اذكـآر وأدعيـة   دعاء من أصابته مصيبة   .. ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2)   دعاء الهم والحزن    .. ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء   دعاء الغضب    .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4   دعاء الكرب    .. لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3   دعاء الفزع    .. لا إله إلا الله متفق عليه   ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً    .. ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5   من استصعب عليه أمر    .. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106   ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه    .. كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1)   مايقول عند التعجب والأمر السار    .. سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8   في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين    .. إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3   دعاء صلاة الاستخارة    .. قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8   كفارة المجلس    .. من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3   دعاء القنوت    .. اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428   مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح    .. بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1   الدعاء قبل الجماع    .. لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه   الدعاء للمولود عند تحنيكه    .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي)   ما يعوذ به الأولاد    .. أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6   من أحس وجعاً في جسده    .. ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4   مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته    .. لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10   تذكرة في فضل عيادة المريض    .. قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1   مايقول من يئس من حياته    .. اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4   كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان    .. لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه   من رأى مببتلى    .. من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3   تلقين المحتضر    .. قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2   الدعاء عند إغماض الميت    .. اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2   مايقول من مات له ميت    .. مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2   الدعاء للميت في الصلاة عليه    .. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159   وإن كان الميت صبياً    .. اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً   عند ادخال الميت القبر    .. بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1   مايقال بعد الدفن    .. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل صحيح . صحيح سنن أبي داود 620/2   دعاء زيارة القبور    .. السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2   دعاء التعزية    .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

اخطر طائر رغم جماله بالصور

اخطر طائر رغم جماله بالصور
caca


 
هو طائر يشبه النعامة إسمه باللغة الإنجليزية Cassowary
, طوله تقريباً 150 سم , يوجد في الغابات المطيرة في أستراليا وغينيا.


 
وزنه قد يصل إلى 90 كيلوجراماً , وله رجلان قصيرتان ولكن قويتان تمنحانه سرعة 48 كيلومتر في الساعة,


 
والعرف العظمي فوق رأسه يحمي جمجمته من الاصطدام بالأشجار الكثيفة , وهو طائر لا يستطيع الطيران وإذا شعر بأنه محاصر فإنه يندفع بقوة نحو مهاجمه ويركله بقدمه ومخالبه الحادة ويشق صدرة وبطنه بضربة خاطفة.
و هي على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض
طبقاً لموسوعة جينيز للأرقام القياسية تعتبر طيور الكاسواري هي أخطر طيور العالم حيث انها تقدر علي توجيه ضربات قاتلة فوراً..
هو طائر عدواني لدرجة شديدة و متقلب المزاج جداً خصوصاً اذا شعر بأنه مُحاصر او لو كان مجروحاً.


 
تظهر كأنها حيوانات خجولة و جميلة و لكن الحقيقة هي غير ذلك, اذا اقتربت من هذا النوع من الطيور قد تُصاب بشيئان لا ثالث لهما و هم ركلة تتسبب في كسر عظامك او قتلك او نقرة بالمخالب الحادة التي تشبه الخنجر تتسبب في طعنك و بالتالي موتك.


 
أثناء الحرب العالمية الثانية, حذروا الجنود المرتكزون في غينيا الجديدة للبقاء بعيداً عن هذه الطيور و لكن بعضهم لم يسلم من ان يكون من ضحايا هجوم الكاسوراي و بدون اي سبب !.


 
الكاسوراي ايضاً احد اكثر الحيوانات التي يصعب ان يتم الاحتفاظ بها في حدائق الحيوانات بسبب الإصابات التي تتسبب بها لموظفي و مراقبي الحيوانات و الأشخاص الذين يعتنون بهم.
يصطاده السكان المحليون لمقايضته ب 8 خنازير أو لتقديمه مهراً للزواج


 
فبرغم جمال هذا الطائر ووداعته الكامنه وخجله تتوارى شراسته عندما يُزعج ..فسبحان الله المبدع في خلقه 

مـقــام الخُـشُــوع وإراقــة الـدُّمـــوع



مـقــام الخُـشُــوع وإراقــة الـدُّمـــوع



أحبتنا فى الله :

إنَّ البكاءَ مِن خشية الله - تعالى - مقامٌ عظيم
وهو مقامُ الأنبياء والصالحين
إنَّه مقام الخُشُوع
وإراقة الدُّموع خوفًا منَ الله
إنَّه التعبير عن حُزن القلب
وانكسار الفؤاد.




يقول الله - سبحانه وتعالى - عنْ أولئك الذين تدمع عيونُهم من خشية الله، وترق قلوبُهم لِذِكْر الله؛
 يقول - سبحانه -:
{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 83]




ويقول عنهم - سبحانه - أيضًا:
{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58]
ويقول كذلك: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 109]




إنَّ البكاء مِن خشية الله - تعالى - مِن أعظم الأمور التي يحبُّها الله - تبارك وتعالى - 
فعن أبي أُمامة - رضي الله عنه - عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:((ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين، قطرة من دموع في خشية الله، وقطرة دم تُهراق في سبيل الله...)) الحديث؛ رواه التِّرمذي، وصَحَّحه الألباني.




وانْظُروا إلى الفَضْل العظيم الذي أَعَدَّهُ اللهُ - سبحانه - لصاحب العين التي تدمع خشية وخوفًا منَ الله



يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: 
((لا يَلِج النار رَجُل بَكَى مِن خشية الله، حتى يعود اللَّبن في الضرع))،




ويقول - صلى الله عليه وسلم -:
 ((عينانِ لا تَمَسهما النار: عينٌ بكتْ مِن خشية الله،
وعينٌ باتَتْ تحرُس في سبيل الله))
رواهما التِّرمذي، وصَححهما الألباني




وقد عدَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - الرَّجل الذي يبكي من خشية الله منَ السبعة الذين يُظِلهم الله يوم القيامة؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((سبعةٌ يُظِلُّهم الله، يوم لا ظِلَّ إِلاَّ ظله))
ذكر منهم: ((ورجُلٌ ذَكَر الله خاليًا ففاضَتْ عَيْنَاه))؛ متفق عليه.




ما رَقَّ قلبٌ لله - عَزَّ وَجَلَّ - إلا كان صاحبه سابقًا إلى الخيرات، مُشَمِّرًا في الطاعات.
ما رَقَّ قلبٌ لله - عَزَّ وَجَلَّ - إلاَّ كان حريصًا على طاعة الله ومحبته.
ما رَقَّ قلب لله - عَزَّ وَجَلَّ - إلاَّ وَجَدْتَ صاحبَه مُطمئنًّا بِذِكْر الله.
وما رَقَّ قلبٌ لله - عَزَّ وَجَلَّ - إلا وجدتَهُ أبعد ما يكون عَنْ معاصي الله - عز وجل.
فالقلبُ الرَّقيق قلبٌ ذليلٌ أمام عظمة الله، وبطشه - تبارك وتعالى.
ما انتزعه داعي الشيطان
إلاَّ وانكسر خوفًا وخشية للرَّحمن - سبحانه وتعالى.
ولا جاءَهُ داعي الغَي والهوى
إلاَّ ارتعدت فرائِصه من خشية المَلِيكِ - سبحانه وتعالى




أحبتنا فى الله :
مِن أعظم أسباب القَسْوة للقلب، وقِلَّة البكاء مِن خشية الله:
الرُّكون إلى الدُّنيا
والغُرُور بأهلها
وكثْرة الاشتغال بِفُضُول أحادِيثها.




وكذا منَ الأسباب كَثْرة الذُّنوب
فواللهِ ما تحجَّرَتِ العيون، وقَسَتِ القلوب
إلاَّ بِتَرَاكُم المعاصي والآثام
فأصبح القلبُ لا يجد مساغًا
لآيات تُتْلى
وأحاديث تُذكِّر




والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
 ((إنَّ العبد إذا أذنبَ ذنبًا نُكِتَتْ في قلبه نُكتةٌ سوداء،
 فإنْ تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن عاد زادتْ حتى تعلوَ قلبَه، 
فذلك الرَّان الذي ذَكَرَ الله في القرآن: 
{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14]))؛ 
رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجَهْ، وحَسَّنَهُ الألباني




فقد أظلم هذا القلب بِشُؤْم المعصية،
 فكيف لقلبٍ علاه الرَّان أنْ يبكيَ مِن خشية الله؟
 وكيف لقلبٍ سَوَّدَتْهُ المعاصي والآثام أن يَتَفَكَّر في خلق الله؟





 {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الزمر: 22].



قال مالك بن دينار - رحمه الله -:
 ما ضرب الله عبدًا بعقوبة أعظم من قسوة القلب، 
وما غضب الله - عَزَّ وجل - على قوم إلاَّ نَزَعَ منهمُ الرحمة.





يقول الحسن البصرى :
والله يا بن ادم لو قرأت القرآن
ثم آمنت به ليطولن حزنك وليشتدن
خوفك وليكثرن فى الدنيا بكاؤك




أخواتي وإخوانى:
إنَّ لِرقَّة القلب علاماتٍ، فمِن علامات رقَّة القلب ألاَّ يفترَ صاحِبُه عن ذكر ربِّه،
 فإنَّ ذِكْرَ الله تطمئنُّ به القلوب:
{الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} 
[الرعد: 28]




وفي القلب فاقة لا يسدها إلاَّ ذكر الله،
 فيكون صاحبه :
غنيًّا بلا مال
عزيزًا بلا عشيرة
مهيبًا بلا سلطان




قال رجل للحسن البصري:
 يا أبا سعيد، أشكو قسوة قلبي،
قال: أذِبه بذِكْر الله.




ومِن علامات رقَّة القلب
أن يكونَ صاحبه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همُّه وغمه بالدُّنيا
ووجد فيها راحته ونعيمه وقرَّة عينه وسرور قلبه




وسبحان الله ..
نحن الواحد منَّا إذا دَخَل في الصلاة تذكَّرَ أمور دُنياه، 
وما هذا إلاَّ لِقَسْوة في القَلْب




ومِن علامات رِقَّة القَلْب
أنَّ صاحبه إذا فاتَهُ وِرْده أو طاعة منَ الطاعات،
 وَجَد لذلك أَلَمًا أعظم مِن تألمُّ الحريص بِفَوات ماله ودُنياه.




ومِن علامات رِقَّة القَلْب
أنَّ صاحبَه يخلو بربِّه، فيتضرَّع إليه ويدعوه، ويَتَلَذَّذ بين يديه - سبحانه - 




قال ابن مسعود - رضيَ الله عنه -:
"اطلُب قلبكَ في مواطن ثلاثة:
عند سَمَاع القرآن
وعند مجالِس الذِّكر
وفي أوقات الخلوة،
فإن لم تجدْه فسَل اللهَ قلبًا؛ فإنه لا قلب لك".




ثَبَتَ عنه - صلى الله عليه وسلم -: 
أنه كان إذا صَلَّى سُمِع لصدره أزيز كأزيز المِرْجَل منَ البكاء
أي: كصوت القدر إذا اشتدَّ غليانه؛ رواه أبو داود، وأحمد، والنسائي.




وعن أنس رضي الله عنه قال:
 خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال:
" لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا"
فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين




أما آن الأوان لكي تخشع قلوبنا ويرق حالنا؟؟



فربكم جل في علاه يقول :
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ
 وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ 
فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } [الحديد: 16].




{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ
 تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
 ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ }

 [الزمر: 23].



كيف نجد في القلب رقة عند تلاوة القرآن


 كيف نجد في القلب رقة عند تلاوة القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف نجد في القلب رقة عند تلاوة القرآن
الحمد لله خالق الأكوان ، الرحيم الرحمن ،علم القرآن ، خلق الإنسان ، علمه البيان .
وأشهد أن لا إله إلا الله يعلم السر والإعلان ، صاحب الفضل والإنعام ،
عالج قلوب العباد بالقرآن ورفع قارئه في درجات الجنان.
وأشهد أن محمدا سيد ولد عدنان ، من أوتي جوامع الكلم ونطق بأفصح بيان،
صلى الله عليه وعلى آله والصحب الكرام.


وبعد
فالقرآن الكريم كتاب أنزله الله هدى للعالمين ، ورحمة للأمم أجمعين وسبيلا لعلاج قلوب الغافلين، فقوَّم به بعد الاعوجاج ، وهدي من بعد الضلال.
ولقد جعل الله لقراءته منزلة عظيمة ، وبين نبينا صلى الله عليه وسلم فضل ذلك في أحاديثه الكريمة، أحاول أن أقطف منها زهرة افتتاحا لمقالتي :
فعن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن
الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن 
مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر ) متفق عليه


وحسبي أن قارئ هذه الأسطر من النوع الأول قد حقق أصل الإيمان ،
وما قصد بقراءته إلا وجه الرحيم الرحمن .
ولكن كم من سائل قد سأل : إني أقرأ القرآن ولا أجد له حلاوة ،
ولا زلت أجد في القلب قسوة وبداوة ، ويعلوه ظلمة وتحيطه غشاوة.

أقول : أخي -رحمني الله وإياك- هذه شكوى كثير من الإخوان ، والعلاج يسير
بتوفيق المنان ، ومعا نبدأ الخطوة الأولى نحو العلاج فأقول مستعينا بالله :

إن أردت أن تجد في القلب -عند تلاوة القرآن- رقة فحاول أن تخيم عليه بالحزن
والخوف من الله ، ولا يستخفنك حسن الصوت ، واستحضر معاني الآيات في قلبك
وابك عند تلاوتها
.
فيا من تشكو قسوة : ابك عند قراءة كلام ربك ، فإن في كلماته رقة وتأثيرا عظيماً ،
فكم من آية تتحدث عن العذاب ، وكم من آية تتوعد العصاة بشديد العقاب.

كم من آية تتحدث عن جلال الله ، كم من آية سبحت بك في ملكوت السماوات
والأرض ، وبينت أن ربك وسع كرسيُّه السماوات والأرض.

استحضر بقلبك مصيرك ، وتدبر ما في الآيات من عبرة ؛ لتسيل من عينيك العبرة
، فتحطم صخورا قد علت فوق قلبك ، فحجبت عنه نور ربك ، ولنا في سلفنا أسوة ، فانظر إليهم بعين الاقتداء :

- حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ :
لَمَّا قَدِمَ أَهْلُ الْيَمَنِ زَمَانَ أَبِي بَكْرٍ وَسَمِعُوا الْقُرْآنَ جَعَلُوا يَبْكُونَ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : " هَكَذَا كُنَّا ثُمَّ قَسَتِ الْقُلُوبُ " ، قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَمَعْنَى قَوْلِهِ : قَسَتِ الْقُلُوبُ ، قَوِيَتْ وَاطْمَأَنَّتْ بِمَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى .
رقم الحديث: 72
1 : 33 (حديث موقوف).-


وهذا أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه صلى بالناس ذات ليلة
فقرأ سورة (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) (الليل:1) فلما بلغ (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى)
(الليل:14) خنقته العبرة ، فلم يستطع أن ينفذها ، فرجع حتى إذا بلغها
خنقته العبرة فلم يستطع أن ينفذها فقرأ سورة غيرها .


وكن -يا صاحب الشكوى- مع الآيات متفاعلا ، فمع آيات العذاب خوفا ،
ومع آيات الرحمة طلبا ورجاء

-وحديث حذيفة رضي الله عنه قال: " صليت مع النبي صلي الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضي فقلت يصلي بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بآية سؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ ، رواه مسلم بهذا اللفظ.-

هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم وقد غفر له
ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فكيف بنا نحن .

واعلم أن البكاء من شيم الأنبياء والصالحين ولا سيما عند تلاوة كلام رب العالمين قال تعالى:
(قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً) (الاسراء:107)

وقال تعالى : (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) (مريم:58)

فعلاج قلبك أن تتدبر الآيات تدبرا حكيما حتى تبكي فيرق قلبك .
وللقائل أن يقول : إنني أقرأ ولا أستطيع بكاءا ، وأجد من ذلك عناءا ،
فأقول -رحمني الله وإياك- :

إن كل طريق يحتاج إلى مجاهدة حتى تصل إلى ماتريد ولقد قال العزيز الحميد:
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)

فإن كنت لاتستطيع بكاءا فتباكى ، أي حاول ولا تيأس ، بصدق نية وحسن توكل
على الله ، ولا تفهم من قولي أن تتصنع ما ليس فيك فتقع في شر وخيم من
رياء وحب محمدة ، فهذا قطعا غير مقصود ، وإنما أن تدرب نفسك في خلواتك
على استحضار المعاني والبكاء عليها ، وأبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم :
إنما العلم بالتعلم ، و الحلم بالتحلم ، و من يتحر الخير يعطه ، و من يتوق الشر يوقه )
الراوي:أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر:السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم:342 خلاصة حكم المحدث:
إسناده حسن أو قريب منه

فهذه المحاولات الصادقة في خشوعك أثناء القراءة ستؤتي ثمارها ولو بعد حين .


أما أدوات المحاولة الصادقة :

أن تُشرك القلب والعقل مع اللسان عند التلاوة ، بعدها ستجد للقرآن حلاوة.

قال الغزالي في الإحياء:
( وتلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيه العقل واللسان والقلب .
فحظ اللسان : تصحيح الأخطاء بالترتيل. وحظ العقل : تفسير المعاني .
وحظ القلب: الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار ، فاللسان يرتل ،
والعقل يترجم ، والقلب يتعظ .)

هذه خطوة على طريق علاج قلبك بالقرآن ، وإنني أسأل الله الرحيم الرحمن أن
يوجد في قلبي وقلوبكم رقة وخشية ، وأن يجعلنا من أهله وخاصته إنه ولي ذلك والقادر عليه

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


فضل التمسك بالسنة واهميته في زمن الفتن والشدائد


فضل التمسك بالسنة واهميته في زمن الفتن والشدائد

قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59


قال تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(3)، (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } سورة النساء، الآية 65.
عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " رواه الترمذي

تعريف السنة في الشرع :


السنة في الاصطلاح يعرفها أهل الحديث بأنها : كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة .
وعند الفقهاء يعنون بها : ما يقابل الواجب أو الفرض، بمعنى المستحب والمندوب، فهي كل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم أو رغّب في فعله لا على سبيل الإلزام ، بل على سبيل الاستحباب والندب .
منزلتها إذا صحت من حيث السند - أي إذا تيقنا بأن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم - تكون بمنزلة القرآن من حيث الحكم .

السنة النبوية هي : كل ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خُلقية أو خَلقية ،
والصدق فيها يتمثل بالإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته واقتفاء أفعاله وأقواله وجوباً وندباً وانتهاء عن نواهيه حرمة وكراهة والتأدب بآدابه في جميع ما جاء به من مكارم الأخلاق ومحاسن الخصال في العسر واليسر والمنشط والمكره والمحنة والنعمة وحال البلاء والرخاء وحال الغضب والرضا .
وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي ، وهي الترجمان والشارح للفرائض والأحكام العامة الواردة في كتاب الله تعالى

ومن أجل ذلك لا يمكن الاستغناء عن هذا المصدر لأنه يشكل الشطر الآخر لهذا الدين

وقد جاء الأمر باتباع الكتاب والسنة والسلف الصالح في حديث العرباض ابن سارية - رضي الله تعالى عنه - قال :
" وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - موعظةً وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله أوصنا ، قال : أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن ولي عليكم عبدٌ حبشي ، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ،عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثةٍ بدعة ، وكل بدعة ضلالة " رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح

قال تعالى :" لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ " (آل عمران:164) .
قال الحسن بن علي رضي الله عنه : " الكتاب القرآن والحكمة والسنة " .

ولذلك فإن كلَّ عمل يُتقرَّبه العبد إلى الله لا يكون مقبولاً عند الله إلاَّ إذا توفَّر فيه شرطان :

أحدهما : تجريد الإخلاص لله وحده، وهو مقتضى شهادة أن لا إله إلاَّ الله.

والثاني : تجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو مقتضى شهادة أنَّ محمداً رسول الله
قال الفضيل بن عياض : كما في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية في قوله تعالى : { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } أخلصُه وأصوَبُه ،
قال : فإنَّ العملَ إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبل ، حتى يكون خالصاً صواباً ، والخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنَّة .


أقوال الصحابة والسلف الصالح عن أهمية السنة :


- قال ابن عباس رضي الله عنه عند قوله تعالى :{ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } (آل عمران: من الآية106) .
فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السنة والجماعة وألو العلم وأما الذين اسودت وجوههم فأهل البدع والضلالة .


- قال الحسن البصري رحمه الله : " ابن آدم لا تغتر بقول من يقول المرء مع من أحب إنه من أحب قوماً اتبع آثارهم ولن تلحق بالأبرار حتى تتبع آثارهم وتأخذ بهديهم وتقتدي بسنتهم وتصبح وتمشي وأنت على منهاجهم ..." رحمه الله .

يقول الأوزعي رحمه الله : " ندور مع السنة حيث دارت " .
- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " إنا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر " .

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : " السنة مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ".


أهمية التمسك بالسنة النبوية :


1- أن السنة مصدر من مصادر التشريع لأنها وحي من الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه.. رواه أحمدولذا كان جاحدها ومنكرها كافرا كفرا مخرجا من الملة.

2- السنة شارحة للقرآن ومبينة له، قال شيخ الإسلام في الواسطية: فالسنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه.
وقال في مجموع الفتاوى: فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له؛

3- أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على التمسك بالسنة ورغب فيها لاسيما وقت الفتن والاختلاف، فقال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ.. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
4- أن التمسك بالسنة والحرص عليها -وليس مجرد الادعاء والكلام والعاطفة- هو الدليل الحقيقي على كمال محبة النبي صلى الله عليه وسلم، فكم من إنسان يدعي كمال محبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخالف سنته صباحا مساء ويرتكب ما يبغضه النبي صلى الله عليه وسلم ويبغض فاعله، فتجد مثلا بعض الناس يعلق على سيارته عبارة جميلة كدليل على محبة النبي صلى الله عليه وسلم: كلنا فداك يا رسول الله.ومع ذلك هو آكل للربا أو عاق لوالديه أو مضيع للصلوات، ولأمثال هؤلاء يقال :



تعصي النبي وأنت تزعم حبه ****هذا لعمرك في القياس شنيع.
لو كان حبك صادقا لأطعته ****إن المحب لمن يحب مطيع.


التمسك بالسنة سبب للنجاة وعصمة من الوقوع في الضلال؛ كما قال مالك رحمه الله: السنة كسفينة نوح من ركبها فقد جا، ومن تخلف عنها غرق.
وقال الإمام الزهري: كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة،


عقوبة تارك السنة :



عقوبة من لم يعظم السنة أو استهزاء بشيء منها ، فتعلمون قصة الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم : " كل بيمينك " قال : لا أستطيع .


قال له المصطفى عليه الصلاة والسلام : " لا استطعت ، ما منعه إلاّ الكبر " قال : فما رفعها إلى فيه ".
رواه الطبراني في المعجم الكبير =عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير . قالوا : يا رسول الله ومن يأبى أن يدخل الجنة ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ".


واجبنا نحو السنة النبوية :


1 – العمل على نشر السنة النبوية من خلال – الكتب ومجال الانترنت والقنوات الفضائية والمساجد والمجالس الاجتماعية .


2- دراسة السيرة النبوية من جميع جوانبها .

- دراسة شمائلة وأخلاقه عليه الصلاة والسلام .

- دراسة تعامله مع خالقه وأهل بيته وأسرته .- دراسة تعامله مع الرجال والنساء ، والكبار والصغار، والضعفاء والأقوياء .- دراسة تعامله مع غير المسلمين في حالتي السلم والحرب .


3– حفظها وحمايتها من التبديل والتغيير و الاجتهاد في تنقيتها من الكذب وتمييز صحيحها من ضعيفها .
4– أن تتلقى السنة من مصادرها الأصلية وبتوجيه أهل العلم المختصين بها والموثوقين بهم، لقوله تعالى : { فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (الأنبياء 7) وذلك من أجل أخذ الصحيح منها وترك الضعيف

نصيحة إلى كل مبتدع تارك للسنة غير متبع :

لنحكم سنة النبي صلى الله عليه وسلم في حياتنا ..
ولا نتعصب لمذهب مذموم.. أو بدعة محدثة.. أو قول كائن من كان... فالرجال يُعرفون بالحق وليس الحق يعرف بالرجال؛ فمن الذي تؤمن عليه الفتنة .
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : " ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً إن آمن آمن وإن كفر كفر فإنه لا أسوة في الشر ، ولا يكن قول أحدنا إذا سمع سنة ثبتت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ما سمعنا بهذا .. وما عرفناه من آبائنا ولا ذكره أجدادنا ".
قال تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ } (البقرة:170) .
إن الدين قد تمّ وكمل { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } (المائدة: من الآية3) .

فمن يأتي ليضيف إليه شيء فكأنما يحدث بلسان حاله فيقول : إن الله أبقى في الدين نقصاً وأريد أن أتممه .
إن شرعة الله ومنهاجه ليس شركة أو مساهمة يدلي كل فيها بدلوه . ويخرص فيها بهرائه وافترائه وكذبه . إنها ملة قويمة .. وأصول ثابتة .. وأحكام عادلة .
" ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".
قال الشافعي : " اجمع المسلمون على أن من استبان له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد ".انتهى
ولا يكون حب الرسول صلى اله عليه وسلم مجرد كلمات تقال أو شعارات ترفع فنجد من يعلق في بيته أو يضع شعارا في جواله عبارة فداك أبي وأمي يا رسول الله , ونجده بعيدا تماما عن حسن الاتباع والاقتداء والالتزام بما أمر به الرسول أو اجتناب ما نهى عنه
إن الدفاع عن السنة والتمسك بها يكون بحسن الاتباع والاقتداء بأثره وهديه صلى الله عليه وسلم
والبعد كل البعد عما نهى عنه وعن الابتداع في دين الله عز وجل أو نسب طرق جديدة من العبادات له دون علم
وفي الختام أسال الله لي ولكم حسن الاتباع والقبول وأن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأن يحشرنا مع خير الأنام صلى الله عليه وسلم








فضل العبادة في زمن الفتن:


فضل العبادة في زمن الفتن:




لقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن العبادة في زمن الهَرْج لها أجر عظيم، وثواب جزيل من الله تعالى أحكم الحاكمين؛ فيجب علينا أن نستبصر بكلامه - صلى الله عليه وسلم - ونستهدي بهَدْيه - صلى الله عليه وسلم - لنكونَ من الفائزين في الدنيا، الناجين الرابحين في الآخرة.
أخرج مسلمٌ وابن مَاجَهْ عن مَعْقِل بن يَسَار - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((العبادة في الهَرْج كهجرة إليَّ)).
وأخرج أحمد والطبراني في الكبير عن مَعْقِل بن يَسَار - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((العمل في الهَرْج كهجرةٍ إليَّ)).
وأخرج أحمد والطبراني في الكبير عن مَعْقِل بن يَسَار - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((العبادة في الفتنة كهجرة إليَّ)).



ما المقصود بالهَرْج؟

قال ابن مَنْظور في "لسان العرب":
"الهرج: الاختلاط؛ هرج الناس يَهْرِجون، بالكسر، هَرْجًا من الاختلاط؛ أي اختلطوا.
وأصل الهَرْج: الكثرة في المشي والاتساع.
والهَرْج: الفتنة في آخر الزمان، والهَرْج: شدة القتل وكثرته؛ وفي الحديث: ((بين يَدَيِ الساعة هَرْج))؛ أي: قتال واختلاط.


قال الإمام النَّوَوِي في شرح مسلم (18/88):
"قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((العبادة في الهَرْج كهجرة إليَّ)).
المراد بالهَرْج هنا: الفتنة، واختلاط أمور الناس.
وسبب كثرة فضل العبادة فيه: أن الناس يَغْفُلون عنها ويَشْتَغلون عنها، ولا يتفرَّغ لها إلا أفراد".


وقال الطَّحَاوِي في "شرح مشكل الآثار" (15/250):
"فوجدنا الهَرْج إذا كان شُغل أهلِه في غيره، مما هو أَوْلى بهم من عبادة ربهم - عز وجل - ولزوم الأحوال المحمودة التي يجب عليهم لزومها، فكان مَن تشاغَل في العبادة في تلك الحال متشاغلاً بما أمر بالتشاغل به، تاركًا لما قد تشاغل به غيرُه من الهَرْج المذموم، الذي قد نُهِي عن الدخول فيه والكونِ من أهله، فكان بذلك مستحقًّا للثواب الذي ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث" انتهى.
وقال ابن حَجَر في فتح الباري (13/75):
"قال القرطبي: إن الفتن والمشقَّة البالغة، ستقع حتى يَخِفَّ أمر الدين، ويَقِلَّ الاعتناء بأمره، ولا يَبْقَى لأحد اعتناء إلا بأمر دنياه ومعاشِه نفسِه، وما يتعلق به؛ ومن ثَمَّ عَظُم قدرُ العبادة أيام الفتنة".
وفي كتاب تطريز رياض الصالحين (1/747):
"قال القرطبي: المتمسك في ذلك الوقت، والمنقطع إليها، المنعزل عن الناس، أجرُه كأجر المهاجر إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لأنه ناسبه من حيث إن المهاجر فرَّ بدينه ممن يصده عنه للاعتصام بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وكذا هذا المنقطع للعبادة فرَّ من الناس بدينه إلى الاعتصام بعبادة ربه، فهو في الحقيقة قد هاجر إلى ربه، وفرَّ من جميع خلقه".


وقال المُنَاوِي في فيض القدير (4/373):
"قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((العبادة في الهرج))؛ أي: وقت الفتن واختلاط الأمور.
((كهجرة إلي)): في كثرة الثواب، أو يقال: المهاجر في الأول كان قليلاً؛ لعدم تمكُّن أكثر الناس من ذلك، فهكذا العابد في الهَرْج قليل.
قال ابن العربي: وجْه تمثيله بالهجرة أن الزمن الأول كان الناس يفرِّون فيه من دار الكفر وأهله، إلى دار الإيمان وأهله، فإذا وقَعَت الفتن تعيَّن على المرء أن يفرَّ بدينِه من الفتنة إلى العبادة، ويَهْجُر أولئك القوم وتلك الحالة، وهو أحد أقسام الهجرة".


وقال ابن الجوزي في "كشف المشكل من حديث الصحيحين" (2/42):
"الهَرْج: القتال والاختلاط، وإذا عَمَّت الفتن اشتغلت القلوب، وإذا تعبَّد حينئذٍ متعبِّدٌ، دلَّ على قُوَّة اشتغال قلبه بالله - عز وَجل - فيَكْثُر أجره".


وقال الحافظ ابن رجب:
"وسبب ذلك: أن الناس في زمن الفتن يتَّبعون أهواءهم، ولا يرجعون إلى دين؛ فيكون حالهم شبيهًا بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم مَن يتمسَّك بدينِه ويعبد ربَّه، ويتَّبع مراضيه، ويجتنب مساخطه، كان بمنزلة مَن هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤمنًا به، متبعًا لأوامره، مجتنبًا لنواهيه" انتهى.
﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].




Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More