بين الحين والآخر نحتاج إلى محاسبة أنفسنا
بين الحين والآخر نحتاج إلى محاسبة أنفسنا وتقييم أحوالنا الإيمانية في الطريق إلى الله تعالى
ولكن تبقى الخطوة الأهم والأخطر بعد المحاسبة ، فقد تعرفي الداء الذي تعانين منه وتعلمين ما هو دواؤك
ولكن دائمًا ما يكون هنــاك حاجز بينك وبين التطبيق الصحيح ، وهذا يدل على وجود مشكلة أعمق داخل قلبك
تجعلك تتعثرين في الطريق وتقعي في الفتور كل مرة ، فعلينا أن نسعى بجد لعلاج هذا الجفاف الروحي
الذي يؤدي إلى مشكلة ضعف الإيمان المستشرية بين المسلمين في هذا الزمان ..
قواعد البداية لتجديــد الإيمان
وقبل معرفة خطوات العلاج ، هناك عدة قواعد هامة عليكِ بمعرفتها :
القاعدة الأولى : الإيمان يبلى ، فلابد للجميع من تجديده
فلابد أن تتيقني أن إيمان جميع الناس يبلى ، سواء كان ولي تقي أو فاجر شقي
يقول تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً} [ النساء : 136 ]
فالله عزَّ وجلَّ يأمر المؤمنين الذين آمنوا تصديقًا بقلوبهم
أن يتبعوا هذا التصديق بعمل وتطبيق واقعي ؛ حتى يُبرهنوا على صدق إيمانهم
كما إنه يأمرهم بأن يستمروا على هذا الإيمان عن طريق تجديده في كل وقت حتى يُختم لهم به
وكما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم "
[ رواه الطبراني وصححه الألباني ، صحيح الجامع (1590) ]
لذا فإن التوبة هي وظيفة العمر
كما في قوله تبارك وتعالى : { .. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ النور : 31 ]
وهذا أمر للجميع بالتوبة ومن جرائها تجديد الإيمان فالمذنب يتوب بالعودة إلى الطاعة
والمُطيع يتوب حتى لا يُعجَب بعمله ويعلم طوال الوقت إن ما هو فيه من طاعة إنما هو من توفيق الله عزَّ وجلَّ له
القاعدة الثانية : الإيمان هو مصدر الطاقة والحارس والحامي لصاحبه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم
فقال له رجل : إنك تواصل يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟
قال : " وأيكم مثلي ؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني " [ متفق عليه ]
ويُعلِق الحافظ بن حجر على هذا الحديث ، قائلاً :
" وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " يُطْعِمنِي وَيَسْقِينِي "
أَيْ : يَشْغَلُنِي بِالتَّفَكُّرِ فِي عَظَمَته وَالتَّمَلِّي بِمُشَاهَدَتِهِ وَالتَّغَذِّي بِمَعَارِفِهِ وَقُرَّة الْعَيْن بِمَحَبَّتِهِ
وَالِاسْتِغْرَاق فِي مُنَاجَاته وَالْإِقْبَال عَلَيْهِ عَنْ الطَّعَام وَالشَّرَاب " [ فتح الباري (6:232) ]
فكأن حلاوة الإيمان التي في القلب قد أمدته بالقوة التي أغنته عن الاحتياج للأكل والشرب فإذا ملأ الإيمان قلبك
سيمدك بالقوة التي تواجهي بها الفتن من حولك ، وسيحرسك إيمانك ويحميكي من الوقوع في الإهمال والتقصير .
القاعدة الثالثة : الإيمان يزيد وينقص ، وكلما زاد زادت قوتك وكلما نقص نقصت قوت
فإيمانك يزداد بالطاعة والإقبال على الله عزَّ وجلَّ وينقُص بالمعصية ، لكنه لا يظل ثابتًا أبدًا
والطاعة لا تقتصر على الطاعات الظاهرة؛ كالصلاة والصيام وتلاوة القرآن وإنما هناك طاعة باطنة
وهي أعمال القلوب التي قلما يهتم بها أحد في عصرنا المادي الذي يحسب كل شيء بالعقل والحسابات الرياضية
وهناك علاقة وثيقة بين الطاعات الظاهرة والباطنة
يقول ابن القيم - [ الفوائد ( 222 : 1) ] - :
" العبد دائمًا مُتقلب بين أحكام الأوامر وأحكام النوازل
فهو محتاج بل مضطر إلى العون عند الأوامر وإلى اللطف عند النوازل
وعلى قدر قيامه بالأوامر يحصل له من اللطف عند النوازل
فإن كَمُلَ القيام بالأوامر ظاهرًا وباطنًا ناله اللطف ظاهرًا وباطنًا
وإن قام بصورها دون حقائقها وبواطنها ناله اللطف في الظاهر وقل نصيبه من اللطف في الباطن "
فإمتثالك لأوامر الله عزَّ وجلَّ وتأديتك لعبادات الجوارح الظاهرة يعود عليك بثمرة في الباطن
مما يجعل لكِ حال مع الله سبحانه وتعالى، فتزدادي إقبالاً عليه وتستشعري الأنس به سبحانه وتعالى
فعندما يحل بكِ البلاء ، يُرسل الله عزَّ وجلَّ لكِ اللطف الباطني فتجدي سكينة وطمأنينة ورضا في قلبك
وهذه ثمرة معاملتك لله تعالى في الباطن .
إنما لو أكتفيتي بتأدية صور الأعمال فقط ، قل اللطف الباطني الذي يحل بكِ عند البلاء.
القاعدة الرابعة : الإيمان قول وعمل ، قول باللسان وقول بالقلب ، وعمل بالجوارح وعمل بالقلب
فقد تنطقين الشهادة بلسانك ، ولكن التصديق واليقين بها في قلبك قد يشوبه شائبة
فلو كان الله تعالى هو الكبير المُتعال في قلبك بحق ، لما تهاونتي في حقه ولما جعلتيه أهون الناظرين إليك !
ونحن في الغالب ننشغل بطاعات الجوارح ونهتز لمعاصيها وننسى طاعات القلوب ولا نلقي بالاً لمعاصيها
بينما معاصي القلوب من كِبر وعُجب وشُح وحب المال والجاه والدنيا والحسد والغضاء وغيرها
هي المُهلكات الحقيقية .
ولقد نهى الله تعالى عن الوقوع في المعاصي الظاهرة منها والباطنة
فقال تعالى : { وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ } [ الأنعام : 120 ]
وتوَّعد من يقع فيها بعقوبة من جنس عمله
فلو أن بداخل قلبك كبر ، سيذِلِك الله تعالى
ولو إنك مُعجبة بعملك ، ستقعي في الانتكاس والفتور ولن تتمكني من مواصلة هذا العمل الذي أُعجبتي به
فكل تلك المعاصي الباطنة ، ستمزق فيكِ وستدركي خطرها ،،
خطر معاصي القلوب
إن المعاصي الباطنة أخطر من المعاصي الظاهرة لأنها تتعلق بالقلب فعليكِ أن تدركي ذلك جيدًا
وتسعي جاهدة لإصلاح باطنك ، وإليكِ الدلائل على مدى خطورة معاصي القلوب :
أولاً : فساد القلب يترتب عليه فساد سائر الجسد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " .. ألا وإن في الجسد مضغة
إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب " [ متفق عليه ]
فلو أطعتي الرحمن بقلبك، ستوفقي لطاعات في الظاهر
أما لو عصيتيه بقلبك ، فسيترتب على ذلك أن تتعثري في الطريق وتعاني من التشتت والتردد
فمعصية قلبك هي سبب عدم استقامتك على الطريق
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " [ رواه مسلم ]
ثانيًا : الذنوب الظــاهرة سببها الذنوب البــــاطنة
فأي معصية ظاهرة تقعي فيها ، سببها آفة مُترسخة داخل القلب
فالحسد هو الذي أوقع اليهود في الكفر بملة محمد صلى الله عليه وسلم ..
يقول تعالى : { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا
حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ .. } [ البقرة : 109 ]
والكبر جعل فرعون وملأه يكفرون بدعوة موسى عليه السلام
يقول الله عزَّ وجلَّ :
{ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ } [ النمل : 14 ]
وحتى ذنوب الشهوات كإطلاق البصر ، سببها القلب
يقول تعالى :
{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } [ النور : 30 ]
فالخبير: هو المطلع على سرائر الأمور وخفاياها سبحانه وتعالى
مما يدل على إن إطلاق البصر أصله آفة باطنة في القلب وحينما زاغ القلب زاغت العين
فطالما القلب من داخله خراب ، سيجر صاحبه إلى جميع أنواع المعاصي !
ثالثًا : التوبة من المعاصي الباطنة أصعب بكثير من التوبة من المعاصي الظاهرة ..
فالمعاصي الظاهرة التي سببها ضعف الإنسان وغفلته تكون واضحة أمام الجميع ومن السهل عليه أن يتوب منها
أما المعاصي الباطنة فلا تظهر لأحد وإن ظهرت لا يُلقي لها بالاً ويصعب عليه التوبة منها إلا من رحم الله
فآدم عليه السلام كانت معصيته ظاهرة ، أن أكل من الشجرة ، فكانت التوبة عليه يسيرة
{ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [ الأعراف : 23 ]
أما إبليس فكانت معصيته في القلب ، فاستمر في غلوه وتمرده
{ .. إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } [ البقرة : 34 ]
فمن تاب الله عليه من معاصي الباطن
وفِقَ إلى التوبة النصوح وأجتمعت له التوبة من المعاصي الظاهرة والباطنة ،،
رابعًا : معاصي القلوب وآفات النفوس أشد تحريمًا من الكبائر الظاهرة
يقول ابن القيم :
" والمعصية نوعان : كبـــــائر وصغــائر
فالكبائر : كالرياء والعجب والكبر والفخر والخيلاء والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله
والأمن من مكر الله والفرح والسرور بأذى المسلمين والشماتة بمصيبتهم ومحبة أن تشيع الفاحشة فيهم
وحسدهم على ما آتاهم الله من فضله وتمنى زوال ذلك عنهم وتوابع هذه الأمور التي هي أشد تحريمًا من الزنا
وشرب الخمر وغيرهما من الكبائر الظاهرة ، ولا صلاح للقلب ولا للجسد إلا باجتنابها والتوبة منها
وإلا فهو قلب فاسد وإذا فسد القلب فسد البدن " [ مدراج السالكين ( 11 : 8 ) ]
فاعلمي أن البداية من قلبك
لو طهرتيه من آفاته ، سُيعينك الله عزَّ وجلَّ على التخلُص من بقية المعاصي
كفى خداعاً ، أيها الباكون على المرأة
