وقت قيام الساعة
الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان بالله عزو جل
كما فى صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب وفيه أن جبريل عليه السلام سأل الحبيب المصطفى ما الإيمان ؟
فقال الحبيب
{الإيمان أن تؤمن باللـه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن تؤمن بالقدر خيره وشره } .
وقال تعالى :{وَأَنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللـه يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ }الحج وقال سبحانه :{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ} القمر وقال جل وعلا :{أَتَى أَمْرُ الله فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ }النحل
وقت قيام الساعة
أما عن وقت قيام الساعة فإن هذا من خصائص علم الله عز وجل لايعلم وقت قيام الساعة ملك مقرب أو نبى مرسلوقال سبحانه فى سورة الأحزاب{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ الله وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا}
فلا يعلم وقت قيام الساعة إلا الله وإذا كان الله عز وجل قد أخفى وقت قيام الساعة ,فقد أخبر سبحانه وتعالى ببعض العلامات والأمارات التى تكون بين يدى الساعة ، لينتبه الخلق بالإنابة والتوبة إلى الله جل وعلا ، وقد سمى القرآن هذه العلامات والأمارات بالأشراط فقال سبحانه
{ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا }محمد
فقد جاءت علاماتها وأماراتها وهي على ثلاثة أقسام
أولا علامات صغرى وقعت وانتهت .
ثانيا علامات صغرى وقعت ولم تنقضى مازالت مستمرة .
ثالثا علامات صغرى لم تـقع بعد .
وأول هذه العلامات بعثة الحبيب المصطفى .
ففـى الصحيحين أنه قال :{بعثـت أنـا والساعـة كهاتيـن وأشـار بالسبابة والوسطى}
فبعثة النبي علامة صغرى وموت النبى أيضا وكلاهما تمتا
ومن هذه العلامات الصغرى أيضا التى وقعت وانقضت انشقاق القمر
قال سبحانه :(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَر)
ومن هذه العلامات الصغرى أيضا خروج نار فى أرض الحجاز روى البخاري ومسلم من حديث أبى هريرة قال: قال رسول الله
(لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى )
ثانياً العلامات الصغرى التى وقعت ومازالت مستمرة لم تنقض بعد
( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسى كافرا ويمسى مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا )
فالمسلم الصادق يعيش الآن فتنة قاسية ألا وهى فتنة الغربة قال الحبيب كما فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة :
(بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء)
فأهل الغربة الآن يفرون بدينهم من الفتن بل لقد روى الترمذى فى سننهبسند حسن أن النبى قال:
(سيأتى على الناس زمان القابض فيه على دينه كالقابض على جمر بين يديه)
ومن الفتن التى يتعرض لها المسلم فتنة الشهوات
قال المصطفى ( فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكنى أخشى أن تبسط عليكم الدنيـا فتنافسوها كما تنافس فيها من كان قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم )
وهناك فتنة الأولاد وفتنة الزوجات
قال تعالى:(إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَولادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحذَرُوهُمْ ) التغابن
جملة من الفتن جاءت فى الصحيحين من حديث أنس قال (إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويكثر الزنا ، ويكثر شرب الخمر ، ويقل الرجال وتكثر النساء ،
حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد )
تقارب الزمانولقد ورد فى سنن الترمذى بسند صحيح أن النبى قال:(يتقارب الزمان بين يدى الساعة فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كاحتراق السعفة )
ومن علامات الساعة الصغرى التى وقعت ولم تنقض إسناد الأمر إلى غير أهله .فى صحيح البخارى من حديث أبى هريرة :{أن أعرابيا دخل على النبى وهو يحدث الناس فقال الأعرابى:يا رسول اللـه متى الساعة ؟
فمضى النبى فى حديثه ولم يجب الأعرابى على سؤاله فلما أنهى النبى حديثه
قال:أين السائل عن الساعة آنفا ؟
فقال الأعرابى ها أنا ذا يا رسول الله .
قال :إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة
فقال الأعرابى:وكيف إضاعتها يا رسول الله ؟
قال : (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )
تدبروا حديث النبى الذى رواه أحمد فى مسنده والحاكم فى مستدركه وصواححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع من حديث أبى هريرة
قال سيأتى على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذَّب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويُخَوَّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة ))...
قيل من الرويبضة يا رسول الله ؟
قال:الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة
ومنها تداعى الأمم على أمة الحبيب المحبوب
ففى الحديث الذى رواه أبو داود من حديث ثوبان وهو حديث صحيح بمجموع طرقه أنه قال:( يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها )
قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟
قال :( كلا ولكنكم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل وليوشكن الله أن ينزع المهابة من قلوب عدوكم وليقذفن فى قلوبكم الوهن )
قيل وما الوهن يا رسول الله ؟
قال :حب الدنيا وكراهية الموت
ومن العلامات : كما فى الحديث الذى رواه أحمد والطبرانى فى الكبير بسند صحيح من حديث أبى أمامة رضى اللـه عنه قال:
وفى صحيح الإمام مسلم من حديث أبى هريرة قال رسول الله (صنفان من أهل النار لم أرهما رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ,ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ,وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)
(لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل زكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها )
من أهل العلم من قال إن هذا قد وقع على عهد عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه .
ومن العلامات التى لم تظهر من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال :قال رسول اللـه :(لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ،فيقول كل رجل منهم لعلى أكون أنا الذى أنجو )
ومن العلامات أيضاً التى لم تظهر بعد : ظهور المهدى رضى الله عنه فعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال :
قال رسول الله (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً منى -أو من أهل بيتى - يواطئ اسمه اسمى ، واسم أبيه اسم أبى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كـا ملئت ظلماً وجوراً )
0 التعليقات: