اذكـآر وأدعيـة   دعاء من أصابته مصيبة   .. ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2)   دعاء الهم والحزن    .. ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء   دعاء الغضب    .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4   دعاء الكرب    .. لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3   دعاء الفزع    .. لا إله إلا الله متفق عليه   ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً    .. ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5   من استصعب عليه أمر    .. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106   ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه    .. كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1)   مايقول عند التعجب والأمر السار    .. سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8   في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين    .. إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3   دعاء صلاة الاستخارة    .. قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8   كفارة المجلس    .. من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3   دعاء القنوت    .. اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428   مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح    .. بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1   الدعاء قبل الجماع    .. لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه   الدعاء للمولود عند تحنيكه    .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي)   ما يعوذ به الأولاد    .. أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6   من أحس وجعاً في جسده    .. ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4   مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته    .. لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10   تذكرة في فضل عيادة المريض    .. قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1   مايقول من يئس من حياته    .. اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4   كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان    .. لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه   من رأى مببتلى    .. من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3   تلقين المحتضر    .. قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2   الدعاء عند إغماض الميت    .. اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2   مايقول من مات له ميت    .. مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2   الدعاء للميت في الصلاة عليه    .. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159   وإن كان الميت صبياً    .. اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً   عند ادخال الميت القبر    .. بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1   مايقال بعد الدفن    .. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل صحيح . صحيح سنن أبي داود 620/2   دعاء زيارة القبور    .. السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2   دعاء التعزية    .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

مصحف الشيخ ماهر المعيقلي كاملاً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مصحف الشيخ ماهر المعيقلي
كاملاً بجودة عالية mp3
روابط مباشرة

التوحيد أولاً

كتبه/ محمد سرحان
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد؛
فمعرفة الله -عز وجل بأسمائه وصفاته وأفعاله, وألوهيته وربوبيته- هو نعيم الحياة, وراحة القلب, وطمأنينة النفس, وجنة الدنيا. فكلما عرف العبد ربه -تبارك وتعالى-؛ كلما ازداد له حبًا وتعظيمًا وإجلالاً وعبودية, واستراحت نفسه واطمأن قلبه, وعاش المعيشة الهنيئة السعيدة, ولا تطيب الدنيا إلا بمعرفته وذكره وطاعته كما لا تطيب الآخرة إلا برؤيته؛ يقول الله -تعالى- لأهل الجنة بعد دخولهم الجنة: (تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ -قَالَ- فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ) ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (رواه مسلم)، وفي رواية: (أحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا) (متفق عليه).

اقوال العلماء في طاعة الامراء

الطاعة

قال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)

هذا الإصدار يبين فيه الآيات والأحاديث وأقوال أهل العلم في طاعة الله ورسوله وكذلك طاعة ولي الأمر وذلك رداً على الخوارج الذين يرون عدم الطاعة لولاة الأمر والخروج عليهم وعدم الدعاء لهم والله المستعان

قال الإمام البربهاري في كتابه شرح السنة  ص (107) :[ وإذا رأيت الرجل يدعوا على السلطان ؛ فاعلم أنَّه صاحب هوى وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح ؛ فاعلم أنَّه صاحبُ سُنَّة ]. 

وقال شيخ الأسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في رسالة ( الأصول الستة):


( الأصل الثالث: إن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان عبداً حبشياً فبين النبي صلى الله عليه وسلم هذا بياناً شائعاً ذائعاً بكل وجه من أنواع البيان شرعاً وقدراً، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر  من يدعي العلم ، فكيف العمل به؟!) اهـ. [ من كتاب الجامع الفريد من كتب ورسائل لأئمة الدعوة الإسلامية:281].

قال الإمام البربهاري في كتابه شرح السنة  ص (107) :   [ وإذا رأيت الرجل يدعوا على السلطان ؛ فاعلم أنَّه صاحب هوى وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح ؛ فاعلم أنَّه صاحبُ سُنَّة ]. 

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله-: ( فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان ، وأن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور ؛ فهذا عين المفسدة ، وأحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس.
كما أن ملء القلوب على ولاة الأمر يحدث الشر والفتنة والفوضى ، وكذا ملء القلوب على العلماء يحدث التقليل من شأن العلماء، وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها.
فإذا حاول أحد أن يقلل من هيبة العلماء وهيبة ولاة الأمر؛ ضاع الشرع والأمن ؛ لأن الناس إن تكلم العلماء؛ لم يثقوا بكلامهم ، وإن تكلم الأمراء؛ تمردوا على كلامهم ، وحصل الشر والفساد.
فالواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاه ذوي السلطان ، وأن يضبط الإنسان نفسه ، وأن يعرف العواقب.
وليعلم أن من يثور إنما يخدم أعداء الإسلام؛فليست العبرة بالثورة ولا بالانفعال ، بل العبرة بالحكمة، ولست أريد بالحكمة السكوت عن الخطاء ، بل معالجة الخطأ ؛ لنصلح الأوضاع؛ لا لنغير الأوضاع؛ فالناصح هو الذي يتكلم ليصلح الأوضاع لا ليغيرها). اهـ. [ نقلاً عن رسالة حقوق الراعي والرعية]، مجموع خطب للشيخ ابن عثيمين.
هذا وأسأل الله أن يجعلنا ممن نتبع الحق ولا نتبع الهوى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وعن أنس رضي الله عنهقال : نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: قال رسول الله : ( لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب). حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم وصححه الألباني.

وعن عياض بن غنيم رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك وإلا كان أدى الذي عليه). حديث صحيح رواه أحمد وابن أبي عاصم والحاكم والبيهقي وصححه الألباني .
أقوال السلف في طاعة الولاة

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة في معرض كلامه عن ذلك ما يلي :( ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لايرون الخروج عن الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة. فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته)  [ منهاج السنة النبوية: 3/390].

وقال العلامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله:( في جامعه) عندما شرح حديث تميم الداري رضي الله عنه  ( الدين النصيحة) قال: ( وأما النصيحة لأئمة المسلمين فحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم وحب اجتماع الأمة عليهم وكراهة افتراق الأمة عليهم والتدين بطاعتهم في طاعة الله عز وجل والبغض لمن رأى الخروج عليهم وحب إعزازهم في طاعة الله عز وجل ) إلى أن قال رحمه الله : ( معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وتذكيرهم به وتنبيههم في رفق ولطف ومجانبة الوثوب عليهم والدعاء لهم بالتوفيق وحث الأغيار على ذلك) [ جامع العلوم والحكم: 1/222].
وفي رواية عنه أي عن عرفجة ( من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاقتلوه).
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه  قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الأخر منهما).
وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال: ( ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برئ ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال:لا ما صلوا).
وفي رواية( فمن أنكر برئ ومن كره فقد سلم). صحيح مسلم رقم ( 1854).
وعن عوف بن مالك t عن رسول الله r قال: ( خياركم أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قال: قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة لا ما أقاموا فيكم الصلاة ألا من ولي عليه وال فراه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة). صحيح مسلم (1855).
وفي حديث عبادة بن الصامت t قال: ( دعانا رسول الله r فبايعنا فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله قال: إلا أن تروا كفراً بواحاً معكم من الله فيه برهان ). صحيح مسلم رقم ( 1840).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً ( كانت بنوا إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لانبي بعدي وستكون خلفاء فيكثرون قالوا: فما تأمرنا قال: فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم). صحيح مسلم رقم (1842).

وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص الطويل مرفوعاً ( ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليعطه إن استطاع فإن جاء آخر ينازع فاضربوا عنق الأخر). صحيح مسلم رقم (1844).
طاعة ولاة الأمر
جاء في صحيح مسلم عن نافع قال: جاء عبد الله بن عمر  رضي الله عنه إلى عبدالله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة فقال إني لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثاً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله . سمعت رسول الله يقول: ( من خلع يداًمن طاعه لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلـــية) صحيح مسلم رقم( 1851).
وعن ابن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية). صحيح مسلم رقم( 1849).
وعن أبي هريرة  رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية أو يدعوا لعصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشا من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه). صحيح مسلم رقم( 1848).
وفي صحيح مسلم أيضاً عن أبي إدريس الخولاني قال: سمعت حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه  يقول : ( كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يارسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر؟ قال : نعم فقلت : فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال : نعم وفيه دخن قلت وما دخنه ؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر فقلت : فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال : نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت: يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك ؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم فقلت : فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك). صحيح مسلم رقم ( 1847).
وفي صحيح مسلم عن عرفجة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنها ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناًمن كان). صحيح مسلم باب حكم من فرق أمر المسلمين وهي مجتمعة.
 
طاعة الله ورسوله
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء:59)

وقال تعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65)

وقال تعالى : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء:80)

وقال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (المائدة:92)

وقال تعالى : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام:153)
 وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (لأنفال:24)
 وقال تعالى : (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النور:54)

وقال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21)

وقال تعالى:( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب:36)

ولا تنسونا من دعائكم

احاديث واقوال بعض ائمة السلف في طاعة ولي الامر


بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله وله الحمد والصلاة والسلام على النبي محمد واله وصحبه ومن وحد


اقوال في وجوب طاعة ولاة الامر


قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( ... ولهذا روي أن السلطان ظل الله في الأرض، ويقال: ستون سنة من إمام جائر أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان ...



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد:

هل صحيح أن البلاد التى لا تحكم بالشريعة،الشيخ الالباني

هل صحيح أن البلاد التى لا تحكم بالشريعة،الخروج على الحاكم فيها لا يحرم وإن كان مسلم.


في دروس للشيخ الألباني - (42 / 3)
الجواب أهمية تصحيح القاعدة على الكتاب والسنة
لا بد لي قبل الدخول بشيء من التفصيل من أن أذكِّر -والذكرى تنفع المؤمنين- بقول أهل العلم: ما بني على فاسد فهو فاسد، فالصلاة التي تبني على غير طهارة -مثلاً- ليست بصلاة، لماذا؟ لأنها لم تقم على أساس الشرط الذي نص عليه الشارع الحكيم في نص قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( لا صلاة لمن لا وضوء له ) فمهما صلى المصلي بدون وضوء فلا تصح؛ لأن ما بني على فاسد فهو فاسد، والأمثلة في الشريعة من هذا القبيل شيء كثير وكثير جداً.

هل الخروج ضد الحكام مسموح؟

هل الخروج ضد الحكام مسموح؟ يجيبنا الإمام الوادعي رحمه الله تعالى
السؤال: هل الخروج ضد الحكام مسموح؟

الجواب:
الخروج ضد الحكام بلية من البلايا التي ابتلى بها المسلمون من زمن قديم، وأهل السنة بحمد الله لا يرون الخروج على الحاكم المسلم لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشقّ عصاكم أو يفرّق جماعتكم فاقتلوه)).

ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا بويع لخليفتين فاضربوا عنق الآخر منهما)).

السمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف

السمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف
يرى البعض أن حال الفساد وصل في الأمة لدرجة لا يمكن تغييره إلا

بالقوة، وتهييج الناس على الحكام، وإبراز معايبهم؛ لينفروا عنهم، وللأسف فإن هؤلاء
لا يتورعون عن دعوة الناس لهذا المنهج والحث عليه، ماذا يقول سماحتكم؟

هذا مذهب لا تقره الشريعة؛ لما فيه من مخالفة للنصوص الآمرة بالسمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف، ولما فيه من الفساد العظيم والفوضى والإخلال بالأمن. والواجب عند ظهور المنكرات إنكارها بالأسلوب الشرعي، وبيان الأدلة الشرعية من غير عنف، ولا إنكار باليد إلا لمن تخوله الدولة ذلك؛ حرصاً على استتباب الأمن وعدم الفوضى، وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، ومنها:

الشيخ الفوزان:لايجوز الخروج على ولاة الأمور

الشيخ الفوزان:لايجوز الخروج على ولاة الأمور


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ألقى معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-، درسه الأول في شرح (كتاب الكبائر) عقب صلاة مغرب يوم الأحد25/6/1429هـ، في أول درس من الدروس الصيفية لكبار العلماء في جامع والدة خادم الحرمين الشريفين بحي الفيصلية في مدينة الطائف.

حيث افتتح الشيخ حديثه بحمد الله والصلاة والسلام على نبيه الكريم. ثم أردف قائلاً:

وجوب السمع والطاعة في غير معصية

(وجوب السمع والطاعة في غير معصية) لفضيلة الشيخ عبد السلام برجس -رحمه الله-
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

من كتاب
((معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة))
الفصل الرابع
في وجوب السمع والطاعة في غير معصية
لفضيلة الشيخ عبد السلام برجس -رحمه الله-

واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله

واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله

يقول الله تعالى: "وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ" (البقرة:281)
يقول ابن كثير: هذه الآية آخر مانزل من القرآن العظيم، وقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليالٍ ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى.
أيها الأحبة في الله: إنها أعظم وصية... كيف لا؟ وهي وصية رب العالمين وخالق الخلق أجمعين.. العالِم بما يصلح حالهم.. والمطلع على مصيرهم ومآلهم وماينتظرهم من مواقف وأهوال لا ينجو منها إلا المتقون. فأوصانا -وهو الرحيم بنا- بما ينجينا من سخطه وعذابه، فأمرنا بالتقوى.
فما هي التقوى ياعباد الله؟


إنها هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه.
وهي أن تأتي مايحب مولاك وتبتعد عما يكره.
هي أن يجدك حيث أمرك.. في كثرة الخطا إلى المساجد، في بر الوالدين، في صلة الأرحام، في الصدقة، في الإحسان إلى الفقير والأرملة واليتيم، في غض البصر، في حفظ الفرج، في كف البصر، في صون السمع عن المعازف والغانيات (المغنيات)، في حفظ اللسان عن أعراض المسلمين والمسلمات، في الوفاء بالعهد، في قيام الليل، في قراءة القرآن، في صيام الهواجر، وفي كل باب من أبواب الخير لتنال محبة الله وتكون يوم القيامة من الفائزين ويوم الحشر من الآمنين، وتكون ممن ينادى عليهم "يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ" (الزخرف:68) وتتلقاك الملائكة تطمئنك حتى لا تفزع مما ترى وتبشرك بالجنة: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ" (فصلت:30)

من أراد النجاة.. من أراد الفوز.. من أراد السعادة الكبرى... من أراد النعيم المقيم .. فلا يجعل هذه الآية تبرح خياله ولا تغيب عن باله: واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله.. يا له من يوم عظيم.. إنه ليس ككل الأيام.. إنه يوم الرجوع إلى رب العالمين.. يوم تجتمع فيه الخلائق من أولهم إلى آخرهم، يخرجون من قبورهم ويجتمعون على صعيد واحد بانتظار الحساب.. بانتظار النتائج..
فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله..

"فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ" (الحاقة:19-32)
إنها إما فوز وعز وسعادة أو خسارة وذل وشقاء.

أيها الأحبة: إن الأمر جد خطر، وليس من العقل ولا الحكمة التشاغل عنه بتوافه الأمور وصغائر الهمم لأن الغفلة عنه تورث الندامة لم يغفل عنه الأنبياء وهم من هم، ولا الصالحون أهل التقوى والخشية والإيمان.
قام النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وخطب في أصحابه فقال لهم: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً"ً. فغطوا وجوههم ولهم خنين. [متفق عليه]
فكن ياعبد الله من أصحاب العقول الراجحة والقلوب الواعية واعمل ليوم الحساب، ولا يغرنك طول الأمل فالموت يأتي بغتةً والقبر صندوق العمل، والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.

اللهم أحسن ختامنا ويمن كتابنا واختم بالصالحات أعمالنا واجعل الجنة دارنا واجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاك، اللهم حبب إلينا وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

طاعة ولاة الامور واجبه وان ظلموا

بسم الله الرحمن الرحيم

نقل ابن حجر رحمه الله الإجماع على عدم جواز الخروج على السلطان الظالم : فقال قال ابن بطال :د((وفى الحديث حجة على ترك الخروج على السلطان ولو جار وقد اجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما فى ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء)) فتح البارى 13/7 ونقل الامام النووى -رحمه الله - الإجماع على ذلك فقال في ((واما الخروج عليهم وقتالهم فحرام باجماع المسلمين وإن كانوافسقة ظالمين وقد تظاهرت الاحاديث على ماذكرته واجمع اهل السنه انه لاينعزل السلطان بالفسق....... )) شرح النووى 12/229

قال الرسول صلى الله عليه وسلم

واجبنا نحو ولاة أمورنا

((واجبنا نحو ولاة أمورنا))



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,


الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:


***

أولا) مكانة الحكام في الدين : أولو الأمر لهم مكانة عالية ومنزلة رفيجعة جليلة , منحهم الشارع اياها ليتناسب قدرهم مع علو وظيفتهم , ورفيع منصبهم وعظم مسؤوليتهم , فإن منصبهم (منصب الإمامة) انما وضع ليكون خلفاً للنبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا.
ثانياً) الحكمة من وضع ولاة الأمور على الناس:

أقوال السلف في طاعة ولاة الأمر والنهي عن الخروج عليهم



أقوال السلف في طاعة ولاة الأمر والنهي عن الخروج عليهم

سأل سلمة بن يزيد الجعفي رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا ، فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه ، ثم سأله فأعرض عنه ، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اسمعوا وأطيعوا ، فإنما عليهم ما حملوا ، وعليكم ما حملتم ) رواه مسلم .

الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

من هنا



بيان ما هو العلم الفرض


من كتاب فضل العلم (ص15 - 20

باب بيان ما هو العلم الفرض
   أخرج ابن ماجة في "سننه" بسنده عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ »

________________________________________

(1).

   ولما كان الفهم عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم مشروطاً فيه أن يكون على مرادِ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا على حسب الأهواء , كان لِزاماً أن يُنظر في مدلولِ اللفظِ الذي تلفَّظَ به الرسول صلى الله عليه وسلم , حتى يكون فهمُ اللفظِ على مراد الرسول صلى الله عليه وسلم , لذلك ننظر - إن شاء الله - في معنى : "الواجب", وفي معنى : "الفرض", ثم ننظر - إن شاء الله - في معنى "فرض العين", وفي معنى : "فرض الكفاية",حتى نكون على بيِّنةٍ من الأمر .
   قال الشوكانيُّ رحمه اللهُ : " الواجبُ في الاصطلاح : ما يُمدح فاعلُه, ويُذَمُّ تاركُه, على بعض الوجوه, ويرادفُه الفرض عند الجمهور, وقيل : الفرض ما كان دليلُه قطعيّا, والواجب ما كان دليلُه ظنيّا, والأول أولى"
(2).
   فالفرض عند الجمهور هو ما طلب الشارع فعلَه على وجه اللزومِ, بحيث يُذَمُّ تاركُه, ومع الذمِّ العقابُ, ويمدح فاعلُه ومع المدحِ الثوابُ
(3).

   والواجب - وهو الفرض عند الجمهور - ينقسم على : " واجبٍ عيني, وواجب على الكفاية , فالواجب العينيُّ هو : ما ينظر فيه الشارع إلى ذات الفاعلِ; كالصلاة والزكاة والصوم, لأنًّ كلَّ شخصٍ تلزمه بعينه طاعةُ اللهِ عزَّ وجلَّ لقوله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات : 56].

   وأما الواجب على الكفاية فضابطه أنه ما ينظر فيه الشارعُ إلى نفس الفعلِ, بقطع النظرِ عن فاعلِهِ؛ كدفنِ الميت, وإنقاذِ الغريق ونحو ذلك, فإن الشارعَ لم ينظر إلى عينِ الشخصِ الذي يدفنُ الميتَ أو ينقذُ الغريقَ, إذ لا فرقَ عنده في ذلك بين زيدٍ وعمرٍو, وإنما ينظر إلى نفسِ الفعلِ الذي هو الدفنُ أو الإنقاذُ مثلاً "
(4).
   فالواجب العينيُّ: هو ما توجَّه فيه الطلبُ اللازم إلى كلِّ مكلَّفٍ, أي: هو ما طلب الشارعُ حصوله من كلِّ واحدٍ من المكلَّفين, فلا يكفي فيه قيامُ البعضِ دون البعضِ الآخرِ, ولا تبرأ ذِمَّةُ المكلَّفِ منه إلا بأدائِهِ؛ لأنَّ قصدَ الشارع في هذا الواجب, لا يتحقَّق, إلا إذا فعله كلُّ مكلَّفٍ, ومن ثَمَّ يأثم تاركُه ويلحقه العقابُ, ولا يُغني عنه قيامُ غيره به.

   فالمنظورُ إليه في هذا الواجب: الفعلُ نفسُه والفاعلُ نفسُه, ومثالُه: الصلاةُ, والصيامُ, والوفاءُ بالعقودِ, وإعطاءُ كلِّ ذي حقٍّ حقَّه.

   والواجبُ على الكفاية: هو ما طلب الشارعُ حصولُه من جماعةِ المكلَّفين, لا من كلِّ فردٍ منهم؛ لأنَّ مقصودَ الشارعِ حصولُه من الجماعةِ, أي: إيجادُ الفعلِ لا ابتلاءُ المكلَّفِ, فإذا فعله البعضُ سقط الفرضُ عن الباقيين؛ لأنَّ فعلَ البعضِ يقوم مقامَ فعلِ البعضِ الآخرِ, فكان التاركُ بهذا الاعتبارِ فاعلاً,وإذا لم يقم به أحدٌ أَثِمَ جميعُ القادرين. فالطلبُ في هذا الواجبِ منصبٌّ على إيجادِ الفعلِ لا على فاعلٍ معيَّنٍ, وأمَّا في الواجبِ العينيِّ فالمقصودُ تحصيلُ الفعل, ولكن من كلِّ مكلَّفٍ. وإنما يأثم الجميعُ إذا لم يحصل الواجب الكفائيُّ؛ لأنه مطلوب من مجموعِ الأمةِ, فالقادر على الفعلِ عليه أن يفعله, والعاجزُ عنه عليه أن يَحُثَّ القادرَ, ويحمله على فعله, فإذا لم يحصل الواجبُ كان ذلك تقصيرًا من الجميعِ: من القادرِ, لأنه لم يفعله, ومن العاجزِ, لأنه لم يحمل القادرَ على فعلِهِ ويحثُّه عليه
(5).

   وقد يؤول واجبُ الكفايةِ إلى أن يكون واجبًا عينيّا, فلو كانت البلدُ مضطرةً إلى قاضيين, وكان هناك عشرةٌ يصلحون للقضاءِ؛ فإنَّ تولِّيه واجبٌ كفائيٌّ على العشرةِ.

   وأمَّا إن لم يكن هناك غيرُ اثنين, فإنه يكون واجبًا عينيّا عليهما
(6).
رَجعٌ إلى حديثِ أنسٍ

   عن أنسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ».

   قال ابن عبد البرِّ رحمه اللهُ في كتاب "جامع بيان العلم", بعد أن روى هذا الحديثَ من عِدَّةِ طرقٍ ذكرها: "قد أجمع العلماءُ على أنَّ من العلمِ ما هو فرضٌ متعيَّنٌ على كلِّ امرئٍ في خاصَّة نفسِه, ومنه ما هو فرضٌ على الكفايةِ إذا قام به قائمٌ سقط فرضُه عن أهلِ ذلك الموضعِ, واختلفوا في تلخيصِ ذلك.
   والذي يلزم الجميعَ فرضُه من ذلك: ما لا يسعُ الإنسانَ جهلُه من جُملةِ الفرائضِ المفترَضةِ عليه, نحو: الشهادةُ باللسانِ والإقرارُ بالقلب بأنَّ الله وحده لا شريك له, ولا شِبْهَ له ولا مِثْلَ, لم يلد ولم يُولد ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ, خالقُ كلِّ شيءٍ, وإليه مرجعُ كلِّ شيءٍ, المحيي المميتُ, الحيُّ الذي لا يموتُ.
   والذي عليه جماعةُ أهلِ السنةِ أنه لم يزل بصفاتِهِ وأسمائِهِ, ليس لأوَّليَّته ابتداءٌ, ولا لآخريتِهِ انقضاءٌ, وهو على العرشِ استوى.
   والشهادةُ بأنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم عبدُهُ ورسولُهُ, وخاتمُ أنبيائِهِ, حقٌّ, وأنَّ البعثّ يغد الموتِ للمجازاةِ بالأعمالِ, والخلودَ في الآخرة لأهلِ السعادةِ بالإيمانِ والطاعةِ في الجنةِ, ولأهلِ الشقاوةِ بالكفرِ والجحودِ في السعير حقٌّ, وأنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ, وما فيه حقٌّ من عند اللهِ يجب الإيمانُ بجميعِهِ واستعمالِ مُحْكَمِهِ, وأنَّ الصلواتِ الخمسَ فرضٌ, ويلزمه من علمها علمُ ما لا تتمُّ إلا به من طهارتها وسائرِ أحكامها, وأنَّ صومَ رمضان فرضٌ, ويَلْزَمُهُ علمُ ما يُفسِدُ صومَه وما لا يتمُّ إلا به, وإن كان ذا مالٍ وقدرةٍ على الحجِّ لزمه فرضًا أن يعرف ما تجب فيه الزكاةُ ومتى تَجِبُ وفي كم تجبُ, ويلزمه أن يعلم بأنَّ الحجَّ عليه فرضٌ مرَّةً واحدةً في دهرِهِ إن استطاع إليه سبيلاً, إلى أشياءَ يلزمُهُ معرفةُ جُمَلِهَا ولا يُعذر بجهلها, نحو: تحريمُ الزنا والربا, وتحريمُ الخمرِ والخنزيرِ وأكلِ الميتةِ والأنجاسِ كلِّها والغَضْبِ والرِّشوةِ على الحكمِ والشهادةِ بالزُّورِ وأكلِ أموالِ الناسِ بالباطلِ وبغيرِ طِيبٍ من أنفسِهم إلا إذا كان شيئًا لا يُتَشَاحُّ فيه ولا يُرْغَبُ في مِثْلِهِ, وتحريمُ الظُّلْمِ كلِّه, وتحريمُ نكاحِ الأمهاتِ والأخواتِ ومَنْ ذُكر معهنَّ, وتحريمُ قتلِ النفسِ المؤمنةِ بغيرِ حقٍّ, وما كان مثلَ هذا كلِّه مما قد نطقَ الكتابُ به وأجمعت الأمةُ عليه.
   ثم سائرُ العلمِ وطلبِه والتفقُّهِ فيه وتعليمِ الناسِ إياه, وفتواهم به في مصالحِ دينهم ودنياهم فهو فرضٌ على الكفايةِ يلزم الجميع فرضُه, فإذا قام به قائمٌ سقط فرضُه عن الباقين, لا خلافَ بين العلماءِ في ذلك, وحجَّتُهُم فيه قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة : 122].

   فألزم النفيرَ في ذلك البعضَ دون الكلِّ, ثم ينصرفون فيعلِّمون غيرهم, والطائفةُ في لسانِ العربِ: الواحدُ فما فوقه"
(7).

   وقد ساق ابن قدامة رحمه اللهُ حديثَ أنسٍ رضي الله عنه في فرضيةِ طلبِ العلمِ, ثم قال: "قال المصنِّفُ رحمه الله تعالى: اختلف الناسُ في ذلك:

   فقال الفقهاءُ: هو علمُ الفقهِ؛ إذ به يُعرف الحلالُ والحرامُ.
   وقال المفسِّرون والمحدِّثون: هو علم الكتابِ والسنَّةِ؛ إذ بهما يُتَوَصَّلُ إلى العلومِ كلِّها.
   وقالت الصوفيةُ: هو علمُ الإخلاصِ وآفاتِ النفوسِ.
   وقال المتكلِّمون: هو علمُ الكلامِ.
   إلى غير ذلك من الأقوالِ التي ليس فيها قولٌ مَرْضِيٌّ, والصحيحُ أنَّه: علمُ معاملةِ العبدِ لربِّه.
والمعاملةُ التي كُلِّفَهَا (العبدُ) على ثلاثةِ أقسامٍ: اعتقادٌ, وفعلٌ, وتركٌ.

   فإذا بَلَغَ الصبيُّ, فأولُ واجبٍ عليه تُعُلُّمُ كلمتي الشهادةِ وفهمُ معناها وإن لم يحصل ذلك بالنظرِ والدليلِ, لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم اكتفى من أجلافِ العربِ بالتصديقِ من غيرِ تعلُّمِ دليلِ, فذلك فرضُ الوقتِ, ثم يجب عليه النظرُ والاستدلالُ
(8).

   فإذا جاء وقتُ الصلاةِ وَجَبَ عليه تعلُّمُ الطهارةِ والصلاةِ, فإذا عاش إلى رمضان وَجَبَ عليه تعلُّمُ الصومِ, فإن كان له مالٌ, وحال عليه الحَوْلُ وجب عليه تعلُّمُ الزكاةِ, وإن جاء وقتُ الحجِّ وهو مستطيعٌ وَجَبَ عليه تعلُّمُ المناسكِ.

   وأمَّا التروكُ: فهو بحسب ما يتجدَّد من الأحوالِ, إذ لا يجب على الأعمى تعلُّمُ ما يَحْرُمُ النظرُ إليه, ولا على الأبكم تعلُّمُ ما يَحْرُم من الكلامِ, فإن كان في بلدٍ يُتعاطى فيه شُرب الخمرِ ولُبْسُ الحريرِ, وجب عليه أن يعرفَ تحريمَ ذلك.
   وأمَّا الاعتقاداتُ: فيجب علمُهَا بحسبِ الخواطرِ, فإن خَطَرَ له شَكٌّ في المعاني التي تدلُّ عليها كلمتا الشهادةِ, وَجَبَ عليه تعلُّمُ ما يصل به إلى إزالةِ الشكِّ, وإن كان في بلدٍ قد كَثُرَتْ فيه البدعُ, وَجَبَ عليه أن يتلقَّن الحقَّ, كما لو كان تاجرًا في بلدٍ شاع فيه الربا, وجب عليه أن يتعلَّمَ الحذرَ منه. وينبغي أن يتعلَّم الإيمانَ بالبعثِ والجنةِ والنَّارِ...

   فبان بما ذكرنا أن المرادَ بطلبِ العلمِ الذي هو فرضُ عينٍ: ما يتعيَّنُ وجوبُهُ على الشخصِ.
وأما فرضُ الكفايةِ: فهو كلُّ علمٍ لا يُستغنى عنه في قِوَامِ أمورِ الدنيا؛ كالطبِّ: إذ هو ضروريٌّ في حاجةِ بقاء الأبدانِ على الصحةِ, والحسابِ: فإنَّه ضروريٌّ في قسمةِ المواريث والوصايا وغيرها فهذه العلومُ لو خَلا البلدُ عمَّن يقوم بها حَرِجَ أهلُ البلدِ, وإذا قام بها واحدٌ كفى وسقط الفرضُ عن الباقين"
(9).

   تبيَّن مما سَبَقَ أنَّ من العلمِ ما هو فرضُ عينٍ, وهو ما لا يصحُّ اعتقادُ أحدٍ, ولا عبادتُه إلا به, ومنه ما هو فرضُ كفايةٍ, وهو علمُ ما ليس مفروضًا عليه في الوقتِ, وقد قام به قائمٌ فسقطت فرضيتُه في الوقت عنه
(1) الحديثُ صحَّحه الألبانيُّ في "صحيح سنن ابن ماجة" رقم (183), واستوفى في "تخريج أحاديث مشكلة الفقر" طرقه بحثًا واستقراءً وتتبُّعًا, ثم قال: "فالحديثُ بمجموع ذلك صحيحٌ بلا ريب عندي", ثم نقل عن العراقي تصحيحَ بعضِ الأئمة لبعضِ طرقه, ونقل تحسينَ المزي والسيوطي للحديث, ثم قال: "والتحقيق أنه صحيح, والله أعلم".
ثم قال: "اشتهر الحديث في هذه الأزمنة بزيادة "مسلمة", ولا أصل لها ألبتة, وقد نبَّه على ذلك السخاوي فقال: "قد ألحق بعضُ المصنفين بآخر هذا الحديث و"مسلمة", وليس لها ذكرٌ في شيءٍ من طرقه, وإن كان معناها صحيحًا". ]انظر: تخريج أحاديث مشكلة الفقر, للألباني, ص48 – 62[.
(2) إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول للشوكاني. تحقيق الدكتور شعبان محمد إسماعيل(1/50).
(3) عند الأحناف أن "الفرض" غير "الواجب", ويوجد في بعض كلام غير الحنفية التفريقُ بين الفرض والواجب, على قلَّةٍ, والجمهور على ترادف اللفظين. ارجع في ذلك: "الإحكام في أصول الأحكام" للآمدي(1/139), و "أصول الفقه" للشيخ محمد أبو النور زهير(1/53), و "الوجيز في أصول الفقه" للدكتور عبد الكريم زيدان ص31, و "الواضح في أصول الفقه" للدكتور محمد سليمان الأشقر (ص24).
(4) مذكرة أصول الفقه للشيخ محمد الأمين الشنقطي (ص12).
(5) الوجيز في أصول الفقه للدكتور عبد الكريم زيدان (ص36).
(6) الواضح في أصول الفقه للدكتور محمد سليمان الأشقر (ص37).
(7) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (ص5 - 7).
(8) في وجوب هذا النظر نظر.
(9) مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة المقدسي. تحقيق علي حسن عبد الحميد (ص24).

فضل التوحيد ....

قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}. وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ الْعَمَلِ" أخرجه أحمد (5/313 ، رقم 22727) ، والبخاري (3/1267 ، رقم 3252) ، ومسلم (1/57 ، رقم 28) ، وابن حبان (1/431 ، رقم 202) . وأخرجه أيضًا : النسائي (6/331 ، رقم 11132). وفي حديث عتبان: "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله".

صفة الصلاة

صفة الصلاة هنـــــــا
وانقل اليك الخطوات مختصرة

الصلاة:
1- تتأكد قبلا من طهارة ملابسك وجسدك والموضع الذى ستصلى فيه.
2- تتوجه تجاه قبلة المسلمين ، الكعبة. بعدما تتحقق من دخول وقت الفرض الذى ستصليه.
3- تعقد النية بقلبك أنك ستصلى فرض كذا.
4- ترفع يديك حذو المنكبين مكبراً ( الله أكبر ).
5- تقرأ سورة الفاتحة وما تيسر لك من القرآن.
6- ترفع يديك مرة أخرى ثم تكبر راكعاً. وتقول سبحان ربى العظيم ثلاثا.
7- ترفع ظهرك لأعلى قائلاً ( سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك المد ) وترفع ذراعيك كذلك لأعلى. ثم تطمئن واقفا.
8- تكبر ساجداً. ثم تقول ( سبحان ربى الأعلى ) ثلاثا.
9- تكبر رافعاً وأنت جالس قائلاً : ( الهم اغفر لى اللهم اغفر لى ). وتطمئن فى القعود.
10 - تكبر ساجداً مرة أخرى بنفس الكيفية.
11- تكبر رافعاً لتقف للركعة الثانية.
وافعل هذا لكل ركعة .
التشهد يكون بعد كل ركعتين تقول فيه :
( التحيات لله والصلوات الطيبات لسلام على النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد ألا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله )
ثم تصلى على النبي بأى صيغة وهذه أصوبها : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
ثم تسلم بأن تلفت يميناً قائلا : ( السلام عليكم ورحمة الله ) وعلى اليسار كذلك.
1- الصبح ركعتين. والتشهد فى آخرهما.
2- الظهر أربعاً. تجلس للتشهد بعد كل اثنتين.
3- العصر كالظهر.
4- المغرب ثلاثاً: تجلس للتشهد بعد اثنتين وبعد الأخيرة.
5- العشاء كالظهر والعصر.
تقبل الله من ومنك .
آمين.

اسأل الله ان يغفر لنا وان يرزقنا الثبات ويقبضنا على الاسلام

اللهم امين

صفة الوضوء بالشرح المصور

صفة الوضوء بالشرح المصور


هنــــــــــا

الوضوء:
1- تحضر ماء طهور ، لم يتلوث بشئ غير من لونه أو طعمه أو رائحته. يعنى من البحر أو صنبور أو ما شابه.
2- تسمى الله ثم تغسل يديك حتى الرسغين ثم تتمضمض بإدخال الماء الفم مرة أو اثنتين أو ثلاثة وتبصق الماء.
3- تستنشق ثم تستنثر مرة أو اثنتين أو ثلاثاً.
4- تغسل وجهك بعدد مماثل ، وحده من منبت الشعر الطبيعى إلى أسفل الذقن. وما بين شحمتى الأذن عرضا.
5- تغسل الذراعين إلى المرفقين . بعدد مماثل ، بدءاً باليمين ثم اليسار.
6- تمسح يدك بالماء وتمر بها على شعرك ذهابا وإيابا. مرة واحدة
7- تغسل الأذنين بدءا باليمين.
8- تغسل لاقدمين إلى الكعبين وهو العظم الناتئ بالأسفل.
9 - تقول : أشهد ألا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

طلب العلم فريضة على كل مسلم

طلب العلم فريضة على كل مسلم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ... من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ... ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون ... ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ... ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما .
أما بعد ... فإن لطالب العلم فضل عظيم حتى قال بعضهم (هل دبت على وجه الأرض خطى أشرف من خطى طالب علم) .
وقد قال صلى الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم) وقال (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولادرهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) وقال (مامن خارج خرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع) وقال (الدنيا ملعونة ملعون مافيها إلا ذكر الله وماوالاه أو عالما أو متعلما) وقال (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة أشياء من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) . وقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله في قول النبي صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) ـ على ماتم ذكره في موقع منتديات الإسلام اليوم ـ : معناه أن الذي لايتعلم ولايتفقه ماأراد الله به خيرا ولاحول ولاقوة إلا بالله .
العلم ينبت في الإنسان النزعة الإيمانية ويزيدها : تأمل أخي فضل العلم في إنبات النزعة الإيمانية وتقويتها داخل الفرد ، وذلك من خلال أقوال بعض سلفنا الصالح ، فقد قال بعضهم (لقد طلبنا العلم وما لنا فيه تلك النية ثم رزق الله فيه بعد) وقال بعضهم (تعلمنا العلم لغير الله تعالى فأبى أن يكون إلا لله) وقال البعض (طلبنا العلم للدنيا فدلّنا على ترك الدنيا) وقبل كل ذلك تأمل قوله تعالى (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ) .
أخي الزائر : لاشك أن وجود أئمة مضلين أمر ثابت ... لقول الصادق الأمين نبينا صلى الله عليه وسلم (أخوف ماأخاف على أمتي الأئمة المضلون) .
ولاشك أن طلب العلم فريضة على كل مسلم لقوله صلى الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم) .
ولاشك أن كل من رزقه الله مسكة من علم إذا تأمل واقع الأمة اليوم فإنه يدرك على وجه يقيني أننا في زمن فتنة شديدة صار فيه الحق باطلا والباطل حقا والمعروف منكرا والمنكر معروفا .... وانظر لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم (وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة) .
وقد ابتلي أكثرنا بمرض الكسل ، فيريد أن يريح عقله ويغتنم وقته في الإكثار فقط من جمع المال وإنفاقه في ماطاب له من الملذات ، وعندما تعرض له مسألة يريد معرفة حكم الشرع فيها فإنه يبحث عمن يفتيه في مسألته فيأخذ الفتوى جاهزة بدون بذل المجهود في طلب العلم ... هذا المتكاسل أقول له ياأخي الكريم أنت لو عندك ضرس يؤلمك فإنك تذهب لأحد مرت عليه تجربتك وتسأله عن طبيب حاذق في طب الأسنان ، ولو أردت شراء غرفة نوم فإنك تسأل عن نجار حاذق ، حتى عندما تريد تجديد دورة المياه فإنك تسأل عن سباك حاذق ... والسؤال هنا هل يكفي في أمور الدين أن تسأل فقط عن عالم حاذق ... الجواب لا ... لأن العلم وحده لايكفي للثقة في الفتوى بل لابد من معرفة أن هذا العالم يعمل بعلمه وأنه ثقة غير متهم في دينه وأنه لايخشى في الله أحدا وأنه لايخاف على منصبه ولايخشى اضطهاده أو فقدان راتبه أو فقدان حريته ... ولابد من الاطمئنان أنه يوظف الأدلة الشرعية الصحيحة توظيفا سليما متفقا مع أصول وقواعد الشريعة ، فإننا في زمن تكالب فيه علينا أئمة الضلال من كل حدب وصوب طمعا في منصب أو راتب في عصر لايهتم أهله إلا بدنياهم ، إلا من رحم ربي .
واعلم أخي الكريم أن هؤلاء المضلين إنما ساغ ضلالهم ولؤمهم على أكثر المسلمين بسبب جهل المسلمين وانصرافهم عن بذل المجهود في طلب العلم ؛ فقد غر هؤلاء المضلين أنهم رأوا السواد الأعظم من الأمة جاهلين بدينهم فرأوا أنهم لن يضرهم شيء إذا روجوا لضلالهم ، فإن السواد الأعظم سوف يستسيغون ضلالهم ... ولذلك لاتجد من هؤلاء المضلين من يشجع المسلمين على الاجتهاد في طلب العلم ؛ وذلك لأن انتشار العلم الشرعي بين المسلمين يعني إزاحة هؤلاء المضلين من ساحة الدعوة وفقدانهم مايجنوه من وراء نشر ضلالهم ... لكن لاحظ أن هؤلاء لايجعلون جميع كلامهم باطلا ، ولكنهم يخلطون السم بالعسل حتى يسهل على أكثر المسلمين استساغة سمومهم ، فمثلا تجدهم يشجعون المسلم (المقبل على دينه) على حفظ القرآن ـ وهذا الحفظ عبادة فضلها عظيم ـ ولكنك تلاحظ في نفس الوقت أنهم لايشجعونه على فهم القرآن ، بل على العكس فإنك تجدهم يعرضون عن أي مسلم يلمحون فيه توجهه إلى تعلم العلوم التي تفضي به إلى فهم القرآن ، فلا يدلونه على العلوم الشرعية وماهية العلوم التي يبدأ بها والعلوم التي ينتهي بها ؛ وذلك لأنهم يعلمون أنه لو حفظ جميع المسلمين القرآن عن ظهر قلب ماتغير شيء من واقع الأمة ، لأن الحفظ وحده لن يمكنهم من العمل الصالح ، لأن العمل فرع عن العلم والفهم ، فإذا كان ليس هناك علم فلا يمكن أن يكون هناك عمل ؛ وينتج عن هذا المقصد اللئيم تقليم وتحجيم وامتصاص النزعة الإيمانية عند المسلمين (المقبلين على دينهم) بسجن هذه النزعة وحصر توظيفها في الحفظ فقط دون الفهم ، خوفا من أن يعثر هؤلاء (المقبلين على دينهم) على عالم رباني يعلمهم أو يدلهم على تعلم العلوم المفضية إلى فهم القرآن والسنة ... وإني لأذكر هنا واقعة حدثت لشخص أعرفه جيدا ... هذا الشخص يعمل على جهاز كمبيوتر في إحدى المؤسسات السيادية المهمة ، وهذه المؤسسة تفرض عليه المبيت داخل هذه المؤسسة لمدة أسبوعين يحصل بعدها على إجازة لمدة أسبوع ، ففكر هذا الشخص في أن يقوم بتحميل بعض الدروس والمحاضرات الصوتية العلمية لأحد الدعاة المعروفين على جهاز الكمبيوتر الذي يعمل عليه داخل المؤسسة ، بحيث يتسنى له أن يشغل نفسه في أوقات الراحة بسماع تلك الدروس ... وقبل أن يقوم مباشرة بتحميل هذه الدروس على الجهاز علم رئيسه في هذه المؤسسة بما سيقوم به ، فاستشاط غضبا ونهاه عن ذلك وهدده وأخبره أنه يمكنه فقط تحميل صوتيات القرآن الكريم على الجهاز ، وأنه إذا قام بتحميل دروس أو محاضرات علمية لأي داعية فإن ذلك سيعرضه ورؤساءَه داخل المؤسسة لبأس شديد ... والسؤال هنا أليس أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بيان للقرآن ، وكلام علماء الأمة بيان للأحاديث النبوية ، وبذلك يكون كلام علماء الأمة ـ في مجمله ـ بيانا للقرآن ... والجواب بالطبع هو (بلى) ... فلماذا إذاً يتم الصد عن كلام العلماء الربانيين ، أليس في هذا الصد صد عن القرآن ... والجواب هو أن الصد عن كلام العلماء ليس صدا مطلقا عن القرآن ، وإنما هو صد عن فهْم القرآن ... نعم هنا المشكلة ... فَهْمُ القرآن هو المشكلة التي تفزعهم ... لأن الفهم سيفضي إلى العمل الذي يفضي إلى استعادة الأمة لكرامتها وعزتها وأمجادها الأولى .
لحساب من يعمل هؤلاء المضلون : أعتقد أن أي متأمل أتاه الله مسكة من عقل إذا نظر في صنيع هؤلاء ونتائجه سيتوصل بالضرورة إلى معرفة لمن يعمل هؤلاء المضلون ... إنهم يعملون لحساب الذين يريدون تقليم وتحجيم وامتصاص النزعة الإيمانية عند المسلمين بسجن هذه النزعة وحصر توظيفها في العبادات المحضة فقط كالصلاة والصيام وقراءة القرآن ... إنهم يعملون لحساب الذين يخشون أن تكون شريعة الرحمن منهج حياة ... إنهم يعملون لحساب الذين يخشون استعادة الأمة لكرامتها وعزتها وأمجادها الأولى .
متى يتوقف دعم هؤلاء المضلين : اعلم رحمك الله أن استمرار الداعمين في دعمهم لهؤلاء المضلين مرهون بوجود عنصرين مجتمعين ... العنصر الأول هو وجود مسلمين لديهم نزعة إيمانية تدفعهم إلى التمسك بدينهم ... العنصر الثاني هو تفشي الجهل بين أوساط المسلمين ... فإذا غاب أحد العنصرين المذكورين فلن يجد هؤلاء الداعمون مبررا لاستمرارهم في الدعم .
دعم التيار الصوفي : من الواضح للعيان أنه يتم دعم التيار الصوفي من قِبَل الحاقدين على شريعة الرحمن الذين يفزعون ويطبلون ويزمرون ويزمجرون عندما يرون داعية أو عالما ربانيا قد فتح الله له أذان وقلوب كثير من الناس ، فيرصدوه مطلقين عليه ألسنتهم وأقلامهم ومحرضين من يملك تحجيمه أو إبعاده أو اضطهاده ـ واضطهاد أسرته ـ لعلهم يتمكنون من إسكاته ، مَثَلُهم في ذلك مَثَلُ من قال الله عنهم (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) ... هؤلاء الداعمون للتصوف هم أنفسهم الذين يسخرون ويستهزئون بمظاهر التصوف في وسائلهم الإعلامية المرئية والصوتية والمقروءة ... وهنا سؤال يطرح بالضرورة نفسه ... كيف يدعمون التصوف ، وفي نفس الوقت يسخرون ويستهزئون بمظاهر التصوف !!! ... لاتعجب ، فإنهم بدعمهم التصوف يقلمون ويحجمون ويمتصون النزعة الإيمانية عند المسلمين بسجنها وحصر توظيفها في الجهل والبدع والخرافات مستغلين في ذلك جهلهم بدينهم ، وفي نفس الوقت يلبسون الإسلامَ لباسَ التصوف المهلهل والممزق ثم يقدمون للعالَم إسلامَ التصوف على أنه هو الإسلام الحقيقي ، آملين بذلك أن يستقر في وجدان جموع المسلمين أن الإسلام دين تخلف وجهل وفقر ومرض وسلبية وضعف وخنوع ، ليتمكنوا بعد ذلك من إيهام جموع المسلمين بأن تخلفهم وجهلهم وفقرهم ومرضهم وسلبيتهم وضعفهم وخنوعهم إنما هو بسبب أنهم مازالوا مستمسكين بهذا الدين ـ إسلام التصوف ـ وأن الحل الوحيد أمامهم هو التعلق بذيول الغرب ومتابعتهم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ، وباعا بباع ... هل رأيت ياأخي خبث هؤلاء ومكرهم !!! ... فتراهم يدعمون التصوف ويقدمونه للناس على أنه الإسلام الحقيقي ، وفي نفس الوقت يعرضون مظاهر التصوف في إعلامهم بصورة مزرية ومهلهلة وممزقة ومثيرة للسخرية ... قال تعالى (ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول ، يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين ، قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين ، وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا ، وأسروا الندامة لما رأوا العذاب ، وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا ، هل يجزون إلا ماكانوا يعملون ، وماأرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون ، وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا ومانحن بمعذبين) ... لذلك لاتعجب ياأخي عندما ترى بأم رأسك في وسائل الإعلام سفيرا (لأشد الدول الغربية عداءً للإسلام) وهو يحتفل بين الدراويش بمولد أحد شيوخ الطرق الصوفية في إحدى بلدان المسلمين ، وهو سعيد بوجوده بين الدراويش أشد السعادة وكذلك هم سعداء فرحون بوجوده بينهم (نفَّع واستنفع !) ... أخي المسلم ... إذا سألتك من هي أقوى دولة الآن ؟ ... فهل ستتردد في الإجابة أم ستجيب ببداهة وعفوية ، وتقول بملء فيك إنها أمريكا ... وعندئذ سأطرح عليك سؤالا أخر ... وهو بماذا استقوت أمريكا على العالَم وسادته ؟ هل استقوت وسادت بالجهل والتخلف والسلبية أم بغير ذلك ؟ ... أعتقد أن الإجابة التي يشهد لها الواقع والمنطق هي أنها سادت لما تفوقت في التعليم والبحث العلمي والفلك والطبيعة والرياضيات وعلوم الفضاء والطب والتكافل الاجتماعي ومستوى الخدمات والأمن الداخلي والإعداد العسكري والصناعة والزراعة والتجارة والسياسة والاقتصاد مستخدمة في ذلك أرقى التكنولوجيات ... وهنا أطرح عليك سؤالا أخر ... إذا كانت أمة الإسلام بدأت بشخص واحد هو رسولنا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم ، وفي خلال مائة وسبعة وعشرين عاماً فقط من بعثة نبينا الكريم صلى الله عليه كانت هناك دولة إسلامية تمتد من شواطئ المحيط الأطلسي غرباً إلى حدود الصين شرقاً ومن جبال البرانس وجنوبي فرنسا شمالاً إلى بلاد النوبة وشرقي أفريقيا جنوباً ، وهذه المساحة جغرافيا تشمل غالبية العالَم المعروف حينئذ ، وهي بالطبع تفوق مساحة أمريكا الحالية بكثير جدا ... فإذا كان ذلك كذلك ، فهل من الممكن أن يتصور أي عقل بشري أن السيادة الإسلامية لكل هذه البقعة من الأرض سببها دِين يُغْرق المتمسكين به في التخلف والجهل والفقر والمرض والسلبية والضعف والخنوع ؟!!! ... أترك لك الإجابة ... لكن لاتغفل ـ وأنت تقرر إجابتَك ـ عما تواتر نقله على امتداد العصور من مقالات المنصفين من غير المسلمين من علماء الغرب عن فضل الحضارة الإسلامية على الغرب ، والتي منها ماقاله الطبيب والمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب الذي ألَّفه عام 1884م حيث يقول "وكلما أمْعنَّا في دراسة حضارة العرب والمسلمين وكتبهم العلمية واختراعاتهم وفنونهم ظهرت لنا حقائق جديدة وآفاق واسعة ، ولسرعان مارأيتَهم أصحابَ الفضل في معرفة القرون الوسطى لعلوم الأقدمين ، وإن جامعات الغرب لم تعرف لها مدة خمسة قرون موردا علميًّا سوى مؤلفاتهم ، وإنهم هم الذين مدَّنُوا أوروبا مادة وعقلاً وأخلاقا ، وإن التاريخ لم يعرف أمة أنتجت ماأنتجوه في وقت قصير ، وأنه لم يَفُقْهم قومٌ في الإبداع الفني" ثم يقول "ولم يقتصر فضل العرب والمسلمين في ميدان الحضارة على أنفسهم ، فقد كان لهم الأثر البالغ في الشرق والغرب ، فهُما مدينان لهم في تمدُّنِهم ، وإن هذا التأثير خاص بهم وحدهم ، فهم الذين هذُّبوا بتأثيرهم الخُلُقي البرابرة ، وفتحوا لأوروبا ماكانت تجهله من عالَم المعارف العلمية والأدبية والفلسفية ، فكانوا مُمدِّنين لنا وأئمة لنا ستة قرون ، فقد ظلّت ترجمات كتب العرب ولاسيما الكتب العلمية مصدرا وحيدا للتدريس في جامعات أوروبا خمسة أو ستة قرون" .
كلمة للدعاة : أخي الداعي إلى الله احرص دائما على توجيه الناس إلى طلب العلم ، ولاتكتفي بمجرد دعوتهم إلى أخلاقيات الإسلام وتلقينهم الأحكام الشرعية ، لأن هؤلاء الذين توجه إليهم دعوتك لاتستطيع احتكارهم لنفسك ، فهم لامحالة سيستمعون لغيرك ، وربما كان غيرك هذا من أهل البدع والضلال فيدعمه جميع القائمين على الوسائل الإعلامية فيصل إلى ملايين الناس في قعر بيوتهم ، وربما كان هذا الغير قد رزقه الله حسن طلعة وطلاوة حديث فيغتر الناس بكلامه ويضربون بدعوتك عرض الحائط ، فإن زعمت أنك في تعليمك إياهم الحكم الشرعي ترفق كل حكم بأدلته من الكتاب والسنة الصحيحة والإجماع والقياس الصحيح المنضبط ، فإني أقول لك إن أهل الضلال أيضا يدعمون مايقولونه بأدلة الكتاب والسنة والقياس ، وإن كان استدلالهم بالكتاب والسنة على طريقة (ولاتقربوا الصلاة) فيستدلون بنص عام في مسألة ورد بشأنها نص خاص ، أو يقيسون على نص خاص فيعمموا حكمه على مسائل تندرج تحت نص عام أخر ، وذلك إضافة إلى استدلالهم بأحاديث ضعيفة وموضوعة واستخدامهم الأقيسة الفاسدة مستغلين في ذلك جهل الأمة بدينها وطامعين في ذلك إلى عرض دنيوي زائل من منصب أو راتب أو قربى من الحاقدين على شريعة الإسلام ... فإذا كان الأمر كذلك فأعتقد أنه لاسبيل لك أخي الداعية إلا توجيه الناس وحثهم إلى تعلم العلوم المفضية إلى فهم الكتاب والسنة .
كلمة لدعاة التيارات الإسلامية : أخي العزيز ... لماذا تحزبت ودعوت لهذا التيار الذي أنت عليه ... هل قرأت قوله تعالى (كل حزب بما لديهم فرحون) ... هل قرأت قوله صلى الله عليه وسلم (وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة) ... هل ترى أن هذا التحزب سيوحد راية الأمة ويجلب لها التمكين ويعيد لها كرامتها وعزتها وأمجادها التي جنتها في القرون الخيرية الأولى ... هل سألت نفسك لماذا تحزبت لهذا التيار دون غيره من التيارات الأخرى ... هل تحزبك هذا كان بسبب تحزب صديق أو شيخ ـ تثق فيه ـ لهذا التيار ... أم كان تحزبك بعد تعلمك العلوم الشرعية التي تمكن من معرفة الغث من الثمين ومن ثم كان تحزبك مبنيا على علم لاجهل وهوى نفس ... فإن لم يكن تحزبك مبنيا على علم فلماذا إذاً الثقة في هذا التيار وذاك التحزب ... أخي أنا لاأقول إنك على خطأ ولكني أدعوك إلى تعلم العلوم التي تؤهلك إلى معرفة ماإذا كان تحزبك هذا صحيحا أم فاسدا .
أخي المسلم : اعلم... وتأكد أن كل من حثك وطلب منك تعلم العلوم الشرعية فهو شخص يريد بك الخير ... لماذا ؟ ... لأنه لايريد أن تكون تابعا له أو لغيره بل يريد تحرير عقلك من التقليد الأعمى ومايتبع ذلك من تعصب وجدال عقيم واتباع للهوى ... يريد أن تميز الحق من الباطل ... واعلم يقينا أنه لايمكن أن يكون هناك (عمل صحيح أو قول صحيح) لايسبقه علم صحيح ؛ لذا فلاتبخل على نفسك بتعلم العلم الشرعي .
هل للعلم الشرعي أثر في توحيد راية الأمة : أنقل لك هنا مقتطفات من مقالة طويلة للشيخ سليم بن عيد الهلالي بعنوان (كيف نفهم أحاديث افتراق هذه الأمة ؟) وهي مقالة منشورة على شبكة المنهاج الإسلامية : (1) قال الشيخ : لايجوز إخفاء الخلاف أو كتمانه أو التستر عليه أو تجاهله ؛ لأن الحقيقة لابد أن تظهر مهما عمل على تأجيلها ، ولأن معرفة مواطن الزلل من حق كل مسلم ، ليكون على بينة من أمره ـ فلا تكرر المشكلة نفسها ، ولا تقع المعضلة ذاتها ـ ولأن إخفاء الخلاف والظهور بمظهر الوحدة والائتلاف من سنن اليهود والنصارى، حيث وصفهم خالقهم (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لايعقلون) ولذلك فإن إخفاء الخلاف والتستر عليه دعوة للسير على سنن المغضوب عليهم الذين أمرنا ربنا في كتابه بمخالفتهم ، وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته من التشبه بهم واتباع آثارهم . (2) قال الشيخ : فإن الله ـ تبارك وتعالى ـ أمرنا بالقضاء على الاختلاف والتفرق بالأسباب الشرعية ؛ لأنه لايجوز للأمة أن تجتمع على غير قلوب صافية ، لايجوز للأمة أن تظهر الاجتماع وهي متدابرة ، فتقع فيما وقع فيه بنو إسرائيل ... إذاً أهل العلم تجتمع قلوبهم ، وتجتمع أبدانهم ، وأما أهل الشر فتجتمع أبدانهم ، وتتفرق قلوبهم وعقولهم وفهومهم ؛ لأنهم يجتمعون على مصلحة دنيوية ، فإذا انتهت المصلحة انفضوا عن دينهم وتركوه للأهواء ... تجد دولة اليهود أجسادهم تجتمع في الانتخابات ، وتجتمع في كل مكان ، لكن إذا اختلفت المصالح ينشق الحزب الواحد على نفسه فيشكل أحزاباً جديدة ... وهكذا . (3) قال الشيخ : ديننا لايقر اجتماع المصالح ، ديننا يريد اجتماع القلوب ، واجتماع العقيدة ، واجتماع الفهوم ، واجتماع المقاصد نحو الله (تبارك وتعالى) ، ومع ذلك أمرنا الله بالقضاء على الخلاف ، فقال سبحانه وتعالى (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ، وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَاجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ، وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ، تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ ، وَللَّهِ مَافِي السَّمَاوَاتِ وَمَافِي الأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ ، كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) آل عمران 103:110 ، ثم يقول تعالى (ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) الأنفال 46 ، والآيات في ذم الخلاف، والأمر بوحدة المسلمين كثيرة ، يكفينا أن نتأمل قول الله تبارك وتعالى (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) المؤمنون 52 ، وقوله (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) الأنبياء 92 . قال العلماء "(أمة) نصبت على الحالية" أي (حال الأمة) في جميع مراحلها وتكوينها أمة واحدة ، لاتقبل القسمة ؛ لأنها تعبد رباًّ واحداً ، وتقرأ كتاباً واحداً ، وتتجه إلى قبلة واحدة ، وتتبع نبيًّا واحداً ، فكيف تقبل هذه الأمة القسمة ، إذا وقع الانقسام في هذه الأمة فهو دليل خلل في اتباعهم لمنهجهم ، عندئذ يجب أن يراجعوا أنفسهم ، وأن يحاسبوا أعمالهم ، (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا) ، هذه الآية بيَّنت لنا منهج الوحدة ، وذمت خلافه ، (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) إذا اعتصمنا بحبل الله هل نتفرق ؟! هل تمسكنا بحبل الله يفرقنا أم يجمعنا ؟! ... ثم (ولاتفرقوا) أي أنكم إذا تفرقتم فهذا دليل على عدم الاعتصام بحبل الله تبارك وتعالى ... وهذا الحديث هو بمعنى هذه الآية ، حيث يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستفترق ، ثم يبيّن لنا المنهج الذي يجب أن تعتصم به الأمة ، فإذا اعتصمت أمة بالمنهج توحدت ، وإذا افترقت في المنهج اختلفت . (4) قال الشيخ : لذلك ياأخي لاتقضي وقتك إلا في تدبر كتاب الله ، والتفقه في سنة رسول الله ، وكتب العلم الشرعي . (5) قال الشيخ : والآن كثيرون ينادون بالاعتصام والوحدة ، وهم ينقسمون إلى قسمين ... دعاة يدعون الأمة للتوحد بجميع أطيافها ، واختلاف ألوانها ، وتبقى كما هي ، المهم أن تكون أمة واحدة على اختلافها ... وأخرون يدعون هذه الأمة إلى الوحدة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح ... القسم الأول لايمكن أن تنجح دعوتهم في توحيد الأمة ؛ لأنه دعوة فاشلة ؛ لأنه أصل دعوة التقريب بين المذاهب (إقرار كل مذهب على ماهو عليه) وهذا يعني أن الإسلام متناقض ؛ لأنه يوجد في المذاهب ماليس من الإسلام ... وإليكم مثلاً ... المذهب الحنفي لايحرم من الخمر إلا ماكان من العنب ، ولايحرم من الخمر إلا الشربة الأخيرة ، وجمهور العلماء يقولون الخمر ماخامر العقل ، وما أسكر كثيره فقليله حرام ... إذا أردنا أن نجمع هذا المذهب ومذهب الجمهور فهذا يعني أنهما صحيحان ، فهل حكم الله في الأمر مختلف ؟! فيه الحق ونقيضه ؟! ... لاشك أن حكم الله واحد ، وأن الحق واحد لايتعدد (وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) ... هؤلاء يريدون أن يجمعوا المذهبين أو المذاهب ... يقول كل واحد منهم لغيره إن مذهبك صحيح ، وغيرك ـ أيضًا ـ مذهبه صحيح !! ... والقرآن الكريم يقرر لنا جميعاً أن الحق واحد لا يتعدد ... إذاً لابد أن يكون صواب وخطأ ، فكيف نجمع الخطأ مع الصواب ، إن هذا لشيء عجاب ! ... الناظر في أصحاب المذاهب ، وأرباب الأحزاب يرى أن كل مذهب وكل حزب يعد نفسه هو الأصل (كل حزب بما لديهم فرحون) كل حزب يقول (أنا عندي اكتفاء ذاتي) . انتهى ماأردت نقله من كلام الشيخ .

مكتبة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - الإصدار الأول

مكتبة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي



صيغة ملف تنفيذي (Exe)
الحجم: 4 ميجا - (38798 مرة)

صيغة ملف مساعدة (Chm)
الحجم: 6 ميجا - (5752 مرة)

صيغة الموسوعة الشاملة (bok)
الحجم: 4 ميجا - (7292 مرة)

مكتبة الشيخ صالح الفوزان - الإصدار الثاني

مكتبة الشيخ صالح الفوزان


مكتبة الشيخ عبد المحسن العباد - الإصدار الثالث

مكتبة الشيخ عبد المحسن العباد


تحميل البرنامج (40369 مرة)

قبل ان تنشر شيئا عن النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ هذه أولا

قبل أن تنشر عن نبيك شيئاً .. اقرأ هذه
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ )) . رواه البخاري
وعن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - قال: قلت لأبي: «ما لي لا أسمعُكَ تحدِّثُ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما يُحدِّث فلان وفلان ؟ قال: أمَا إِنّى لم أُفَارِقهُ منذُ أسلمتُ، ولكني سمعتُهُ يقول: مَنّ كذبَ عليَّ مُتَعَمِّدا فليتبوأ مقعده من النار». رواه البخاري
وقال أنس بن مالك - رضي الله عنه - : «إني ليَمْنَعُني أن أحدِّثكم حديثا كثيرا : أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال : مَنّ تعمَّد عليَّ كذبِا فليتبوأ مقعده من النار» أخرجه مسلم.
أي: أخشى أن يجرني كثرة الحديث إلى الكذب
وقال مجاهد - رحمه الله - : «جاء بشير العدويّ إلى ابن عباس -رضي الله عنه- فجعل يحدِّث ويقول: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعل ابن عباس لا يأذَن لحديثه، ولا ينظر إليه، فقال بُشير: يا ابن عباس ما لي لا أراك تسمعُ لحديثي، أُحدِّثكَ عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا تسمع ؟ فقال ابن عباس: إنّا كنا مرَّة إذا سمعنا رجلا يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ابتدرتْه أبصَارُنا، وأصغينا إليه بأسماعنا، فلما ركب الناسُ الصَّعْبَةَ والذَّلول لم نأخذ من الناس إلا ما نَعْرِفُ». وفي رواية : «فأمَّا إذْ ركبتم كلَّ صعبة وذَلُولِ، فهيهات» أخرجه مسلم.
والمراد بالصعبة والذلول: ترك المبالاة بالأمور والاحتراز في القول والفعل.
وهذا في عصر الصحابة فما بالك بهذه العصور المتأخرة.
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لا تكّذِبُوا عَلَيَّ، فإنَّهُ مَن كَذَبَ عليَّ يلج النَّارَ». أخرجه البخاري ومسلم
وفي رواية: «مَنْ تَقَوَّلَ عليَّ ما لم أقُلْ، فليتبؤأ مقْعدَه من النَّار» رواه البخاري
تقول، تقولت على فلان: إذا قلت عنه ما لم يقله.
شبهة: قد يقول قائل: إني عندما نشرت هذه الأحاديث الضعيفة لم أكن متعمداً، فلا يلحقني إثم.
ويرد على هذه الشبهة محدث العصر الألباني فيقول في مقدمة السلسلة الضعيفة:
(( فإنهم - أي ناشري الأحاديث الضعيفة - وإن لم يتعمدوا الكذب مباشرة، فقد ارتكبوه تبعاً؛ لنقلهم الأحاديث التي يقفون عليها جميعها، وهم يعلمون أن فيها ما هو ضعيف وما هو مكذوب قطعاً، وقد أشار إلى هذا المعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كَفى بالمرء كَذِباً أنْ يُحَدِّثَ بكل ما سمعَ ".
وقال في مقدمة تمام المنة:
"فله حظ من إثم الكاذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قد أشار صلى الله عليه وسلم أن من حدث بكل ما سمعه - ومثله من كتبه - أنه واقع في الكذب عليه صلى الله عليه وسلم لا محالة، فكان بسبب ذلك أحد الكاذِبَيْن: الأول: الذي افتراه. والآخر: هذا الذي نشره !.
قال ابن حبان أيضا (1/9) : " في هذا الخبر زجر للمرء أن يحدث بكل ما سمع حتى يعلم علم اليقين صحته".
وقد صرح النووي بأن من لا يعرف ضعف الحديث لا يحل له أن يهجم على الاحتجاج به من غير بحث عليه بالتفتيش عنه إن كان عارفا ، أو بسؤال أهل العلم إن لم يكن عارفا ". انتهى النقل عن الألباني.
وقال الحافظ الدار قطني في مقدمة كتاب "الضعفاء والمتروكين" :
"توعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالنار من كذب عليه بعد أمره بالتبليغ عنه، ففي ذلك دليل على أنه إنما أمرَ أن يُبلَّغ عنه الصحيح دون السقيم، والحق دون الباطل، لا أن يُبلَّغ عنه جميع ما رُوي، لأنه قال -صلى الله عليه وسلم- : « كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ » أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.
فمن حدث بجميع ما سمع من الأخبار المروية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يميز صحيحها وسقيمها، وحقها من باطلها؛ باء بالإثم، وخيف عليه أن يدخل في جملة الكاذبين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بحكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه منهم في قوله: « مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَديثٍ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبينَ » فظاهر هذا الخبر دال على أن كل من روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديثاً وهو شاك فيه أصحيح أو غير صحيح يكون كأحد الكاذبين لأنه -صلى الله عليه وسلم- قال:" مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَديثٍ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ .. » ولم يقل: يستيقن أنه كذب" . اهـ
قال الحافظ زين الدين العراقي في كتابه المسمى "الباعث على الخلاص من حوادث القصاص" :
"وإن اتفق -أي القاص الذين لا علم له في الحديث- أنه نقل حديثاً صحيحاً كان آثماً في ذلك لأنه ينقل ما لا علم له به، وإن صادف الواقع كان آثماً بإقدامه على ما لا يعلم". ا.هـ
وقال الإمام النووي في شرح مسلم (1/70)
"أنه لا فرق في تحريم الكذب عليه صلى الله عليه وسلم بين ما كان في الأحكام وما لا حكم فيه كالترغيب والترهيب والمواعظ وغير ذلك فكله حرام من أكبر الكبائر، وأقبح القبائح بإجماع المسلمين الذين يعتد بهم في الإجماع".
وقال العلامة أحمد شاكر في "الباعث الحثيت" ص 101:
"وأما ما قاله أحمد بن حنيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن المبارك: "إذا روينا في الحلال والحرام شددنا، وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا"، فإنما يريدون به - فيما أرجح، والله أعلم - أن التساهل إنما هو في الأخذ بالحديث الحسن الذي لم يصل إلى درجة الصحة، فإن الإصطلاح في التفرقة بين الصحيح والحسن، لم يكن في عصرهم مستقراً واضحاً، بل كان أكثر المتقدمين لا يصف الحديث إلا بالصحة أو بالضعف فقط".
وعقب الألباني فقال: "وعندي وجه آخر في ذلك: وهو أن يحمل تساهلهم المذكور على روايتهم إياها مقرونة بأسانيدها – كما هي عادتهم – هذه الأسانيد التي بها يمكن معرفة ضعف أحاديثها، فيكون ذكر السند مغنياً عن التصريح بالضعف، وأما أن يرووها بدون أسانيدها، كما هي طريقة الخلف، ودون بيان ضعفها، كما هو صنيع جمهورهم، فهم أجلّ وأتقى لله عز وجل من أن يفعلوا ذلك، والله أعلم". اهـ من "صحيح الجامع" ص 52
وقال الحافظ السخاوي في القول البديع ص 195:
سمعت شيخنا مراراً يقول: (يعني الحافظ ابن حجر العسقلاني) – وكتبه لي بخطه - إن شرائط العمل بالضعيف ثلاثة:
الأول: متفق عليه، أن يكون الضعف غير شديد فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه .
الثاني: أن يكون مندرجاً تحت أصل عام ، فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصل أصلاً .
الثالث: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته لئلا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله. قال: الأخيران عن ابن عبد السلام وعن صاحبه ابن دقيق العيد والأول نقل العلائي الاتفاق عليه ا.هـ
وهذه الشروط تدل على وجوب معرفة حال الحديث وأن له أصل صحيح وهو مما يصعب الوقوف عليه من جماهير الناس.
قال الألباني: "قال الحافظ ابن رجب في شرح الترمذي ق112/2
"وظاهر ما ذكره مسلم في مقدمة كتابه (يعني "الصحيح") يقتضي أنه لا تروى أحاديث الترغيب والترهيب إلا عمن تروى عنه الأحكام"
قلت: -أي الألباني- وهذا الذي أدين الله به، وأدعو الناس إليه، أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقا لا في الفضائل والمستحبات ولا غيرهما.
ذلك لأن الحديث الضعيف، إنما يفيد الظن المرجوح بلا خلاف أعرفه بين العلماء، وإذا كان كذلك فكيف يقال بجواز العمل به، والله عز وجل قد ذمه في غير ما آية من كتابه فقال تعالى: {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} وقال تعالى: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ» أخرجه البخاري ومسلم".اهـ من "صحيح الجامع" ص 50
قال ابن تيمية: «المنقولات فيها كثير من الصدق وكثير من الكذب، والمرجع في التمييز بين هذا وهذا إلى أهل علم الحديث، كما نرجع إلى النحاة في الفرق بين نحو العرب ونحو غير العرب، ونرجع إلى علماء اللغة فيما هو من اللغة وما ليس من اللغة، وكذلك علماء الشعر والطب وغير ذلك، فلكل علم رجالٌ يعرفون به، والعلماء بالحديث أجلّ هؤلاء قدراً، وأعظمهم صدقاً، وأعلاهم منزلة، وأكثرهم ديناً، وهم من أعظم الناس صدقاً و أمانة وعلماً وخبرة فيما يذكرونه من الجرح والتعديل، مثل: مالك وشعبة وسفيان... » منهاج السنة النبوية (7/35).
وهذه أربع طرق للبحث عن صحة الحديث:
1- سؤال أهل العلم بهذا الفن، فإن لم تجد فاستعن بطالب علم.
2- البحث في كتب الحديث مثل كتب محدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ومن أهمها:
أ – صحيح وضعيف الجامع الصغير وزيادته
ب – سلسلة الأحاديث الصحيحة وسلسلة الأحاديث الضعيفة
ج – إرواء الغليل
ومن قبل الألباني مؤلفات كثيرة ومن أهمها:
أ – نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية للزيلعي
ب - التلخيص الحبير للحافظ ابن حجر العسقلاني
ج – البدر المنير لابن الملقن
د – المغني في حمل الأسفار للعراقي
3- البحث عن طريق برامج الحاسب الآلي ومن أهمها:
أ – برنامج مكتبة الألباني الإصدار الثاني ( 52 ميقا ) 70 كتاب
ب – برنامج منظومة التحقيقات الحديثية ( 23 ميقا )
يحتوي على أهم كتب الألباني، كما يحتوي – أيضاً - على المغني عن حمل الأسفار للعراقي، ومجمع الزوائد، وروضة المحدثين.
4- البحث مباشرة في الإنترنت ومن أهم المواقع:
أ – الموسوعة الحديثية من موقع الدرر السنية
ب- صفحة البحث في كتب الألباني من موقع الشبكة الإسلامية
ج – موقع الموسوعة الشاملة
اختر من مجال البحث: كتب الألباني أو كتب التخريج.
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More