كفى خداعاً ، أيها الباكون على المرأة
إن أعظم العلل وأشدها خطرًا على جسد الأمة هي تلك الأمراض الاجتماعية التي تفتك
بالمجتمعات وتسقط الدول كما أن أسرع التغيرات وأجلها نفاذًا إلى نخاع الأمة تلك التغيرات الاجتماعية ، خاصة
في مجال المرأة
ولأجل ذلك كانت قضية المرأة قضية خطيرة وما زال أعداء الأمة يستغلونها
ولأجل ذلك كانت قضية المرأة قضية خطيرة وما زال أعداء الأمة يستغلونها
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ؛
فإن أعظم العلل وأشدها خطرًا على جسد الأمة هي تلك الأمراض الاجتماعية التي تفتك
بالمجتمعات وتسقط الدول
كما أن أسرع التغيرات وأجلها نفاذًا إلى نخاع الأمة تلك التغيرات الاجتماعية ، خاصة
كما أن أسرع التغيرات وأجلها نفاذًا إلى نخاع الأمة تلك التغيرات الاجتماعية ، خاصة
في مجال المرأة
وقد قال أحد أقطاب الاستعمار :- " كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية ما لا
وقد قال أحد أقطاب الاستعمار :- " كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية ما لا
يفعله ألف مدفع "فهذا المعز الفاطمي ما يزال يرنو إلى فتح مصر متهيبًا غزوها حتى بلغه استهتار نساء
الإخشيد في " مصر"
فتحرك لغزوها وقال : " اليوم فتحت مصر ، اليوم لا يردنا عنها شيء "
ولأجل ذلك كانت قضية المرأة قضية خطيرة وما زال أعداء الأمة يستغلونها
منذ قال " جلاد ستون " رئيس وزراء " بريطانيا " في عصره : " لا يمكن أن تتقدم
فتحرك لغزوها وقال : " اليوم فتحت مصر ، اليوم لا يردنا عنها شيء "
ولأجل ذلك كانت قضية المرأة قضية خطيرة وما زال أعداء الأمة يستغلونها
منذ قال " جلاد ستون " رئيس وزراء " بريطانيا " في عصره : " لا يمكن أن تتقدم
بلاد الشرق إلا بأمرين :
الأول : أن يُرفع الحجاب عن المرأة المسلمة
الثاني : أن يُغَطى بالحجاب القرآن الكريم "
وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال :
( إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا
الأول : أن يُرفع الحجاب عن المرأة المسلمة
الثاني : أن يُغَطى بالحجاب القرآن الكريم "
وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال :
( إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا
النِّسَاءَ
فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ) ( رواه مسلم )
إنما النساء شقائق الرجال :
وليس معنى ذلك أن المرأة رجس ونجس كما هي عند اليهود والنصارى وغيرهم
فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ) ( رواه الترمذي ،
فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ) ( رواه مسلم )
إنما النساء شقائق الرجال :
وليس معنى ذلك أن المرأة رجس ونجس كما هي عند اليهود والنصارى وغيرهم
فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ) ( رواه الترمذي ،
وصححه الألباني )
شقائق في الأصل والخلقة ، شقائق في أصل التكليف ، شقائق في جزاء الآخرة .
أما دعاة المساواة الذين باعوا عرض المرأة وكرامتها وعفتها وأنوثتها
وأخرجوها من بيتها موضع كرامتها لكنس الشوارع وحمل الأمتعة وقيادة سيارات
شقائق في الأصل والخلقة ، شقائق في أصل التكليف ، شقائق في جزاء الآخرة .
أما دعاة المساواة الذين باعوا عرض المرأة وكرامتها وعفتها وأنوثتها
وأخرجوها من بيتها موضع كرامتها لكنس الشوارع وحمل الأمتعة وقيادة سيارات
الأجرة
وغير ذلك من الأعمال الحقيرة الممتهنة بحجة أن المرأة نصف المجتمع فكذبوا
فإن المرأة هي المجتمع كله والأمة بأسرها ؛ لأنها تلد لنا النصف الآخر ، فهي أم الرجل
وغير ذلك من الأعمال الحقيرة الممتهنة بحجة أن المرأة نصف المجتمع فكذبوا
فإن المرأة هي المجتمع كله والأمة بأسرها ؛ لأنها تلد لنا النصف الآخر ، فهي أم الرجل
وأخته وزوجه وابنته .
أيتها الأخت المسلمة ..
انتبهي ؛ فأنت الضحية ، إنهم يخدعونك بتلك المفاهيم الخاطئة والأفكار الخبيثة تحت
أيتها الأخت المسلمة ..
انتبهي ؛ فأنت الضحية ، إنهم يخدعونك بتلك المفاهيم الخاطئة والأفكار الخبيثة تحت
عناوين براقة
مثل : " تحرير المرأة - مكانة المرأة - عمل المرأة - جمال المرأة .. "
احذري استدراجهم ، تمسكي بالحجاب ،،،
فإنهم كانوا لا يطلبون منك أكثر من كشف وجهك وبحجة أن كشف الوجه مختلف فيه
غير أنهم يعلمون علم اليقين - بحكم التجارب الطويلة العديدة -
أنك يوم تكشفين عن وجهك ، ويذهب ماؤه وحياؤه ؛ ستكشفين لهم عما عدا ذلك .
أيها الباكون ...
أما انتم أيها الراثون الباكون على المرأة وحقوقها
فإنكم لا ترثون لها ؛ بل ترثون لأنفسكم وتبكون على ما يُحال بينكم وبينه من شهواتكم
هذِّبوا رجالكم قبل أن تهذبوا نساءكم ، فإن عجزتم عن الرجال ؛ فأنتم عن النساء
مثل : " تحرير المرأة - مكانة المرأة - عمل المرأة - جمال المرأة .. "
احذري استدراجهم ، تمسكي بالحجاب ،،،
فإنهم كانوا لا يطلبون منك أكثر من كشف وجهك وبحجة أن كشف الوجه مختلف فيه
غير أنهم يعلمون علم اليقين - بحكم التجارب الطويلة العديدة -
أنك يوم تكشفين عن وجهك ، ويذهب ماؤه وحياؤه ؛ ستكشفين لهم عما عدا ذلك .
أيها الباكون ...
أما انتم أيها الراثون الباكون على المرأة وحقوقها
فإنكم لا ترثون لها ؛ بل ترثون لأنفسكم وتبكون على ما يُحال بينكم وبينه من شهواتكم
هذِّبوا رجالكم قبل أن تهذبوا نساءكم ، فإن عجزتم عن الرجال ؛ فأنتم عن النساء
أعجز ...
لقد عاشت المرأة المسلمة حقبةً من دهرها هادئة مطمئنة في بيتها، راضية عن نفسها
لقد عاشت المرأة المسلمة حقبةً من دهرها هادئة مطمئنة في بيتها، راضية عن نفسها
وعن عيشها
ترى السعادة كل السعادة في واجب تؤديه لنفسها ، أو وقفة تقفها بين يدي ربها ، أو عطفة
ترى السعادة كل السعادة في واجب تؤديه لنفسها ، أو وقفة تقفها بين يدي ربها ، أو عطفة
تعطفها على ولدها
أو جلسة تجلسها إلى جارتها ؛ تبثها ذات نفسها ، وتستبثها سريرة قلبها
وترى الشرف كل الشرف في خضوعها لأبيها ، وائتمارها بأمر زوجها ، ونزولها عند
أو جلسة تجلسها إلى جارتها ؛ تبثها ذات نفسها ، وتستبثها سريرة قلبها
وترى الشرف كل الشرف في خضوعها لأبيها ، وائتمارها بأمر زوجها ، ونزولها عند
رضاهما
وكانت تفهم معنى الحب ، وتجهل معنى الغرام ، فتحب زوجها ؛ لأنه زوجها ، كما تحب
وكانت تفهم معنى الحب ، وتجهل معنى الغرام ، فتحب زوجها ؛ لأنه زوجها ، كما تحب
ولدها؛ لأنه ولدها
فإن رأى غيرها من النساء أن الحب أساس الزواج ؛ رأت هي أن الزواج أساس الحب
فقلتم لها :
" إن هؤلاء الذي يستبدون بأمرك من أهلك ليسوا بأوفر منك عقلاً ، ولا أفضل رأيًا
ولا أقدر على النظر لك من النظر لنفسك ، فلا حق لهم في هذا السلطان الذي يزعمونه
فإن رأى غيرها من النساء أن الحب أساس الزواج ؛ رأت هي أن الزواج أساس الحب
فقلتم لها :
" إن هؤلاء الذي يستبدون بأمرك من أهلك ليسوا بأوفر منك عقلاً ، ولا أفضل رأيًا
ولا أقدر على النظر لك من النظر لنفسك ، فلا حق لهم في هذا السلطان الذي يزعمونه
لأنفسهم عليك "
فازدرت أباها ، وتمردت على زوجها
وأصبح البيت - الذي كان بالأمس عرسًا من الأعراس الضاحكة - مناحة قائمة لا تهدأ
فازدرت أباها ، وتمردت على زوجها
وأصبح البيت - الذي كان بالأمس عرسًا من الأعراس الضاحكة - مناحة قائمة لا تهدأ
نارها ، ولا يخبو أوارها .
وقلتم لها :
" لا بد لك أن تختاري زوجك بنفسك ؛ حتى لا يخدعك أهلك عن سعادة مستقبلك " فاختارت لنفسها أسوأ مما اختار لها أهلها
فلم يزد عمر سعادتها عن يوم وليلة ثم الشقاء الطويل بعد ذلك والعذاب الأليم
وقلتم لها :
" إن الحب أساس الزواج "
فما زالت تقلب عينيها في وجوه الرجال مصعدة مصوبة حتى شغلها الحب عن الزواج ،
وقلتم لها :
" لا بد لك أن تختاري زوجك بنفسك ؛ حتى لا يخدعك أهلك عن سعادة مستقبلك " فاختارت لنفسها أسوأ مما اختار لها أهلها
فلم يزد عمر سعادتها عن يوم وليلة ثم الشقاء الطويل بعد ذلك والعذاب الأليم
وقلتم لها :
" إن الحب أساس الزواج "
فما زالت تقلب عينيها في وجوه الرجال مصعدة مصوبة حتى شغلها الحب عن الزواج ،
فغنيت به عنه
وقلتم لها :
" إن سعادة المرأة في حياتها أن يكون زوجها عشيقها "
وما كانت تعرف إلا أن الزوج غير العشيق
فأصبحت تبغي كل يوم زوجًا جديدًا يحيي من لوعة الحب ما أمات الزوج القديم ، فلا
وقلتم لها :
" إن سعادة المرأة في حياتها أن يكون زوجها عشيقها "
وما كانت تعرف إلا أن الزوج غير العشيق
فأصبحت تبغي كل يوم زوجًا جديدًا يحيي من لوعة الحب ما أمات الزوج القديم ، فلا
قديمًا استبقت ولا جديدًا أفادت
وقلتم لها :
" لا بد أن تتعلمي ؛ لتحسني تربية ولدك ، والقيام على شئون بيتك "
فتعلمت كل شيء إلا تربية ولدها والقيام على شئون بيتها.
وقلتم لها :
" نحن لا نتزوج من النساء إلا من نحبها ونرضاها ويلائم ذوقها ذوقنا وشعورها
وقلتم لها :
" لا بد أن تتعلمي ؛ لتحسني تربية ولدك ، والقيام على شئون بيتك "
فتعلمت كل شيء إلا تربية ولدها والقيام على شئون بيتها.
وقلتم لها :
" نحن لا نتزوج من النساء إلا من نحبها ونرضاها ويلائم ذوقها ذوقنا وشعورها
شعورنا "
فرأت أن لا بد لها أن تعرف مواقع أهوائكم ومباهج أنظاركم ؛ لتتجمل لكم بما تحبون فراجعت فهرس حياتكم صفحة صفحة ؛ فلم تر فيه غير أسماء الخليعات المستهترات
والضاحكات اللاعبات والإعجاب بهن والثناء عليهن ؛ فتخلعت واستهترت لتكسب
فرأت أن لا بد لها أن تعرف مواقع أهوائكم ومباهج أنظاركم ؛ لتتجمل لكم بما تحبون فراجعت فهرس حياتكم صفحة صفحة ؛ فلم تر فيه غير أسماء الخليعات المستهترات
والضاحكات اللاعبات والإعجاب بهن والثناء عليهن ؛ فتخلعت واستهترت لتكسب
رضاكم وتنزل عند محبتكم
فأعرضتم عنها ونبوتم ، فرجعت أدراجها خائبة منكسرة وقد أباها الرفيع ، وترفع عنها
فأعرضتم عنها ونبوتم ، فرجعت أدراجها خائبة منكسرة وقد أباها الرفيع ، وترفع عنها
المحتشم .
فهل تودون أن تتحول المرأة المسلمة إلى هذه الصورة الساقطة بعد تلك الحياة العفيفة
فهل تودون أن تتحول المرأة المسلمة إلى هذه الصورة الساقطة بعد تلك الحياة العفيفة
المطمئنة ؟!
نسأل الله أن يصلح أحوالنا ، وأن يستر عيوبنا .
وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) هذه المقالة من تراث الشيخ :- فاروق الرحماني - رحمه الله -
نسأل الله أن يصلح أحوالنا ، وأن يستر عيوبنا .
وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) هذه المقالة من تراث الشيخ :- فاروق الرحماني - رحمه الله -
حياة القلوب للشيخ : صالح بن عواد المغامسي
حياة القلوب
محاضرة للشيخ : صالح بن عواد المغامسي
عضو بهيئة التدريس بكلية المعلمين بالمدينة النبوية
وخطيب مسجد قباء بالمدينة النبوية
وأمين لجنة الأئمة بالمدينة ، وعضو في لجنة التوعية في الحج
نبذة عن المادة :-
حياة القلوب ..
رسالة إلى كل قلب مهموم وتشخيص لحقيقته وعلته ووصف دقيق لعلاجه وأدويته
بالقلب يعرف العبد ربه ، فيتعرف على أسمائه وصفاته
بالقلب يعلم العبد أمر الله ونهيه
بالقلب يحب العبد ربه ويخافه ويرجوه
بالقلب يفلح العبد وينجو يوم القيامة
...... استمع بنفسك
حياة القلوب ..
رسالة إلى كل قلب مهموم وتشخيص لحقيقته وعلته ووصف دقيق لعلاجه وأدويته
بالقلب يعرف العبد ربه ، فيتعرف على أسمائه وصفاته
بالقلب يعلم العبد أمر الله ونهيه
بالقلب يحب العبد ربه ويخافه ويرجوه
بالقلب يفلح العبد وينجو يوم القيامة
...... استمع بنفسك
قصة حياة الشيخ خالد الراشد
صفحات من حياتي
محاضرة رائعة ومميزة
نبذة عن المادة :-
سرد رائع ومثير لصفحات من حياة الشيخ خالد الراشد فك الله أسره وأسرى جميع المسلمين يحكيها عن نفسه ، كيف التزم وكيف كان قبل الالتزام وأحداث مثيرة
لكي تعرفها استمع للمحاضرة ،،،
سرد رائع ومثير لصفحات من حياة الشيخ خالد الراشد فك الله أسره وأسرى جميع المسلمين يحكيها عن نفسه ، كيف التزم وكيف كان قبل الالتزام وأحداث مثيرة
لكي تعرفها استمع للمحاضرة ،،،
الوطفاء في رحمة خاتم الأنبياء
الوطفاء في رحمة خاتم الأنبياء للشيخ علي بن عبدالخالق القرني
الوطفاء في رحمة خاتم الأنبياء: معنى (الوطفاء) السَّحابةُ المُثقلَة بالماء وقفنا ببابِ الجُود والكَرَم الذي ** غمامتهُ وطفاءُ عائدهُ وبْـلُ ووطفاءَ ليلتئذٍ فائقَةٌ كل وطفاء , لأنها في خلقِ خير الأنبياء , الذي تقول عنه (الوطفاء): رَسولُ الله أعلى الخَلقِ قدراً ** وأرحَمُهم وأرحبُهم فناءً
الحديث عن شمائل وأخلاق الرَّسول التي يقول عنها (أهنأ من الخصب بعد الجدب , والسِّلم بعد الحَرب , وأشهى من الشَّهد , وأندى من الورد) ويعترفُ بعجزه عن فكاك أسرها له فيقول إنه: (لا يزالُ مديناً له , يشتمُّ أزهارَها , ويُداعبُ هزَارَها , ويتعاطَى راحَها , ويُسيغُ قَراحَها) , وقد خصَّص لنا ليلتهُ تلك للحديث عن رحمته بالبشر والبهائم والموالف والمخالف , والمسالم والمحارب , بل ومن عاش في عصره , ومن سبقهُ , ومن يأتي بعدهُ , حتى استَبانت لنا حقيقة العموم في قول الله تعالى وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ
ووصف لنا ديمته الهطَّالةَ (الوطفاء) بجميلِ أوصَافٍ أشغَل تتاليها وجَمالُها ببعضِها عن البعضِ الآخَر , ومن جميل غزَله بوطفائه:
فلم أرَ مثلي شَاقَهُ صَوتُ مثلِها ** ولا عَربياً شاقَهُ صَوتُ أعْجَمي
وفسَّر لنا معنى (الوطفاء) وأنها السَّحابةُ المُثقلَة بالماء , واستشهدَ على ذلكَ بقولهم:
وقفنا ببابِ الجُود والكَرَم الذي ** غمامتهُ وطفاءُ عائدهُ وبْـلُ
وأخبرَ أنَّ وطفاءَ ليلتئذٍ فائقَةٌ كل وطفاء , لأنها في خلقِ خير الأنبياء , الذي تقول عنه (الوطفاء):
رَسولُ الله أعلى الخَلقِ قدراً ** وأرحَمُهم وأرحبُهم فناءً
ثم فسَّر مسيس الحاجة للاستهداء بسيرته فقال:
متى كُنا بداجيَةٍ وتاهَت ** قوافلُنا فسيرتُه الدَّليلُ
وأبرقَ الشَّيخَ وأرعَدَ واستهطَل وطفاءَهُ حُروفَ الصَّـاب والخَردَل , والعلقَم والجندَل , والسُّم والحنظَل , ليذمَغَ بها رؤوسَ الضَّلالة ومجاريَ الإلحَاد , من كلِّ مكابرٍ لئيم ومعتدٍ أثيمٍ زنيمٍ يتطاولُ بفيه وقلمه على الله ورسوله وصحابته الكرام , وهَجَاهُم بما لو وعتهُ آذانهم وقلوبُهم لاستطَابوا الموتَ على الحياة , والفناءَ على الوجود , والنَّارَ على العار , ولكنَّهم لا يشعُرونَ.
ومن بديعِ ما خلعَ عليهم مما هُم لهُ أهلٌ , قوله سدَّد الله مقاله وحالَه وفِعَالَه:
الشَّتمُ لمَّا أن شَتمتُكَ قال لي ** يا مَن يُشاتِمُـني بمَن هُـوَ دُونِي.!
وعرَّج بحديثهِ ووطفائهِ على أهلينا في الشَّام فبَكى وأبكى واستعبَر وأعْبَر , وقال فيهم:
تمنّـَيتُ أني أفتديهم بمُجَتي ** وأحمِلُ ما قد حُمِّلوا فَوقَ عاتقي
ثُمَّ تكلَّم عن رحمته واصفاً إياها بقوله البليغ (كعمُود الصُّبح , مبنيةٌ على الفتح , وغنيَّةٌ عن الشَّرح) :
كشمـسٍ لا يـمُرُّ بها أصـيلُ ** يسـيرُ بإثرها جـيلٌ فجيلُ
تجري الأمور على القياسِ وأمرُها ** بيـنَ الأمور جَرَ بغَير قيَاسِ
ثمَّ استرسَل واستهطَل وباتت الوطفَاءُ تسقي قُلوباً هشَّت للسيرة ورَبَت واهتزَّت , ولا يمكنني الزَّعمُ بالقدرة على تقييد ما سَردَ وقَال لأني بقيتُ أطرَبُ وأعجَبُ وأهتزُّ وأحنُّ حتى انتهى من محاضرته , فحسبتُني المقصودَ بقول القائل:
كما اهتَزّ في كَفِّ النَّسائمِ مائلُ
وخَتَم الشَّيخُ المحَاضَرة بالإكثار من التحفيز والإسماع لاستنصار أهل الشَّام المغَاوير حاثاً على أن يقفَ كل سامع من نكبَتهم موقفَ صدقٍ تثبُت به قدَمَاه بين يدي الله , الغنيُّ بمالهِ , والداعي القانتُ بصالح دعائه , كلٌّ حسبَ ما آتاه الله , وكانت خاتمتُهُ رائعةً جداً في الحبك والسَّبك وليتني استطعتُ نسخَها كما هيَ ووضعَها للناظرين
الوطفاء في رحمة خاتم الأنبياء: معنى (الوطفاء) السَّحابةُ المُثقلَة بالماء وقفنا ببابِ الجُود والكَرَم الذي ** غمامتهُ وطفاءُ عائدهُ وبْـلُ ووطفاءَ ليلتئذٍ فائقَةٌ كل وطفاء , لأنها في خلقِ خير الأنبياء , الذي تقول عنه (الوطفاء): رَسولُ الله أعلى الخَلقِ قدراً ** وأرحَمُهم وأرحبُهم فناءً
الحديث عن شمائل وأخلاق الرَّسول التي يقول عنها (أهنأ من الخصب بعد الجدب , والسِّلم بعد الحَرب , وأشهى من الشَّهد , وأندى من الورد) ويعترفُ بعجزه عن فكاك أسرها له فيقول إنه: (لا يزالُ مديناً له , يشتمُّ أزهارَها , ويُداعبُ هزَارَها , ويتعاطَى راحَها , ويُسيغُ قَراحَها) , وقد خصَّص لنا ليلتهُ تلك للحديث عن رحمته بالبشر والبهائم والموالف والمخالف , والمسالم والمحارب , بل ومن عاش في عصره , ومن سبقهُ , ومن يأتي بعدهُ , حتى استَبانت لنا حقيقة العموم في قول الله تعالى وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ
ووصف لنا ديمته الهطَّالةَ (الوطفاء) بجميلِ أوصَافٍ أشغَل تتاليها وجَمالُها ببعضِها عن البعضِ الآخَر , ومن جميل غزَله بوطفائه:
فلم أرَ مثلي شَاقَهُ صَوتُ مثلِها ** ولا عَربياً شاقَهُ صَوتُ أعْجَمي
وفسَّر لنا معنى (الوطفاء) وأنها السَّحابةُ المُثقلَة بالماء , واستشهدَ على ذلكَ بقولهم:
وقفنا ببابِ الجُود والكَرَم الذي ** غمامتهُ وطفاءُ عائدهُ وبْـلُ
وأخبرَ أنَّ وطفاءَ ليلتئذٍ فائقَةٌ كل وطفاء , لأنها في خلقِ خير الأنبياء , الذي تقول عنه (الوطفاء):
رَسولُ الله أعلى الخَلقِ قدراً ** وأرحَمُهم وأرحبُهم فناءً
ثم فسَّر مسيس الحاجة للاستهداء بسيرته فقال:
متى كُنا بداجيَةٍ وتاهَت ** قوافلُنا فسيرتُه الدَّليلُ
وأبرقَ الشَّيخَ وأرعَدَ واستهطَل وطفاءَهُ حُروفَ الصَّـاب والخَردَل , والعلقَم والجندَل , والسُّم والحنظَل , ليذمَغَ بها رؤوسَ الضَّلالة ومجاريَ الإلحَاد , من كلِّ مكابرٍ لئيم ومعتدٍ أثيمٍ زنيمٍ يتطاولُ بفيه وقلمه على الله ورسوله وصحابته الكرام , وهَجَاهُم بما لو وعتهُ آذانهم وقلوبُهم لاستطَابوا الموتَ على الحياة , والفناءَ على الوجود , والنَّارَ على العار , ولكنَّهم لا يشعُرونَ.
ومن بديعِ ما خلعَ عليهم مما هُم لهُ أهلٌ , قوله سدَّد الله مقاله وحالَه وفِعَالَه:
الشَّتمُ لمَّا أن شَتمتُكَ قال لي ** يا مَن يُشاتِمُـني بمَن هُـوَ دُونِي.!
وعرَّج بحديثهِ ووطفائهِ على أهلينا في الشَّام فبَكى وأبكى واستعبَر وأعْبَر , وقال فيهم:
تمنّـَيتُ أني أفتديهم بمُجَتي ** وأحمِلُ ما قد حُمِّلوا فَوقَ عاتقي
ثُمَّ تكلَّم عن رحمته واصفاً إياها بقوله البليغ (كعمُود الصُّبح , مبنيةٌ على الفتح , وغنيَّةٌ عن الشَّرح) :
كشمـسٍ لا يـمُرُّ بها أصـيلُ ** يسـيرُ بإثرها جـيلٌ فجيلُ
تجري الأمور على القياسِ وأمرُها ** بيـنَ الأمور جَرَ بغَير قيَاسِ
ثمَّ استرسَل واستهطَل وباتت الوطفَاءُ تسقي قُلوباً هشَّت للسيرة ورَبَت واهتزَّت , ولا يمكنني الزَّعمُ بالقدرة على تقييد ما سَردَ وقَال لأني بقيتُ أطرَبُ وأعجَبُ وأهتزُّ وأحنُّ حتى انتهى من محاضرته , فحسبتُني المقصودَ بقول القائل:
كما اهتَزّ في كَفِّ النَّسائمِ مائلُ
وخَتَم الشَّيخُ المحَاضَرة بالإكثار من التحفيز والإسماع لاستنصار أهل الشَّام المغَاوير حاثاً على أن يقفَ كل سامع من نكبَتهم موقفَ صدقٍ تثبُت به قدَمَاه بين يدي الله , الغنيُّ بمالهِ , والداعي القانتُ بصالح دعائه , كلٌّ حسبَ ما آتاه الله , وكانت خاتمتُهُ رائعةً جداً في الحبك والسَّبك وليتني استطعتُ نسخَها كما هيَ ووضعَها للناظرين
الولاء والبراء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فإنّ الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة، وشرط من شروط الإيمان، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون
ومعنى الولاء: هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم
والبراء: هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق
فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية، تجب محبته وموالاته ونصرته. وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان
قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [سورة التوبة: من الآية 71]ـ
والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح
والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح
قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان» [أخرجه أبو داود]ـ
ومنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها
أولًا: أنّها جزء من معنى الشهادة، وهي قول : ((لا إله)) من ((لا إله إلا الله)) فإنّ معناها البراء من كل ما يُعبد من دون الله
ثانيًا: أنّها شرط في الإيمان، كما قال تعالى
ومنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها
أولًا: أنّها جزء من معنى الشهادة، وهي قول : ((لا إله)) من ((لا إله إلا الله)) فإنّ معناها البراء من كل ما يُعبد من دون الله
ثانيًا: أنّها شرط في الإيمان، كما قال تعالى
ـ {تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)} [سورة المائدة: 80-81]ـ
ثالثًا: أنّ هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله»ـ
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله
ثالثًا: أنّ هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله»ـ
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله
ـ "فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلاّ بالحب في الله والبغض في الله، والمعاداة في الله، والموالاة في الله، ولو كان النّاس متفقين على طريقة واحدة، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان"ـ
رابعًا: أنّها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين، لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلاّ لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النّار» [متفق عليه]ـ
خامسًا: أنّها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلم
رابعًا: أنّها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين، لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلاّ لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النّار» [متفق عليه]ـ
خامسًا: أنّها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلم
ـ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [سورة الحجرات:من الآية 10]ـ
سادسًا: أنّه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: "من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك"ـ
سابعًا: أنّ عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [سورة المائدة: من الآية 51]ـ
ثامنًا: أنّ كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتها
يقول الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله: "فأمّا معاداة الكفار والمشركين فاعلم أنّ الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك، وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى أنّه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده"ـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إنّ تحقيق شهادة أن لا إله إلاّ الله يقتضي أن لا يحب إلاّ لله، ولا يبغض إلاّ لله، ولا يواد إلاّ لله، ولا يُعادي إلاّ لله، وأن يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله"ـ
ومن صور موالاة الكفار أمور شتى، منها
ـ1- التشبه بهم في اللباس والكلام
ـ2- الإقامة في بلادهم، وعدم الانتقال منها إلاّ بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين
ـ3- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس
سادسًا: أنّه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: "من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك"ـ
سابعًا: أنّ عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [سورة المائدة: من الآية 51]ـ
ثامنًا: أنّ كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتها
يقول الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله: "فأمّا معاداة الكفار والمشركين فاعلم أنّ الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك، وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى أنّه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده"ـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إنّ تحقيق شهادة أن لا إله إلاّ الله يقتضي أن لا يحب إلاّ لله، ولا يبغض إلاّ لله، ولا يواد إلاّ لله، ولا يُعادي إلاّ لله، وأن يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله"ـ
ومن صور موالاة الكفار أمور شتى، منها
ـ1- التشبه بهم في اللباس والكلام
ـ2- الإقامة في بلادهم، وعدم الانتقال منها إلاّ بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين
ـ3- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس
ـ4- اتخاذهم بطانة ومستشارين
ـ5- التأريخ بتاريخهم خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي
ـ6- التسمي بأسمائهم
ـ7- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها
ـ8- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد
ـ9- الاستغفار لهم والترحم عليهم
قال أبو الوفاء بن عقيل: "إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنّما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة، عاش بان الراوندي والمعري ـ عليمها لعائن الله ـ ينظمون وينثرون كفرًا، وعاشوا سنين، وعُظمت قبورهم، واشتُريت تصانيفهم، وهذا يدل على برودة الدين في القلب"ـ
وعلى المسلم أن يحذر من أصحاب البدع والأهواء الذين امتلأت بهم الأرض، ولْيتجنَّب الكفار وما يبثون من شبه وشهوات، وليعتصم بحبل الله المتين وسنة نبيه الكريم. وعلى المسلم أن يفطِن إلى الفرق بين حسن التعامل والإحسان إلى أهل الذمة وبين بُغضهم وعدم محبتهم. ويتعيَّن علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب، ولا تعظيم شعائر الكفر
ـ5- التأريخ بتاريخهم خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي
ـ6- التسمي بأسمائهم
ـ7- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها
ـ8- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد
ـ9- الاستغفار لهم والترحم عليهم
قال أبو الوفاء بن عقيل: "إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنّما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة، عاش بان الراوندي والمعري ـ عليمها لعائن الله ـ ينظمون وينثرون كفرًا، وعاشوا سنين، وعُظمت قبورهم، واشتُريت تصانيفهم، وهذا يدل على برودة الدين في القلب"ـ
وعلى المسلم أن يحذر من أصحاب البدع والأهواء الذين امتلأت بهم الأرض، ولْيتجنَّب الكفار وما يبثون من شبه وشهوات، وليعتصم بحبل الله المتين وسنة نبيه الكريم. وعلى المسلم أن يفطِن إلى الفرق بين حسن التعامل والإحسان إلى أهل الذمة وبين بُغضهم وعدم محبتهم. ويتعيَّن علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب، ولا تعظيم شعائر الكفر
ومن برهم لتُقبل دعوتنا: الرفق بضعيفهم، وإطعام جائعهم، وكسوة عاريهم، ولين القول لهم على سبيل اللطف معهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة
والدعاء لهم بالهداية، وينبغي أن نستحضر في قلوبنا ما جُبلوا عليه من بغضنا، وتكذيب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
اللّهم وفقنا للعمل بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم والسير على هداهما، وحب الله ورسوله والمؤمنين وموالاتهم وبغض الكفار والمشركين ومعاداتهم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللّهم وفقنا للعمل بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم والسير على هداهما، وحب الله ورسوله والمؤمنين وموالاتهم وبغض الكفار والمشركين ومعاداتهم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)