اذكـآر وأدعيـة   دعاء من أصابته مصيبة   .. ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2)   دعاء الهم والحزن    .. ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء   دعاء الغضب    .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4   دعاء الكرب    .. لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3   دعاء الفزع    .. لا إله إلا الله متفق عليه   ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً    .. ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5   من استصعب عليه أمر    .. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106   ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه    .. كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1)   مايقول عند التعجب والأمر السار    .. سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8   في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين    .. إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3   دعاء صلاة الاستخارة    .. قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8   كفارة المجلس    .. من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3   دعاء القنوت    .. اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428   مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح    .. بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1   الدعاء قبل الجماع    .. لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه   الدعاء للمولود عند تحنيكه    .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي)   ما يعوذ به الأولاد    .. أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6   من أحس وجعاً في جسده    .. ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4   مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته    .. لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10   تذكرة في فضل عيادة المريض    .. قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1   مايقول من يئس من حياته    .. اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4   كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان    .. لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه   من رأى مببتلى    .. من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3   تلقين المحتضر    .. قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2   الدعاء عند إغماض الميت    .. اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2   مايقول من مات له ميت    .. مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2   الدعاء للميت في الصلاة عليه    .. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159   وإن كان الميت صبياً    .. اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً   عند ادخال الميت القبر    .. بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1   مايقال بعد الدفن    .. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل صحيح . صحيح سنن أبي داود 620/2   دعاء زيارة القبور    .. السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2   دعاء التعزية    .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

الولاء والبراء




 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد

 

فإنّ الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة، وشرط من شروط الإيمان، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون

ومعنى الولاء: هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم

والبراء: هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق

فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية، تجب محبته وموالاته ونصرته. وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان

 
 قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [سورة التوبة: من الآية 71]ـ

والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح

 
 قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان» [أخرجه أبو داود]ـ

ومنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها

أولًا: أنّها جزء من معنى الشهادة، وهي قول : ((لا إله)) من ((لا إله إلا الله)) فإنّ معناها البراء من كل ما يُعبد من دون الله

ثانيًا: أنّها شرط في الإيمان، كما قال تعالى

 
ـ {تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)} [سورة المائدة: 80-81]ـ

ثالثًا: أنّ هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله»ـ

يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله

 
ـ "فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلاّ بالحب في الله والبغض في الله، والمعاداة في الله، والموالاة في الله، ولو كان النّاس متفقين على طريقة واحدة، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

رابعًا: أنّها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين، لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلاّ لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النّار» [متفق عليه]ـ

خامسًا: أنّها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلم

 
ـ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [سورة الحجرات:من الآية 10]ـ

سادسًا: أنّه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: "من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك"ـ

سابعًا: أنّ عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [سورة المائدة: من الآية 51]ـ

ثامنًا: أنّ كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتها

يقول الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله: "فأمّا معاداة الكفار والمشركين فاعلم أنّ الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك، وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى أنّه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إنّ تحقيق شهادة أن لا إله إلاّ الله يقتضي أن لا يحب إلاّ لله، ولا يبغض إلاّ لله، ولا يواد إلاّ لله، ولا يُعادي إلاّ لله، وأن يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله

ومن صور موالاة الكفار أمور شتى، منها

ـ1- التشبه بهم في اللباس والكلام

ـ2- الإقامة في بلادهم، وعدم الانتقال منها إلاّ بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين

ـ3- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس

 
ـ4- اتخاذهم بطانة ومستشارين

ـ5- التأريخ بتاريخهم خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي

ـ6- التسمي بأسمائهم

ـ7- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها

ـ8- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد

ـ9- الاستغفار لهم والترحم عليهم

قال أبو الوفاء بن عقيل: "إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنّما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة، عاش بان الراوندي والمعري ـ عليمها لعائن الله ـ ينظمون وينثرون كفرًا، وعاشوا سنين، وعُظمت قبورهم، واشتُريت تصانيفهم، وهذا يدل على برودة الدين في القلب

وعلى المسلم أن يحذر من أصحاب البدع والأهواء الذين امتلأت بهم الأرض، ولْيتجنَّب الكفار وما يبثون من شبه وشهوات، وليعتصم بحبل الله المتين وسنة نبيه الكريم. وعلى المسلم أن يفطِن إلى الفرق بين حسن التعامل والإحسان إلى أهل الذمة وبين بُغضهم وعدم محبتهم. ويتعيَّن علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب، ولا تعظيم شعائر الكفر

 
 ومن برهم لتُقبل دعوتنا: الرفق بضعيفهم، وإطعام جائعهم، وكسوة عاريهم، ولين القول لهم على سبيل اللطف معهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة

 
 والدعاء لهم بالهداية، وينبغي أن نستحضر في قلوبنا ما جُبلوا عليه من بغضنا، وتكذيب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

اللّهم وفقنا للعمل بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم والسير على هداهما، وحب الله ورسوله والمؤمنين وموالاتهم وبغض الكفار والمشركين ومعاداتهم


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



ـ(1)علو الله على خلقه واستوائه على العرش



ـ(1)علو الله على خلقه واستوائه على العرش

عقيدة السلف، أهل السنة

ـ1. أن الله عز وجل فوق العرش، فوق السماوات، فوق جميع خلقه
الآدلة من القرآن الكريم


ـ قال الله تعالى:ـ{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ـ
والعرش أعلى المخلوقات، فهو فوق السماوات وكل المخلوقات
 وقال سبحانه: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل : 50]ـ
 وقال الله تعالى : {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}
[المعارج: 3-4] ـ

والعروج: الصعود... (1) أي الملائكة تصعد إلى الله عز وجل، لأنه فوق
ـ وقال: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء : 157 ، 158]ـ

* وقال عز وجل: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء...} الآية [الملك: 16-17]ـ
قال أبو بكر أحمد الصبغي (342 هـ) : (قد تضع العرب «في» بموضع «على»
قال الله عز وجل: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ} [التوبة : 2]ـ

 وقال {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه : 71] ومعناه: على الأرض وعلى النخل ، فكذلك قوله: {في السماء} أي على العرش فوق السماء، كما صحت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم) (2)ـ
 وقال تعالى: {هُوَ الأوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد:3]ـ

عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: ”اللهم رب السموات ورب الأرض ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن ؛ أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء“ [صحيح مسلم، وسنن أبي داود واللفظ لأبي داود] و«دونك» هنا معناها: أقرب، أي أقرب بعلمه
قال ابن جرير الطبري (310 هـ) : وقوله: {وَالظَّاهِرُ} ـ

يقول: وهو الظاهر على كل شيء دونه، وهو العالي فوق كل شيء، فلا شيء أعلى منه

ـ {وَالْبَاطِنُ} يقول: وهو الباطن جميع الأشياء، فلا شيء أقرب إلى شيء منه، كما قال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق : 16] (3) ـ

 وذكر في تفسير تلك الآية: ـ{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}: بالعلم بما تُوَسْوس به نفسه..قال ابن أبي زَمَنِين (399 هـ) : (والظاهر العالي فوق كل شيء ما خُلق ، والباطن بطن علمه بخلقه تعالى {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد : 3] ) (4) ـ وغيرها من الآيات

الأدلة من السنة
 حديث الجاريةعن معاوية بن الحكم قال: وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟" قَالَ: (ائْتِنِي بِهَا) فَأَتَيْتُهُ بِهَا ، فَقَالَ لَهَا: ”أَيْنَ اللَّهُ“، قَالَتْ: «في السماء» قَالَ: ”مَنْ أَنَا ؟“ قَالَتْ: «أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ»ـ
قَالَ: ”أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ“
[رواه مسلم في صحيحه]ـ

 في حجة الوداع قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالُوا: نشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ. فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُبهَا (5) إِلَى النَّاسِ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثَلَاثَ مَرَّات...“ [صحيح مسلم]ـ

 والنبي صلى الله عليه وسلم كان مستشهدا بالله حينئِذ ولم يكن داعِيا حتى يُقال: السماء قِبلة الدعاء
 قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”الْمَلاَئِكَةُ يَتَعَاقَبُونَ ، مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ ، وَيَجْتَمِعُونَ فِى صَلاَةِ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهْوَ أَعْلَمُ ، فَيَقُولُ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِى فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ يُصَلُّونَ ، وَأَتَيْنَاهُمْ يُصَلُّونَ [صحيح البخاري]ـ
ـ2. أن الله استوى على عرشه

قال الله تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ـ
وقال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش} [الأعراف:54؛ يونس:3؛ الرعد:2؛ الفرقان:59؛ السجدة:4؛ الحديد:4]ـ

قَالَ التابعي مُجَاهِدٌ (102 هـ) : {اسْتَوَى} علا على العرش. (6)ـ
قال بشر بن عمر الزهراني (209 هـ) : سمعت غير واحد من المفسرين

 يقول : ـ{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}: ارتفع. (7) ـ
قال اللغوي أبو العباس ثعلب (291 هـ) : {استوى على العرش}: علا. (8) ـ
قال المفسر ابن جرير الطبري (310 هـ) ـ

في تفسير الأية الأولى: (الرحمن على عرشه ارتفع وعلا»، وفي تفسير الآية الثانية: (يعني:)علا عليه»ـ

ـ3. أن الله عز وجل استوى على عرشه لأنه {فَعّـالٌ لِمَا يُرِيد} [سورة البروج : 16] ـ

وليس لحاجته للعرش، بل الله مستغن عن العرش وغير العرش

قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت : 6]ـ
ـ{هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [يونس : 68]ـ
ـ{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر : 15]ـ

وقال أبو جعفر الطحاوي (321 هـ) في عقيدته المشهورة: (وهو مستغن عن العرش وما دونه. محيط بكل شيء وفوقه)ـ

ـ4. أن الله بائن (9) من خلقه
معنى أن الله بائن من خلقه: أي أنه منفصل عن المخلوقات، فليس في ذاته شيء من مخلوقاته، ولا في مخلوقاته شيء من ذاته. ولا يحويه أو يُحيط به شيء من خلقه. قال الله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]ـ
فكل المخلوقات تحت العرش والله فوق العرش فهو بائنٌ عنهم
ابن المبارك (181 هـ) : روى ابن شقيق أنه قيل لابن المبارك: "كيف نعرف ربنا؟" قال: «بأنه فوق السماء السابعة على العرش، بائن من خلقه» (10)ـ
إسحاق بن راهويه (238 هـ) ـ

 قال حرب الكرماني: قلت لإسحاق بن راهويه: "في قول الله {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة : 7] كيف تقول فيه ؟" قال: «حيث ما كنت فهو أقرب إليك من حبل الوريد، وهو بائن من خلقه»ـ
ثم ذكر عن ابن المبارك: (هو على عرشه بائن من خلقه)ـ

ثم قال: «أعلى شيء في ذلك وأثبته قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}» (11) ـ

ـ5. أن استواء الله عز وجل ليس كاستواء المخلوقين، نؤمن بأن الله استوى على عرشه استواءً يليق بجلاله لا يشبه استواء المخلوق
لقول الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]ـ
وقوله {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص : 4] كفوا: أي مَثِيلاً


ـ6. أن كَيفِيَّة استواء الله عز وجل غير معلومة لنا، فلم يُعلمنا الله تعالى ولا رسوله –صلى الله عليه وسلم- تفاصيل ذلك، ولا يجوز السؤال عن كيفية صفاته، فالله وحده يعلم كيف استوى على عرشه، وواجبنا الإيمان والتسليمقال الإمام مالك (179 هـ) جوابا على من سأله "كيف استوى؟": «الإستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب». والأثر مشهور عند أهل العلم
قال وكيع بن الجراح (197 هـ) في أحاديث الصفات: « نُسلِّم هذه الأحاديث كما جاءت ، ولا نقول كيف هذا؟ ولم جاء هذا ؟» (12) ـ
قال أبو بكر الإسماعيلي (371 هـ) : (وأنه عز وجل استوى على العرش بلا كيف، فإن الله تعالى أنهى (13) إلى أنّه استوى على العرش، ولم يذكُر كيف كان استواؤُه.)
(14)ـ

ـ(2)علو الله على خلقه واستوائه على العرش


ـ(2)علو الله على خلقه واستوائه على العرش

عقيدة السلف، أهل السنة

أقوال السلف الصالح
الصحابة رضوان الله عليهم

الفاظ و مفاهيم خاطئة = بالصور=








































مفاهيم خاطئة



مفاهيم خاطئة

مفاهيم خاطئة (1) الاعتقاد بأن التوحيد المنجي هو الاعتراف بأن الله هو الخالق الرازق المدبر وهذا قد أقر به مشركو قريش فلم ينفعهم

التوحيد المنجي هو الاعتقاد بأن الله وحده هو المستحق للعبادة دون سواه من صنم أو وثن أو قبر أو غيره

مفاهيم خاطئة (2) الاعتقاد أن أيام العزاء ثلاثة وهذا لا دليل عليه إلا المرأة لها أن تحد على غير زوج ثلاثة أيام كما جاء في الحديث


مفاهيم خاطئة (3) الاعتقاد بأن الوضوء لا يصح إلا بغسل الفرجين (الاستنجاء) وهذا غير صحيح ، فالوضوء يبدأ بغسل الوجه

مفاهيم خاطئة (4) الاعتقاد أن الالتزام بشعائر الإسلام الظاهرة في الهيئة واللباس وغير ذلك مقصور على فئة من الناس ، والصحيح أن كل مسلم مطلوب منه ذلك امتثالاً لأمر الله ورسوله


مفاهيم خاطئة (5) : الخلط بين المحبة الإيمانية الشرعية والمحبة الجبليّة الفطرية، فوقوع إحداهما لا يستلزم الأخرى وقد تجتمعان

توضيحقد يكره المرء وطنه كراهية شرعية إذا علت فيه راية الكفر والشرك، لكن تبقى مجبته الجبلية الفطرية قائمة في النفس .. كما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة مع أنها أحب البلاد إليه لغلبة الشرك فيها 
وتفترقان أيضاً في الزوجة الكتابية فتثبت في حقها المحبة الجبلية وترتفع الأخرى حتى تدخل في دين الله
وتجتمعان في الوطن المسلم والزوجة المسلمة


مفاهيم خاطئة (6) الاعتقاد أن كفارة اليمين صيام ثلاثة أيام. وهذا صحيح لكنه يأتي في المرتية الثانية بعد ثلاث خيارات يبدأ بأحدها وهي : إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة ، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ، فلا بد من الترتيب

مفاهيم خاطئة (7) الاعتقاد بأن مجرد النطق بلا إله إلا الله كاف في دخول الجنة ! وقد كان المنافقون يقولونها وهم في الدرك الأسفل من النار كما جاء في القرآن

توضيح

 ورد في حديث حذيفة الصحيح أن قوما في آخر الزمان بقولون لا إله إلا الله فقط فتنفعهم، لكن هذا عند دروس الإسلام حتى لا يُدرى ما صيام و لا صلاة و لا نسك و لا صدقة، و حين ُيسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية كما جاء في الحديث نفسه ، وهذا يدل على غلبة الجهل ، أما من عرف شرائع الإسلام فلا يعذر


مفاهيم خاطئة (8) الاعتقاد أن غسل الجمعة والعيدين وغسل التنظف يجزيء عن الوضوء، والصحيح أن ذلك خاص بالغسل الواجب كالجنابة والحيض والنفاس

مفاهيم خاطئة (9) الاعتقاد أن (تحية البيت الحرام الطواف) ويروونه حديثاً، ولا أصل له، والصحيح أنه كغيره من المساجد إلا من قدم لحج أو عمرة فيبدأ بالطواف ثم يصلي ركعتي الطواف وتجزئان عن تحية المسجد


مفاهيم خاطئة (10) الاعتقاد أن الرجل المحرِم لا يجوز له لبس كل ما فيه خياط، وهذا غير صحيح وإنما الممنوع لبس ما فصّل على الجسم أو العضو كالسراويل والقميص وما شابه ذلك، أما ما فيه خياط عارض وليس مفصلاً على الجسم أو العضو فلا حرج. وتعبير (لبس المخيط) من اجتهاد بعض الفقهاء ولم يرد في النصوص ، لذا كان موهماً


مفاهيم خاطئة (11) الاعتقاد أن عورة المرأة أمام المرأة من السرة إلى الركبة وهذا لم يرد فيه نص صحيح صريح وإنما هو اجتهاد من بعض الفقهاء

أرادوا به أن المرأة يجوز لها عند الحاجة أن تكشف ما فوق السرة والركبة مثل أن ترضع ولدها أو ترفع ثوبها عن ساقيها أثناء العمل في بيتها ونحو ذلك أما أن تتعمد كشف ظهرها أو صدرها أو ساقيها فلا أعلم أحداً من الفقهاء المعتبرين قال بجوازه

 بل ورد في الحديث: ( نساء كاسيات عاريات ) ـ

مفاهيم خاطئة (12) اعتقاد أن نصف الليل هو الساعة 12

وهذا خطأ ولمعرفة نصف الليل نحسب من أذن المغرب إلى أذان الفجر ونقسم على 2

خير زاد السالكين


الحمد لله الذي يجعل بعد العُسر يُسرًا، أحمده سبحانه حمدًا يزيدُنا به نعَمًا وخيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يخلُقُ ما يشاءُ ويختارُ، المُتفرِّدُ في الكون نهيًا وأمرًا، وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله خيرُ الخلق طُرّا وأعظمُهم بِرًّا، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه أصوبِ السالكين إلى الله وأهداهم سَيرًا


إن للمتقين في الدنيا حياةً طيبةً، ولهم في الآخرة جناتٍ تجري من تحتها الأنهار
وإن تيسيرُ العسير، وتذليلُ الصعب، وتسهيلُ الأمور أملٌ تهفُو إليه النفوس، وتطمحُ إلى بلوغ الغايةِ فيه والحَظوةِ بأوفى نصيبٍ منه، وإدراكِ أكملِ حظٍّ ترجُو به طِيبَ العيشِ الذي تمتلكُ به أزِمَّةَ الأمور، وتتوجَّهُ به إلى خيراتٍ تستبِقُ إليها، وتنجُو من شُرورٍ تحذَرُ سوءَ العاقبة فيها

ولذا فإن من الناسِ من إذا أصابَه العُسر في بعض أمره رأى أن شرًّا عظيمًا نزلَ بساحته، وأن الأبوابَ قد أُوصِدَت دونه، والسُّبُلَ سُدَّت أمامه، فتضيقَ عليه نفسُه، وتضيقَ عليه الأرضُ بما رحُبَت، ويسوءَ من ظنِّه ما كان قبلُ حسنًا، ويضطربَ من أحواله ما كان سديدًا ثابتًا مُستقِرًّا، وربما انتهى به الأمرُ إلى ما لا يحِلُّ له ولا يليقُ به من القولِ والعملأما المتقون الذين هم أسعدُ الناس وأعقلُهم فإن لهم في هذا المقام شأنًا آخر، وموقفًا مُغايِرًا بما جاءَهم من البيِّناتِ والهُدى من ربِّهم، وبما أرشدَهم إلى الجادَّة فيه نبيُّهم -صلوات الله وسلامه عليه-، إنهم يذكُرون أن ربَّهم قد وعدَهم وعدَ الصدقِ الذي لا يتخلَّف، وبشَّرَهم أن العُسرَ يعقبُه يُسرٌ، وأن الضيقَ تردُفُه سَعَة، وأن الكربَ يخلُفُه فرَجٌ


 فقال سبحانه: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [الشرح: 5، 6]، وقال عزَّ اسمه : (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) [الطلاق: 7]ـ



وهو موعودٌ مُقترِنٌ بشرط الإتيان بأسبابٍ عِمادُها وأساسُها وفي الطليعةِ منها: التقوى التي هي خيرُ زاد السالكين، وأفضلُ عُدَّة السائرين إلى ربِّهم، ووصيةُ الله تعالى للأولين والآخرين: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء: 131]ـ
وهي التي تبعثُ المُتَّقي على أن يجعل بينه وبين ما نهى الله عنه حاجزًا يحجُزُه، وساترًا يقِيه، وزاجِرًا يزجُرُه، وواعِظًا في قلبه يعِظُه ويُحذِّرُهفلا عجبَ أن تكون التقوى من أظهرِ ما يبتغي به العبدُ الوسيلةَ إلى تيسير كلِّ شُؤونه، وتذليلِ كل عقبةٍ تعترِضُ سبيلَه أو تحُولُ بينَه وبين بلوغِ آماله: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) [الطلاق: 4]ـ
ومع التقوى يأتي الإحسانُ في كل دروبِه؛ سواءٌ منه ما كان إحسانًا إلى النفس بالإقبال على الله تعالى والقيام بحقِّه سبحانه في توحيده وعبادته بصرفِ جميعِ أنواعِها له وحده سبحانه محبَّةً وخوفًا ورجاءً وتوكُّلاً وخضوعًا وخشوعًا وإخباتًا وصلاةً ونُسُكًا وزكاةً وصيامًا وذِكرًا وصدقةً؛ إذ هو مُقتضى شهادة أن لا إله إلا الله التي تعني: أنه لا معبودَ بحقٍّ إلا الله، وتلك هي حقيقةُ التصديقِ بالحُسنى: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) [الليل: 5- 7]ـ



ومما يبسُطُ مدلولَ هذا ويُوضِّحُه: أن يعلمَ المرءُ أن الله تعالى قد اتَّصَفَ بصفاتِ الكمال، وأنه -كما قال الإمامُ ابنُ القيِّم رحمه الله-: "يُجازِي عبدَه بحسبِ هذه الصفات؛ فهو رحيمٌ يحبُّ الرُّحَماء، وإنما يرحمُ من عباده الرُّحَماء، وهو ستِّيرٌ يحبُّ من عباده السّتر، وعفوٌّ يحبُّ من عباده من يعفُو عنهم، وغفورٌ يحبُّ من يغفِرُ لهم، ولطيفٌ يحبُّ اللُّطفَ من عباده، ويُبغِضُ الفظَّ الغليظَ القاسِي الجَعظَرِيَّ الجوَّاظ، رفيقٌ يحبُّ الرِّفقَ، حليمٌ يحبُّ الحلمَ، برٌّ يحبُّ البِرَّ وأهلَه، وعدلٌ يحبُّ العدلَ، قابِلُ المعاذِير يحبُّ مَن يقبَلُ معاذيرَ عباده، ولذا فهو يُجازي عبدَه بحسبِ هذه الصفاتِ وجودًا وعدمًا؛ فمن عفا عفا عنه، ومن غفرَ غفرَ له، ومن رفقَ بعباده رفقَ به، ومن رحِمَ خلقَه رحِمَه، ومَن أحسنَ إليهم أحسنَ إليه". اهـ.



فالتيسيرُ على المُعسِر إما بإنظاره إلى ميسرةٍ، وإما بالحطِّ عنه، كما جاء في الحديثِ: "ومن يسَّرَ على مُعسِرٍ يسَّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة". أخرجه مسلم في صحيحه
فإذا جمعَ إلى ذلك: التضرُّعَ إلى خالقه ودعاءَه بما كان يدعُوهُ به الصفوةُ من خلقه؛ كدُعاء نبيِّه موسى -عليه وعلى نبيِّنا أفضل الصلاة والسلام


ـ (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي) [طه: 25- 28]، وكذلك دعاءُ نبيِّه -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يدعُو به عند تعسُّر الأمور، وذلك قولُه: "اللهم لا سهلَ إلا ما جعلتَه سهلاً، وأنت تجعلُ الحَزْنَ إذا شئتَ سهلاً
مُلتزِمًا في ذلك آدابَ الدعاءِ وسُننَه؛ من إخلاصٍ لله، ومُتابعةٍ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وابتداءٍ بحمده سبحانه والثناءِ عليه، والصلاة والسلام على نبيِّه -صلى الله عليه وسلم-، واستِقبالٍ للقبلة، وإلحاحٍ في الدعاءِ، وعدمِ الاستِعجالِ فيه بأن يقول: دعوتُ فلم يُستجَب لي، ومع سُؤال الله وحده دون سِواه، واعترافٍ بالذنبِ، وإقرارٍ بالنِّعمة، وتوسُّلٍ إليه بأسمائه الحُسنى وصفاتِهِ العُلَى، أو بعملٍ صالحٍ سلَفَ له، أو بدعاءِ رجلٍ صالحٍ حيٍّ حاضرٍ، ورفعِ اليدين، والوضوءِ إن تيسَّرَ، وإطابةِ مطعمه بأكل الحلال الطيِّب واجتِنابِ الحرام الخبيثِ، واجتِنابِ الاعتِداءِ في الدعاءِ بأن لا يدعُوَ بإثمٍ، ولا بقطيعةِ رحِمٍ، وبأن لا يدعُوَ على نفسه ولا على أهله أو ماله أو ولده، وبعدم رفعِ الصوت فوق المُعتاد وفوق الحاجة



هنالك تُرجَى الإجابة، وتُستمطَرُ الرحمةُ الربانية، ويُرتَقَبُ اليُسرُ، ويُفرَحُ بفضل الله وبرحمته


ـ (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58]ـ



وقد جاء في بَسطِ مدلولِ قولِ الله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [الشرح: 5، 6] قولُ بعضِ أهل العلم بالتفسير: "هذه إشارةٌ عظيمةٌ أنه كلما وُجِدَ عُسرٌ وصعوبةٌ؛ فإن اليُسرَ يُقارِنُه ويُصاحِبُه، حتى لو دخلَ العُسر جُحرَ ضبٍّ لدخلَ عليه اليُسرُ فأخرجَه


 كما قال تعالى: (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) [الطلاق: 7]، وفي تعريفِه بالألف واللام الدالةِ على الاستغراقِ والعموم دليلٌ على أن كل عُسرٍ -وإن بلغَ من الصعوبةِ ما بلغَ- ففي آخره التيسيرُ مُلازِمٌ له". اهـ
وإنها لَبشارةٌ عظيمةٌ  لمن أصابَه العُسرُ، ونزلَ به الضُّرُّ، وأحاطَ به البلاءُ، واشتدَّ عليه الكربُ من أهل الإسلام قاطِبةً، ومن أهل الشام خاصَّةً الذين سِيموا سُوءَ العذاب بغيًا وعَدوًا وظُلمًا؛ (اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) [فاطر: 43]ـ
فليُبشِروا باقترابِ النصرِ، وتنفيسِ الكربِ، وتفريجِ الشدَّة، وكشفِ الغُمَّة، ورفعِ البلاءِ، والعافيةِ من البأساء والضرَّاء
ألا فاتقوا الله وأحسِنوا الظنَّ بالله، وثِقُوا بوعده الحق الصادقِ الذي لا يتخلَّفُ ولا يتبدَّلُ أن مع العُسرِ يُسرًا
واذكروا على الدوامِ أن الله تعالى قد أمَرَكم بالصلاةِ والسلامِ على خير الورَى، فقال -جل وعلا-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]ـ
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الآلِ والصحابةِ والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا خيرَ من تجاوزَ وعفااللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزةَ الدين، ودمِّر أعداء الدين، وسائرَ الطُّغاةِ والمُفسدين، اللهم دمِّر الطُّغاةَ والمٌفسدين يا رب العالمين، وألِّف بين قلوب المسلمين، ووحِّد صفوفَهم، وأصلِح قادتَهم، واجمع كلمتَهم على الحق يا رب العالمين

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More