
الكلام صريح لايتأول بحال فى مواضع إلى غيرذلك من تلك الأمور
القول بقول الجهمية فى تأويل الصفات وإنكار الميزان إلى غير ذلك من تلك الأمور مع ما وقع فيه من سب الصحابة وما وقع فيه من السب لبعض الانبياء كسليمان وداود وموسى عليهم الصلاة والسلام فلما لا تبين هذا بين هذا قل إجتنبوا هذه الأمور وفى صفحة كذا فى جزء كذا ستجدون هذا القول إحذروه إن دل على ذلك وقال خذوا ما عنده من الخير لقال سامعه وأى خير بعد هذا الذى تقول هم يلبسون ويدلسون يقول قائلهم أتقرب إلى الله بحبه 0
أفضى الرجل إلى ما قدم نحن لا نتكلم فى مصيره عند الله لا شأن لنا بهذاولا شأن لأحد من الخلق بهذا المصير قد يكون حط رحله فى الجنة منذ مات لا علا قة لنا بهذا الأن لا نتكلم فى مصائر الخلق عند الحق والعلماء لم يكفروا الرجل إذا لا نتكلم فى مصيره عند الله ولكن هذا التراث الذى تركه هذا الكلام الذى خلفه ينبغى أن ينظر فيه لابد أن يغربل وأن يحذر منه أما أن يترك هكذا فقد صار الأمر إلى ماتعلمون وإلى الله المشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل 0
كل ذلك لعدم إحكام منهج أهل السنة والجماعة وللتعصب الأعمى وخزعبلات وخرافات ما أنزل الله بها من سلطان أقوام تسنموا ذرا بغير إستحقاق ولا يغرنك شقشقة لسان من شقشق ولا عذوبة بيان من بين فكل ذلك هراء وغثاء إذا لم يكن قائما على الأصل المكين من إحكام أصول أهل السنة والجماعة فإذا جمع الله ذلك إلى ذلك فبها ونعمة عين وإلا فألقى بها وبه إلى حيث ألقت رحلها أم قشعمى تعرفون أم قشعم
من صفات أهل السنة والجماعة ثباتهم فى مواقف الإمتحان بالصبرعند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء من صفاتهم أنهم يتحلون بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار وينهون عن الفخر والخيلاء والبغى والظلم والترفع على الناس عملا بقوله تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركو به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم ) أية الحقوق العشرة فيؤدون إلى ذوى الحقوق حقوقهم قد بين ذلك شيخ الإسلا م رحمه الله تعالى فى الواسطية وذكر فى أخرها رحمه الله ما يتحلى به أهل السنة والجماعة من مكارم الأخلاق وعظيم الصفات وحسن الشيات لا يكون الرجل سنيا من أهل السنة والجماعة وهو منفلت من أصل الاخلاق الفاضلة يخبط حيث شاء هواه وإنما ينبغ أن يكون أهل السنة والجماعة كما كان أصحاب رسول الله فهم الأسوة والقدوة بعد النبى المختار صلى الله عليه وأله وسلم (إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ) وقال النبى صلى الله عليه وأله وسلم ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ألا فاعلموا هدانى الله وإياكم أن علامة أهل السنة والجماعة انهم يد واحدة وإنهم إخوة لا يكفر بعضهم بعضا ولا يفسق بعضهم بعضا فهذه من سمات الفرق الضالة
يعملون بوصية النبى صلى الله عليه وأله وسلم ( من يعش منكم بعدى فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنتة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور 0
هم على هذا المنهاج النبوى والمنهج الربانى هم متمسكون بسنة النبى صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين ومنهج السلف الصالحين ولا يزالون كذلك ولله الحمد والمنة وإن كانوا قلة وهم وإن كانوا قلة ففيهم البركة وفيهم الخير والكثرة فى كتاب الله مذمومة والقلة فى الكتاب المجيد ممدوحة ( فقلت لها إن الكرام قليل تعيرنا أنا قليل عديدنا فقلت لها إن الكرام قليل وكذلك أهل الحق دائما وأبدا وصفهم الله رب العالمين بقوله جل وعلا ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصاروالذين اتبعوهم باحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) هم متبعون لمنهج المهاجرين والأنصار بإحسان هم متمسكون بذلك هم عاملون به يعملون بقول ربنا جل وعلا ( والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم فهذه أيها الاحبة فى دين الله جل وعلا لمحة عابرة مما ينبغى أن يكون علية الداعية إلى الله جل وعلا متحليا بالعلم والبصيرة متمسكا بأصول أهل السنة والجماعة ويؤسس ذلك كله ويأتى بهذا جميعه على الأصل الاصيل من الإخلاص لله رب العالمين يكون مخلصا لله فى دعوته ويكون على بصيرة من أمره وهى سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن يكون ذلك كذلك حتى يكون متقنا لأصول أهل السنة والجماعة وإلا فأنه داعى إلى ضلالة فكل من لم يدعوا إلى أصول أهل السنة والجماعة باصول أهل السنة والجماعة فهو داعى إلى ضلالة داعى إلى بدعة وقد شذ ومن شذ شذ فى النار لا لأنه من أهل النار فلا يحكم بذلك إلا العزيز الغفار ولكن كما قال النبى صلى الله عليه وسلم ( كلها فى النار إلا واحدة ) كلها فى النار إلا واحدة هذه الواحدة هى أهل السنة والجماعة فمن سواهم أهل البدعة والفرقة لا محالة لا خلاف على هذا من خالف أهل السنة والجماعة فهو من أهل البدعة والفرقة فماذا يكون
يقول النبى صلى الله عليه وأله وسلم (كلها فى النارإلا واحدة ) فمن لم يكن من الواحدة يكون من الفرقة الناجية وهو مخالف كيف يكون علينا أن نجتهد فى تحصيل هذا الأمر وقد أقام الله تبارك وتعالى منا من أقام فى الدعوة إلى دينه والإرشاد إلى سبيله فأحسن إليه وأنعم عليه وأكرمه ونعمه وأقر عينه بالهداية إلى دين ربه تبارك وتعالى فأقامه فى هذا المقام العظيم وأكرمه بهذه الكرامة الشاملة ينبغى أن يراعى حق الله فيما أتاه الله كما ينبغى أن يشكر الله والشكرلا يكون شكرا لله حتى يعترف بذلك بالقلب باطنا ويلهج بالثناء على المنعم عليه به ظاهرا وأن يصرفه فى مرضاة الذى أنعم عليه به وأسداه إليه من هذا الخير العظيم والفضل العميم فلا بد من الدعوة إلى دين الله على بصيرة على منهاج النبوة وإذا لم تكن عارفا بحدود منهاج النبوة وبدعائمه فأنت داعى إلى غيره سائر على غيرسبيل ألا أبعدك الله عد فالعود أحمد والعود قريب والله المستعان وعليه التكلان وصلى الله على نبيه محمد وعلى أله واصحابه أجمعين
0 التعليقات: