قال الشيخُ ابنُ عُثيمين – رحمه الله- في شرح على الواسطية ( شريط رقم: 10):
العدلُ واجبٌ في كلِّ ما يجبُ فيه التسويةُ, ويدخلُ في ذلك العدلُ مع اللهِ – عز وجل-؛ يُنْعمُ اللهُ عليك النِّعَمَ, فمِنَ العدل أَنْ تقومَ بشكرِه, يُبَيُّنُ الله لك الحقَّ, مِن العدلِ أَن تَتْبعَ هذا الحقَّ.
ويدخل في ذلك العدلُ في معاملة الخَلقِ؛ أَن تعاملَ الناسَ بما تحبُّ أنْ يعاملوك به, جاء في الحديثِ: ( فمَن أَحبَّ منكم أَنْ يُزَحْزحَ عنِ النارِ ويدخلَ الجنةَ فَلْتَأْتِه مَنِيَّتُه و هو يؤمنُ بالله و اليوم الآخرِ, وَلْيَأْتِ إلى الناسِ الذي يحبُّ أَنْ يُؤتى إليه) [ رواه مسلم], عامِلْ الناسَ بما تحبُّ أَنْ يعاملوك به، مثلا : إذا أردت أَنْ تعاملَ شخصًا معاملةً، فاعْرِضْها أَوَّلاً على نفسِك؛ هل إذا عاملك إنسانٌ بها هل ترضى أم لا؟ إِنْ كنت ترضى فعامِلْهُ، وإلا فلا تعامِلْه.
ويدخلُ في ذلك العدلُ بين الأولادِ في العطيَّةِ، قال النبيُّ - صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم- : ( اتَّقوا اللهَ واعْدِلوا بين أَولادِكم ) [رواه البخاري].
ويدخلُ في ذلك العدلُ بين الوَرَثةِ في الميراثِ، فيعطى كلُّ واحدٍ نصيبَه، ولا يُوصى لأَحدٍ منهم بشيءٍ.
ويدخلُ في ذلك العدلُ بين الزوجاتِ، بأَنْ يُقسمَ لكلِّ واحدةٍ مثلُ ما يقسمُ للأخرى. وعلى هذا فَقِسْ.
وهنا يجبُ أَنْ نُنَبِّهَ على أَنَّ من الناسِ مَنْ يستعملُ بدلَ (العدل): (المُساواةَ) وهذا خطأٌ، لا يُقالُ: (مساواةٌ)؛ لأَنّ المساواةَ تقتضي التسويةَ بين شيئين الحكمةُ تقتضي التفريقَ بينهما.
ومِنْ أَجلِ هذه الدعوةِ الجائرةِ إلى التَّسويةِ صاروا يقولون: أَيُّ فَرْقٍ بين الذَّكرِ والأُنثى؟! سَوُّوا بين الذكورِ والإناث! حتى إِنَّ الشيوعيةَ قالت: أَيُّ فَرقٍ بين الحاكمِ والمحكومِ، لا يمكنُ أَنْ يكونَ لأَحدٍ سُلطةٌ على أَحدٍ، حتى بين الوالدِ والولدِ، ليس للوالدِ سلطةٌ على الولدِ . . . وهلم جَرّاً .
لكن إذا قلنا بالعدلِ، وهو إِعطاءُ كلِّ أَحدٍ ما يَستحِقُّه، زال هذا المحذورُ، وصارت العبارةُ سليمةً.
ولهذا لم يأتِ في القرآنِ أبدًا: إنَّ الله يأمر بالتسويةِ! لكن جاء: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ } [النحل : 90]، { وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ } [النساء : 58].
وكذبَ على الإسلامِ مَنْ قال: إِنَّ دينَ الإِسلامِ دينُ المساواةِ! بل دينُ الإِسلامِ دينُ العدلِ، وهو الجمع بين المُتَّفِقَينِ، والتفريقُ بين المُفْترقَينِ، أَمّا أنه دينُ مُساواةٍ, فهذه لا يقولُها أَحدٌ, لا يقولها من يعرفُ دينَ الإِسلام.
والذي يَدُلُّك على بُطلانِ هذه القاعدةِ أَنَّ أكثرَ ما جاء في القرآنِ نَفْيُ المُساواةِ: { لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا } [الحديد : 10] ، {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } [النساء : 95] .
ولم يأتِ حرفٌ واحدٌ في القرآنِ يأْمرُ بالمساواةِ أبدًا، إِنما يأمرُ بالعدلِ. وكلمة العدل تجدونها مقبولةً لدى النفوسِ؛ فأنا أَشعرُ بأَنَّ لي فضلاً على هذا الرجلِ بالعلمِ أو بالمالِ أو بالزهدِ أو بالورعِ أو بِبَذلِ المعروفِ؛ أَرى أنَّ لي فضلاً عليه, ثم أرضى أن يكونَ مساوياً لي؟! كلُّ إنسانٍ يعرفُ في نفسِه غَضاضةً إذا قلنا بالمساواة.
وأنا أحببت أن أنبه على هذا؛ لئلا نكونَ في كلامِنا إِمَّعةً, فبعضُ الناسِ يأخذُ الكلامَ على عواهِنِه؛ قال الناسُ قولاً فقاله! لا يفكرُ في مَدلولِه وفي معناه, وفي مَغزاهُ عند مَنْ وضعه؛ لأنَّ الذين وضعوه (عفاريت) لهم مغزىً بعيدٌ. عندما نقولُ: لا سواءَ بين العالمِ والجاهلِ يقولُ: لِمَ؟! الإسلامُ دينُ المساواة. والنبي – صلى الله عليه وسلم- يقول: ( خِيارُكُم في الجاهليةِ خِياركم في الإسلام إذا فَقِهوا)[رواه البخاري], والعربُ أَشرفُ الناسِ نسباً؛ لذلك قال الله تعالى: { اللهُ أَعلمُ حيثُ يَجْعلُ رِسالَتَهُ} [الأنعام:124]. واللهُ جعل رسالتَه, التي هي للناسِ كافَّةً, في العربِ, إذاً: فهم أَشرفُ الناسِ نَسباً.
العدلُ واجبٌ في كلِّ ما يجبُ فيه التسويةُ, ويدخلُ في ذلك العدلُ مع اللهِ – عز وجل-؛ يُنْعمُ اللهُ عليك النِّعَمَ, فمِنَ العدل أَنْ تقومَ بشكرِه, يُبَيُّنُ الله لك الحقَّ, مِن العدلِ أَن تَتْبعَ هذا الحقَّ.
ويدخل في ذلك العدلُ في معاملة الخَلقِ؛ أَن تعاملَ الناسَ بما تحبُّ أنْ يعاملوك به, جاء في الحديثِ: ( فمَن أَحبَّ منكم أَنْ يُزَحْزحَ عنِ النارِ ويدخلَ الجنةَ فَلْتَأْتِه مَنِيَّتُه و هو يؤمنُ بالله و اليوم الآخرِ, وَلْيَأْتِ إلى الناسِ الذي يحبُّ أَنْ يُؤتى إليه) [ رواه مسلم], عامِلْ الناسَ بما تحبُّ أَنْ يعاملوك به، مثلا : إذا أردت أَنْ تعاملَ شخصًا معاملةً، فاعْرِضْها أَوَّلاً على نفسِك؛ هل إذا عاملك إنسانٌ بها هل ترضى أم لا؟ إِنْ كنت ترضى فعامِلْهُ، وإلا فلا تعامِلْه.
ويدخلُ في ذلك العدلُ بين الأولادِ في العطيَّةِ، قال النبيُّ - صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم- : ( اتَّقوا اللهَ واعْدِلوا بين أَولادِكم ) [رواه البخاري].
ويدخلُ في ذلك العدلُ بين الوَرَثةِ في الميراثِ، فيعطى كلُّ واحدٍ نصيبَه، ولا يُوصى لأَحدٍ منهم بشيءٍ.
ويدخلُ في ذلك العدلُ بين الزوجاتِ، بأَنْ يُقسمَ لكلِّ واحدةٍ مثلُ ما يقسمُ للأخرى. وعلى هذا فَقِسْ.
وهنا يجبُ أَنْ نُنَبِّهَ على أَنَّ من الناسِ مَنْ يستعملُ بدلَ (العدل): (المُساواةَ) وهذا خطأٌ، لا يُقالُ: (مساواةٌ)؛ لأَنّ المساواةَ تقتضي التسويةَ بين شيئين الحكمةُ تقتضي التفريقَ بينهما.
ومِنْ أَجلِ هذه الدعوةِ الجائرةِ إلى التَّسويةِ صاروا يقولون: أَيُّ فَرْقٍ بين الذَّكرِ والأُنثى؟! سَوُّوا بين الذكورِ والإناث! حتى إِنَّ الشيوعيةَ قالت: أَيُّ فَرقٍ بين الحاكمِ والمحكومِ، لا يمكنُ أَنْ يكونَ لأَحدٍ سُلطةٌ على أَحدٍ، حتى بين الوالدِ والولدِ، ليس للوالدِ سلطةٌ على الولدِ . . . وهلم جَرّاً .
لكن إذا قلنا بالعدلِ، وهو إِعطاءُ كلِّ أَحدٍ ما يَستحِقُّه، زال هذا المحذورُ، وصارت العبارةُ سليمةً.
ولهذا لم يأتِ في القرآنِ أبدًا: إنَّ الله يأمر بالتسويةِ! لكن جاء: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ } [النحل : 90]، { وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ } [النساء : 58].
وكذبَ على الإسلامِ مَنْ قال: إِنَّ دينَ الإِسلامِ دينُ المساواةِ! بل دينُ الإِسلامِ دينُ العدلِ، وهو الجمع بين المُتَّفِقَينِ، والتفريقُ بين المُفْترقَينِ، أَمّا أنه دينُ مُساواةٍ, فهذه لا يقولُها أَحدٌ, لا يقولها من يعرفُ دينَ الإِسلام.
والذي يَدُلُّك على بُطلانِ هذه القاعدةِ أَنَّ أكثرَ ما جاء في القرآنِ نَفْيُ المُساواةِ: { لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا } [الحديد : 10] ، {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } [النساء : 95] .
ولم يأتِ حرفٌ واحدٌ في القرآنِ يأْمرُ بالمساواةِ أبدًا، إِنما يأمرُ بالعدلِ. وكلمة العدل تجدونها مقبولةً لدى النفوسِ؛ فأنا أَشعرُ بأَنَّ لي فضلاً على هذا الرجلِ بالعلمِ أو بالمالِ أو بالزهدِ أو بالورعِ أو بِبَذلِ المعروفِ؛ أَرى أنَّ لي فضلاً عليه, ثم أرضى أن يكونَ مساوياً لي؟! كلُّ إنسانٍ يعرفُ في نفسِه غَضاضةً إذا قلنا بالمساواة.
وأنا أحببت أن أنبه على هذا؛ لئلا نكونَ في كلامِنا إِمَّعةً, فبعضُ الناسِ يأخذُ الكلامَ على عواهِنِه؛ قال الناسُ قولاً فقاله! لا يفكرُ في مَدلولِه وفي معناه, وفي مَغزاهُ عند مَنْ وضعه؛ لأنَّ الذين وضعوه (عفاريت) لهم مغزىً بعيدٌ. عندما نقولُ: لا سواءَ بين العالمِ والجاهلِ يقولُ: لِمَ؟! الإسلامُ دينُ المساواة. والنبي – صلى الله عليه وسلم- يقول: ( خِيارُكُم في الجاهليةِ خِياركم في الإسلام إذا فَقِهوا)[رواه البخاري], والعربُ أَشرفُ الناسِ نسباً؛ لذلك قال الله تعالى: { اللهُ أَعلمُ حيثُ يَجْعلُ رِسالَتَهُ} [الأنعام:124]. واللهُ جعل رسالتَه, التي هي للناسِ كافَّةً, في العربِ, إذاً: فهم أَشرفُ الناسِ نَسباً.
0 التعليقات: